الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل المطلوب ازالة النظام السوري ام الحوار معه !!!

عبد الزهرة العيفاري

2011 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تلهت صنائع النظام البعثي السوري وبنبرة مبحوحة ولكنها مسموعة جيدا من خلال الفضائيات الحيادية مرة ومن ابواقهم الـمـبـتـذ لة مرة اخرى . وذلك عندما تنصب هذه الصنائع نفسها بشتى المناصب الصحفية احـيـانـا والسياسية احيانا اخرى . وكـأنـها تريد ان تقنع المشاهد بأنها تـنـقـل الـمـوقــف ( الحربي ) "بتجرد وحيادية" ونقصد بالموقف الحربي حالة الحرب التي شنتها السلطة على شعبها الاعزل . الا ان تلك الابواق لا تلـبـث ان تخفق في خداع اي مشاهد مهما كان مستواه وثقافته . الامر وما فيه ان ما يحدث في المدن السورية من قتل للمواطنين وتعذيبهم حتى الموت الذي يمارسه البعث جعلت اي انسان يدرك ان سلطة ( آل الاسد ) قد فقدت شرعيتها منذ ان اطلقت الرصاصات الاولى على المظاهرات الشعبية السلمية في محافظة درعا . لا بل انها فقدت الشرعية منذ ان استباحت مدينة ( حـمــاه البطلة ) زمن حـا فـظ الا ســد . ولكن بذات الوقت لم نسمع من اولئك اللاهـثـيـن الا الاكاذيب الغريبة والمضحكة ايضا عندما ينقلون للمشاهدين ان هذه الجموع الشعبية المنتفضة في كافة المدن هــم مجرد مندسون ومتآمرون !!! . بينما لهاثهم من جهة اخرى ، في الواقع يتكلم هـو عن رعبهم بالرغم من الحجم الاسطوري للاكاذيب . فاكاذيبهم ليس الا تعـبـيـر عن خوفهم المكشوف من هـول الطامة الكبرى التي اصبحت قريبة وقريبة جدا من اوساطهم المهزوزة هم واسيادهم في القصر . ذلك ان حزبهم يواجه الازالة الحتمية مـع سلطته الفاشية الغاشمة وفقا لكافة القوانين السياسية والاجتماعية الموضوعية التي تقيم التوازن عـادة في الحياة البشرية على كوكبنا منذ الازل !! . فسلطة البعث في سوريا منذ اكثر من خمسة عقود من الزما ن تمكنت من خنق هذا الشعب الود يع وذي الثقافة المشهودة ثــم فرضت عليه ايديولوجية فاشية رغما على انفه وعن طريق الارهاب و الهيمنة على رزقه والتحكم بـتـعليم ابنائه ........... ثم هذه السلطة نفسها تقيم اليوم المجازر ضده فقط لانه اراد الحرية والحياة بدون عبودية ( لـعـا ئـلــة الاســـد ) ثـم لان الشعب يريد التفكير حسب ارادته كأي شعب متحرر من شعوب كـوكــبنــا .
ومما يلفت النظر ان سياسيين وصحفيين وغيرهم ، منهم من هو جزء من النظام ومنهم قليلو الخبرة والتجارب والمنا ورات السياسية وحتى منهم طيبون بلا شك يدعون الى الحوار مع السلطة . ويهمنا من بين هؤلاء هنا الصنف الاخـير منهم . اي اولئك الذين يتصورون ان هذا هو الحل للمشكلة . فيحسبون لعل السلطة تكف عن رمي الجماهير المحتجـة بالرصاص !!!. ان هؤلاء لايعرفون الطبيعة السياسية لحزب البعث . ولا يعرفون ان السلطة انزلقت عميقا بالجريمة . ثم برهنت هي نفسها على طبيعتها الدموية والفاشية وان لا رجعة لها للطريق السوي . والمفروض ان نعـرف انه لا يجوز للسياسي ان يستسلم للاوهام الطيبة عندما تجري دماء ابناء الشعب انهارا على يد الدكتاتورية . ثم لو وافقت الاطراف على الحوار فهذا يعني اعفاء النظام من جريمة قتل واصابة الاف السوريين الابرياء الذين يطالبون بالتـحرر من نظام البعث الدموي . السلطة على مدى عدة شهر استخدمت كافة الاسلحة الثقيلة المخصصة لجبهات القتال في الحروب العالمية ولكنها استعملتها في داخل بلادها وضد شعبها تحديدا . وعليها ان تأخذ عقابها القانوني عن قتل الناس وتعذيبهم وسبي العوائل وهروب السكان ولجوئهم الى اراضي البلدان المجاورة حتى اصبحوا ينتظرون الخبز من المحسنين بعد ان كانوا اغنياء في بيوتهم !!! ثم يجب محاكمة ازلام السلطة لتحويل سوريا المتحررة سابقا الى مجرد ورقة قمار ، كان قد لعب بها على مدى عشرات السنين تجار القومية الزائفة وتلعب بها اليوم ايـــرا ن وقوى ظلامية اخرى اقليمية ودولية بصفقة مع زمرة الاسد . ان هذه حالات لا يمكن حلها بالحوار . بل هي تتطلب ازاحة النظام . وبعـد ذلك ملاحقة فلوله ومراعاة حقوق الامهات والعوائل التي فقدت ابناءها بسلاح السلطة وباوامر من عائلة الاسد بالذات .
وينبغي اليوم على التقدميين من ابنا ء الشعوب العربية ومثقفيها والصحفيين الاحرار على النطاق العا لمي الوقوف بجانب الشعب السوري وقواه الوطنية وتأييد شبابه الذين بدأوا يتدارسون شئون ثورة شعبهم . وذلك للتعجيل في ايقا ف جريان الدماء على يد الماكنة الحربية للسلطة السورية القائمة .
و نقترح في هذه المرحلة من مراحل الثورة السورية ، مايلي :
• تكوين مننظمة مرحلية بعنوان :
( ا لهيئة ا لعا لمية لنصرة الشعب السوري ) هد فها تقديم سوريا للعالم بوجهها الجديد وذلك عن طريق هيئة الامم المتحدة والمحا فــل الدولية المختلفة .
• اعداد برنامج سياسي واقتصادي ــ اجتماعي ( مــرحــلي و قصير ) لسوريا المستقبل وطبقا لحاجات الفترة التي تعقب زوال البعث مباشرة . وذلك لكي تجد القوى الوطنية السورية منذ الان ما يجب ان تجتمع عليه و يمنع تفرقها بعد الانتصار . ثــم ان وجود برنامج محدد سوف يساعد على البدء بالبناء اثناء مــا تقوم سوريا بتضميد جراحها العميقة . في فترتها الاولى على الاقل .
• عدم تكرار خــطــأ ( الكيانات السياسية العراقية ) . فلا يجوز السماح بالتجاذبات النفعية ومن اجل تقسيم الكراسي بين الكيانات السياسية السورية . كما لا يجوز التهاون مع فــلول النظام الذي سيسقط لا محا لة . او بالنسبة للقوى الارهابية التي ستظهر وفقا للقوانين السياسية الموضوعية بعد كل ثورة . المهم تثبيت النظام الجديد . وضمان الوحدة الوطنية والتآلف بين الطوائف والقوميات المختلفة .
• بناء علاقات دبلوماسية متوازنة مع كافة الدول . حتى مع تلك التي اساءت للثورة السورية في يوم ما . فالدبلوماسية المتوازنة هي التي تنتصر . والمهم هنا هو انتصار سوريا اولا واخيرا .
الدكتور عبد الزهرة العيفاري . موسكو 15/8/2011
عضو نقابة الصحفيين العراقيين . وعضو جمعية الاقتصاديين العراقيين .
اكـا د يـمـك ـــ بروفيسور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نصائح
عبد الوهاب سعد ( 2011 / 8 / 15 - 21:43 )
في سوريا افتهمنا من يقل هو الجيش كما تزعم لكن في بلدك من يقتل المدنيين ويغتالهم بالكواتم؟ايها الكاب بلدك غارق بالعنف والفساد وانت تقدم النصائح للشعب السوري - اتمنى ان تقدم وصفة سحرية تنقذ بلدك من التشرذم الذي نرفضه ان يكون مصير لسوريا.تتكلم عن البعث وماذا عن نقابة الصحفيين العراقية الا اليس جميع البعثيين هم فيها الان من النقيب حتى الذاتية وشركائهم التيارات الدينية التي نخرت العراق ونهبت امواله

اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران