الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشير طنطاوي شيطان في كل الأحوال

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 8 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


خلاف الأستاذ محمد حسنين هيكل مع آل مبارك إتضح إنه مجرد تمثيلية ، بعد أن عرفنا أن نجل له قد تربح في أثناء هوجة الخصخصة في عهد مبارك الأثيم .
إذاً لا فارق بين الأستاذ هيكل ، و صاحب تشخيص متلازمة ستوكهولم ، و الأخر الذي دعا إلى أن يكون عمر سليمان خليفة لمبارك ، فكلهم أبواق للسلطة ، و إن إدعوا ، و أدعت السلطة ، خلاف ذلك .
لهذا فإن كل ما يصدر من أراء عن الأستاذ هيكل يجب أن تعامل بنفس الطريقة التي تعامل بها كتابات ، و أحاديث ، كتاب السلطة المشهورين .
أي دراستها ، لمعرفة ما تفكر فيه السلطة ، و ما تخطط له .
الأستاذ هيكل - و كما إطلعت في إحدى وسائل الإعلام عبر الإنترنت - دعا إلى أن يكون محمد حسين طنطاوي رئيساً لمصر .
دعوة لا يجب أن تهمل ، و يجب التعامل معها بجدية ، و إعتبارها بالون إختبار ، خاصة أنها لا تناقض المنطق ، و هناك شواهد تؤيدها .
لا تناقض المنطق ، فحلاوة قمة السلطة تذوقها طنطاوي ، و لازال يتذوقها ، و يرتشف منها ، منذ ستة أشهر ، و بضعة أيام ، و هي مدة يبدو إنها كافية لجعله يدمنها ، هذا إن لم يكن الأمر مخطط من قبل ، و أن طنطاوي هو قائد الإنقلاب العسكري الذي هددنا به عمر سليمان في الأيام الأخيرة من حكم مبارك السفاح .
أما الشواهد فأهمها حملة التلميع التي تشن حالياً ، لتصوير طنطاوي على إنه ملاك طاهر كان يعيش بين الأبالسة ، و هي حملة وصلت إلى حد أن أصحابها أصبحوا مستعدين لشنق محمد حسني السيد مبارك ، من أجل إبقاء طنطاوي على كرسي الرئاسة .
إنهم يضحون بماضيهم من أجل إنقاذ حاضرهم و مستقبلهم .
لكن هل حقاً كان طنطاوي كالملاك ، يعيش بين الأبالسة ، إلى أن جاءت الثورة فأعطته الفرصة للخروج من ذلك المستنقع الآسن ؟؟؟
إننا نعلم أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ، و طنطاوي سكت كثيراً ، إن لم يكن شريكاً .
لقد كان الرجل الثالث ، أو الرابع ، في النظام ، من حيث القوة ، و شاهد بنفسه ، و عن قرب ، كل مثالب النظام ، و جرائمه ، و يعلم بالتأكيد عنها أكثر مما يعلم الرأي العام المصري ، فلماذا سكت عنها إذا كان حقاً ملاك ، كما يريد إعلام السلطة تصويره ، و ترويجه ، للشعب ؟؟؟
لا يمكن أن نجد لسكوته عذراً .
لقد كان تحت يده الجيش ، و كان يمكنه أن يقوم بإنقلاب عسكري ، يطيح فيه بهؤلاء الأبالسة ، و كان إنقلابه هذا سيلقى ترحيب قطاع من الشعب ، و هو ترحيب - و الحمد لله - لن يلقاه أي إنقلاب عسكري الآن ، بعد أن رسخت فكرة الثورة الشعبية السلمية في الوعي الشعبي بعد نجاحها في إسقاط مبارك ، و إن لم تسقط بعد نظامه .
أما إذا كان الإنقلاب مغامرة لم يكن يستطيع خوضها ، خاصة مع رؤيته فشل العديد من المحاولات ، فكان بإمكانه أن يتحول إلى معارض ، و كان بكل تأكيد سيجد دولة غربية من العالم الأول تمنحه اللجوء السياسي ، فهو يدخل ضمن الفئات الثلاثة التي تفضل الدول الغربية منحها اللجوء السياسي ، و منها كبار الساسة الفاسدين السابقين .
هناك في المنفى كان بإمكان الملاك طنطاوي أن يحارب الأبالسة ، بلسانه ، و قلمه ، بدون أن ينغص عليه أحد حياته ، فشهرته كانت ستحميه من محاولات الإغتيال مثلما كانت ستمنع تعرضه لمضايقات على شاكلة قطع خدمتي الإنترنت و كابل التلفزيون عنه بالأسابيع ، و كانت ستحميه من التعرض لمحاولات تلفيق التهم و تشويه السمعة ، و تمنع تحول حياة أطفال أسرته إلى جحيم من الشتائم المقذعة ، و العنصرية ، و التشكيك المتعمد في نجاحاتهم ، عقاباً له على رفضه الإذعان للضغوط و الإنكماش أمام التهديدات ، و لم تكن لتسمح له شهرته بتعريضه و أفراد أسرته لحرب تجويع ، و بالتأكيد كان سيكون لديه جواز سفر صالح ، و شهرته كانت ستفتح له الميكروفونات ، و الشاشات ، المغلقة .
فإذا كان لم يكن في مقدوره قيادة إنقلاب ، و لا يطيق حياة المنفى رغم إنها كانت ستكون آمنه بالنسبه له ، فقد كان بإمكانه أن يلتزم بأضعف أشكال الإحتجاج ، و هو إعتزال هؤلاء الأبالسة ، و الإكتفاء براتبه التقاعدي العسكري قبل توليه منصب وزير الدفاع ، فيكون له في إكتفاء شارل ديجول براتبه التقاعدي العسكري إسوة حسنة .
لم يختر طنطاوي شيئاً من السبل الثلاثة السابقة ، و ظل جزء من قمة السلطة لعقدين تقريباً ، و هنا يلاحظ القارئ أن وحدة القياس الزمني ليست الشهر ، أو حتى السنة ، بل العقد .
لم يكتف طنطاوي بالبقاء عقدين تقريباً بين الأبالسة ، و المجرمين ، بل بذل كل ما في وسعه لحماية كافة المجرمين ، من الكبير ، إلى أصغر عضو في جهاز الشرطة و أحقر بلطجي ، و أرتكب جريمة قتل في الثامن من إبريل ، و جرائم هتك عرض ، و جرح عمداً المئات ، و إعتقل المئات ، و نصب سيرك المحاكمات العسكرية للمدنيين ، و لازال يقترف معظم تلك الجرائم .
ثم أضاف لسجله الإجرامي الطويل السابق ، جريمة القذف بحق الثورة المصرية ، فوضع يده في يد إدارة أوباما ليتهم الثورة المصرية - بشهدائها الأبرار ، و جرحاها الأطهار - بالعمالة ، و الخيانة ، و الإرتزاق .
لقد إتهم الثورة بأفظع التهم التي يمكن أن توجه لثورة ، و لنا كأفراد من الشعب أن نتهمه في ذمته المالية .
إننا نريد التدقيق في الذمة المالية لطنطاوي ، و أعضاء مجلسه العسكري الحاكم .
نريد أن نتأكد أنه على وجه الخصوص لم يشارك في نهب الشعب ، و لم يتربح من وراء صفقات تسليح جيش الشعب .
عشرون عاماً تقريباً من التربع قرب قمة هرم السلطة الفاسدة التي حكمت مصر ، و جهوده لحماية كل ذلك الهرم الفاسد بعد أن سقطت قمته ، قرائن ، إن لم تكن أدله ، على فساد طنطاوي هو الأخر .
و هذا التدقيق ليس نهاية المطاف بالنسبة لطنطاوي ، فهناك أمور أخرى يجب أن يُسأل عنها ، و يحاسب عليها ، أيضاً .
هذا عن طنطاوي ، أما عمر سليمان فأمره لدى الشعب أكثر إظلاماً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة