الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرب بنك الدم

أسماء الرومي

2011 / 8 / 15
الادب والفن


خبر نُشر في أحد المواقع عن سعدون شاكر الذي كان وزيراً للداخلية في زمن صدام حسين وهو في السجن الآن وقد تعرض لنزفٍ حادٍ في معدته ،نقلوه للمستشفى كان يحتاج إلى نقل دم وبسرعة،وأخذ ينظر في وجوه الناس الموجودين ليتوسل أن ينقذوه..وتقدم أحد الجنود وأحد الضباط وتبرعوا له بالدم ومن التعليقات المكتوبة: كم واحد مات تحت أياديكم في التعذيب فهل سقيتوه بقطرة ماءٍ ؟
هذا الجندي وهذا الضابط هم أهل بلدي ... وبلدي دوماً وفي كل الأزمنة والسنين هي هؤلاء .
ألغى هذا الخبر أياماً طويلة من عمري ليعيدني جالسة أمام غرفةٍ ثُبّتَ على بابها لوحة مكتوباً عليها "بنك الدم " كانت هذه الغرفة في جانب من جوانب مدينة الطب في بغداد ، وكنت جالسة مع عدد من أفراد العائلة
جئنا جميعاً لنتبرّع بالدم لطفلة وليدة ، كانت الِبكر لعائلتها وحياتها مهددة وخلال ساعات ستفارق الحياة إنْ لم تُنقَذ بعملية نقل دم سريعة ، واُخذتْ العينات اللازمة من الجالسين الواحد تلو الآخر ، ولكن وبعد التحليل كانت النتيجة غير مطابقة وغير ملائمة ، كانت خيبة املنا تزداد وبعد كل نتيجة فحص ، حينذاك سمعنا نداءاً بالميكروفون وجهه المسئول من غرفة نقل الدم ... أغيثوا طفلة تحتضر ، ساعدوها لتعود للحياة . أُذيع النداء ليُسمع في كل أقسام مدينة الطب ، كان الوقت مساءاً وجميع الزوار قد غادروا ، ولكن كان هناك العاملون في المستشفى وقد بدأت خفارات العمل الليلية ، وسمعوا النداء وبدأوا يتوافدون ، كانوا جميعاً من الفراشين الذين يساعدون المرضى ويقومون بالتنظيف ومَنْ كان منهم في طوابق قريبة كان يترك أدوات عمله ويأتي نازلاً السلّم راكضاً ومَنْ في الطوابق العالية كان يأتي عن طريق المصعد الكهربائي كانوا رجالاً ونساءاً، هؤلاء الطيبون أنعشوا الأمل في صدورنا من جديد ، فالطفلة ستعيش . وأجرى المسئولون الفحوص اللازمة علَّ منقذاً من بين القادمين ولكن النتيجة .. غير مطابقة وتكرر النداء، وضعنا أيادينا على قلوبنا وأخذنا نتمتم بالدعاء ، وأعيد النداء مرات ونحن غارقون في دعائنا ، ولكن وبلا أمل .فدم الوليدة من الفصائل النادرة جداً إذ كان ، 0 سالب ، وفصيلة الدم 0 الموجب ليست بالسهلة إذ لا يأخذ صاحبها دماً إلاّ من مجموعتة ، فكيف إذا كان سالباً .وعلمنا أن للطفلة خال من نفس فصيلة دمها ، ولكنه طبيب وفي مكان بعيد .
نظرنا لبعضنا انا وعمّات الطفلة ، غلبتنا الدموع وبدأنا بالبكاء ، فقد يأسنا تماماً ، لكن المسئول لم ييأس وعاد ليكرر النداء لعل أحداً يأتي ، ولكن من أين هذا الأحد كنا نتساءل يائسين فالساعة قد تعدّتْ العاشرة مساءاً ، في هذه الأثناء واليأس يقتلنا فُتِحَتْ الباب المؤدية للقسم لمحنا شاباً وسيماً بملابس عسكرية يدخل لم يهمنا الأمر فقد يكون ممن لهم مهام في المستشفى ... ولكن هذا الشاب يسير بخطواته نحونا وهاهو يصل .. قدّم نفسه انا الضابط ... وهذه هويتي ، ودمي نفس فصيلة وليدتكم وسأتبرع لها بالدم .. يا إلهي أي سماء أرسلتك أيها الملاك ، قال قبل ساعات قليلة وصلت فأنا من أهالي الموصل وقدمت في مهمة ليومين ، ولي صديق هنا هو مسئول الإستعلامات ، وهذه الليلة هي خفارته وقد جئت لأراه .
هذا الملاك القادم من مدينة الحدباء أنقذ الطفلة وأنقذ املاً كاد أنْ يموت في قلوبنا جميعاً . كان ذلك في عام 1972 وحبيبتي صبا هي ابنة عم يمامة إبنتي وهي الآن ام وتعيش مع عائلتها في ألمانيا
15/8/2011
ستوكهولم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو


.. أون سيت - أول عرض | فيلم النمر والأنثى مع إنجي يحيى




.. أون سيت - محمد ثروت بيحكي عن الجزء الثاني من فيلم بنك الحظ