الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحسن والحسين و أنا

طلال سعيد يادكار

2011 / 8 / 16
الادب والفن


عندما كنا صغارا ونحن نتابع مسلسل ( ستار ترك ) , كنا نتسمر أمام التلفاز والذي كان بالابيض والاسود ! ونحن نشاهد طاقم السفينة الفضائية بقيادة ( كابتن كيرك) وهم ينتقلون في الفضاء بين الكواكب , وكنا لانندهش من ذلك قدر اندهاشنا من طريقة انتقال افراد الطاقم من المركبة الفضائية الى مكان اخر أو بالعكس ( الانتقال عبر الزمكان ) وذلك بوقوفهم على منصة خاصة ليتم بعد ذلك تشغيل أشعة خاصة اسطوانية الشكل تسلط على أجسام الطاقم ليتحولوا الى ذرات أو فوتونات ضوئية ومن ثم يختفوا تتدريجيا وبعد ذلك يظهروا تتدريجيا في مكان اخر محدد سلفا ! وكنا أيضا يأخذنا العجب من طريقة اتصالهم ببعضهم باستخدام جهاز صغير محمول باليد ( شبيه بالهاتف المحمول) حيث لاأسلاك ولا هوائي !

كان ذلك المسلسل من الخيال العلمي (انتاج 1966) , ثم تم انتاج نسخ جديدة وحديثة منه وتم انتاج افلام ايضا تحمل نفس الاسم. ولكن النسخة الاولى تبقى لها نكهة خاصة واداء خاص ! لأن معظم تفاصيله تحول الى واقع ! والخيال أصبح واقعا علميا ملموسا , ابتداءا بالمركبات الفضائية والمحطات الفضائية وانتهاءا بالحاسوب والهاتف المحمول ! تذكرت المسلسل و ( أنا ) أتابع الخلاف والجدال حول مسلسل ( الحسن والحسين) ! أيعرض أم لايعرض ؟ هل سيستمر العرض أم لا ؟ وهل من الجائز شرعا تجسيد الشخصيات المقدسة أم لا ؟! وغير ذلك من التساؤلات الاخرى.

فنحن لم نكن ننتظر من فنانينا سواء كانوا ممثلين أو مخرجين أو منتجين أفلاما ومسلسلات عن الخيال العلمي ( كفلم العودة الى المستقبل ) أو المسلسل السابق الذكر ( ستار ترك) فنحن نعرف امكانياتهم ( المادية والمعنوية والتقنية ) المحدودة ! بل كنا ننتظر أعمالا درامية فنية اجتماعية عاطفية كالمسلسلات التركية أو الارجنتينية المدبلجة على أكثر تقدير ! كنا ننتظر أعمالا تعكس واقعنا وتلملم جراحاتنا العميقة بعمق التاريخ ! وتجمعنا وتقربنا الى بعضنا وتقوي أواصر الالفة والمحبة التي انقطعت أو كادت ! كنا ننتظر عملا توحدنا في هذه الفترة العصيبة والتي نحن فيها على مفترق الطريق !! فبدلا من ذلك فاجئونا وقدموا لنا عملا تاريخيا ذو صبغة دينية ( مذهبية ) بشخصيات مجسدة لأشخاص ( مقدسة) لأحداث مازالت الامة مختلفة على تفاصيلها وشخصياتها !

مالجديد الذي سيقدمه لنا هذا العمل ؟ مالذي سيقدمه للمجتمع ؟ بالتأكيد لن يوحدنا , لأننا ننظر الى التاريخ كل من زاويته , وكل يقرأ التاريخ بانتقائية وبعصبية شبيهة بالعصبية ( القبلية ) وحسب هواه وميله للعصبة التي ينتمي اليها ! ومشكلة التاريخ لدينا أنه أصبح مقدسا الى درجة النص المقدس ! وشخصياتها اصبحوا مقدسين الى درجة فوق البشرية ! ومتى ما قرأنا التاريخ قراءة نزيهة وحيادية ومجردة من القداسة , أي قراءة تحليلية علمية نربطها بالواقع والارض ونقطع صلتها بالغيبيات والسماء , عند ذاك سنبدأ بفهم الحقيقة ! وعند ذاك تكون مجتمعاتنا مستعدة لتقبل الحقيقة التاريخية سواء مع أو ضد بحلاوتها ومرارتها بسرائها وضرائها بانتصاراتها وهزائمها ! ومستعدة لتقبل أي عمل تاريخي عن أية شخصية كانت وعن أي حدث تاريخي وعن أية معركة أو وقعة , حتى لوكانت معركة كمعركة (الجمل) مثلا ! أو وقعة كوقعة ( الحرة ) !

وبالتأكيد اذا لم تجمعنا هكذا اعمال ولم توحد صفوفنا , فبالتأكيد لن تقدم لنا اختراعا جديدا ولن تلهمنا لكي نخترع ! بل في احسن الاحوال ستلهم رجال الدين في اصدار ( فتوى جديدة) في جواز تجسيد الشخصيات المقدسة ! والتي بدورها ستفتح المجال لاعمال تاريخية اخرى وفي تجسيد شخصيات مقدسة اخرى وربما مزيدا من الفتاوي ومزيدا من الاختلافات ! ومن الواضح أن هكذا أعمال فنية تاريخية ستشدنا الى الوراء والتخلف , كما تشد أفلام الخيال العلمي أهلها الى الأمام والتقدم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا