الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الوضع السياسي الحقيقي في بلادنا وليس الوهمي أو الافتراضي

أحمد الناصري

2011 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


تفجر الوضع الأمني من جديد بطريقة مفجعة ومرعبة، ونجحت القوى الإرهابية الفاشية في تنفيذ مذابح جماعية مروعة للمدنيين العزل في عدد كبير من المدن، وهي تحمل رسائل عديدة من عدة جهات متداخلة ومتقاطعة، لا تزال تلعب وتعبث بالوضع العراقي. بينما تستمر حياة الناس المعيشية في التدهور على جميع المستويات، مما يشكل فشل تام ومبين للإدارة المحلية ولتجربة العلمية السياسية التي فرضها الاحتلال. ويستمر الوضع السياسي المتدهور المأزوم على حاله في اتجاهه العام، وكما هو، رغم كل الجهود والمحاولات الترقيعية التي صارت جزء منه ومن طبيعته المأزومة، وهو يسير من سيء الى أسوء من حيث الأسس والتأسيس والوظيفة، وليس كما يدعي من يريد أن يدعي بلغو فارغ وبتمتمة عقيمة عن العراق الجديد والديمقراطية وإعادة الأعمار وغيرها من الادعاءات التي أطلقها الاحتلال ومن تعاون معه وفق صفقة (تاريخية) معروفة بضجيج إعلامي فارغ (يشبه صوت العربات الفارغة حسب تعبير واحد منهم) تهاوى على صخرة الواقع القاسي ومرارته.
وكنا من المجموعة الوطنية التي رفضت الحرب والاحتلال ونتائجهما، وقلنا إن هذه المقدمات والخطط الرهيبة سوف تقود الى استمرار وتكريس الخراب الشامل الذي قادته الفاشية البغيضة، ولن تؤدي الى حل ومشروع وطني. وقد طالبونا بإعطاء فرصة ووقت، لكن الوقت والوقت الإضافي قد مرا، وتبين حجم وعمق الكارثة، وصمت من صمت، وتراجع من تراجع، وأستمر من ينافح ويدافع عن المشروع الأمريكي الوهمي في الحديث بواسطة وسائل الإعلام المحلية المعزولة والمنسية، والتي يعتبر بعضها مشاريع تجارية صرفة تجري من خلالها الصفقات والحفلات الداخلية الممتعة!!
لا نريد أن ندخل في دوامة و(خباطة) التقسيم والمحاصصة ومجلس الحكم والدستور والانتخابات والتحالفات والصفقات وبدعة مجلس السياسات العليا ومؤتمر أربيل وحكاية الأقاليم ومناقشات ما يسمى بالبرلمان و(الصقور والحمائم) واللغو والضجيج المكرر على الفضائيات الذي يشبه المسلسلات الهابطة، فذلك ما قرره خليل زاده في لقاء لندن وفي مطابخ الدوائر الأمريكية وشركات النفط الكبرى.
لقد جادلنا ورددنا على من توهم أو انزلق نحو قناعة خاطئة تقول بأن الوضع سوف يتحسن تدريجياً بواسطة تكتل طائفي معين أو تجمع ديني آخر أو رئيس وزراء طائفي متخلف، وقلنا لهم كفوا عن هذه الأوهام وفندنا أسسها، وها نحن نعود الى الوضع المتفاقم ومخاطره المباشرة على حياة الناس ومستقبل ووجود الوطن برمته، في ظل استمرار الاحتلال وانهيار الدولة وتعاظم الفساد والإرهاب المنظم و(الغامض) الذي تقوده القاعدة وبقايا النظام السابق وفرق الموت الطائفية وأطراف ودول عديدة متشابكة ومتداخلة، ذكرناها بالأسماء في مناسبات عديدة سابقة.
من جديد نعود الى مراجعة ما حصل ويحصل في الوضع السياسي في بلادنا، وفي ضوء نتائجه الحالية، ونطرح أسئلة أساسية تساهم في تحديد طبيعة الوضع الحالي. لا أدري ما هي الأسس السياسية والفكرية التي جرى على أساسها تأييد الاحتلال الأمريكي والقبول بعمليته السياسية التي بنيت على أسس طائفية وقومية قبلت بها جميع الأطراف المشاركة؟؟ هل كانت هناك خطط وبرامج سياسية واقتصادية مطروحة من الأساس كي نؤيدها أو نرفضها؟؟ ما هي الشروط والمقدمات التي جعلت البعض يحلم بتجربة ديمقراطية قائمة على أسس طائفية (غير وطنية)؟؟ وما الذي تغير الآن لكي تطرح هنا وهناك انتقادات بسيطة وسطحية للمحاصصة والتقاسم والصراع على المكاسب الضيقة، وهي لا تدخل ولا تلامس الواقع الحقيقي؟؟ فجردة سريعة تؤكد إن الوضع يسير وفق المخطط الأصلي ووفق استراتيجية الاحتلال والقوى الطائفية والقومية التي شاركته، ولم يحصل توقف أو تراجع أو انتكاسة أو ارتداد عن توجه وطني مزعوم كما قيل في تجارب ومرات سابقة وبسذاجة بالغة. مع هذا يستمر البعض في تدبيج المقالات السريعة حول (كيفية دعم وتطوير العملية السياسية وتوسيع آفاقها الديمقراطية) حسب زعمهم.
في علم وأسس السياسة الوطنية التي تتبنى الفكر الوطني ووفق المنهج الماركسي، فإن تحليل طبيعة وعمل وتوجهات السلطة والنظام السياسي القائم يؤدي الى اتخاذ موقف المؤيد أو المعارض منه، وهذا الموقف ليس رغبة ذاتية أو أمنيات حزبية ضيقة. فما هي الأسس التي جرى وفقها تأييد نظام ما يسمى (العملية السياسية) بكافة مراحلها وتطبيقاته؟؟
باختصار شديد الوضع يسير نحو:-
- تكريس الاحتلال العسكري والسياسي من خلال فرض بقاء قوات أمريكية كافية لحماية الوضع القائم، الى جانب الشركات الأمنية الكبيرة، أو من خلال الاحتلال التعاقدي بواسطة ما يسمى بالاتفاقية الاستراتيجية وتعديلاتها. مع مطالبة الاحتلال بدفع تكاليف الحرب العدوانية على بلادنا وتعويض قتلى الاحتلال!!
- استمرار هشاشة وضعف الدولة وتشوهها البالغ. واتساع التدخل والتلاعب الإقليمي الواسع بالشؤون الداخلية لبلادنا، خاصة النفوذ الإيراني السياسي والطائفي والمخابراتي والتجاري.
- تكريس المحاصصة الطائفية بنسختها البائسة بالتوازي والترابط مع الدور الخطير الذي تلعبه الأحزاب القومية الكردية بالتعاون مع الاحتلال والاحتماء به، لفرض نموذج غريب وهجين من الفيدرالية، لا يحل المسألة الكردية ولا يلبي مصالح الشعب الكردي، بل يخلق جملة من التوترات والأزمات والمفاجئات التي يديرها ويستفيد منها المحتل.
- استمرار الأزمة السياسية بين الأطراف المتصارعة وهشاشة وفشل الوضع الأمني.
- غياب الخطط والتخطيط الاقتصادي (تخريب الصناعة والزراعة والتجارة).
- تسليم النفط والثروة المعدنية للشركات العملاقة بشروط تعاقدية مختلة ومذلة.
- تفاقم معدلات الفساد الى مستويات مدمرة.
- الفشل التام في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين وتفاقم مشكلة الكهرباء.
- تخريب الحياة الثقافية الى جانب تخريب وتشويه التعليم بكافة مستويات.
- مصادرة حقوق المرأة، من خلال التشريعات أو تحريك التقاليد والأعراف البالية والمتخلفة التي تقود حتماً الى سحق المرأة ومصادرة حقوقها الإنسانية البسيطة.
بعد هذا العرض المكثف للوضع السياسي وتركيبه واتجاهاته ونتائجه الرهيبة، لا نستغرب لمن يريد أن يدافع عنه ويفتش عن ايجابيات وهمية وافتراضية أتى بها الاحتلال وعمليته السياسية رغم الكارثة الوطنية التي يعيشها الشعب والوطن. ولا نستغرب أيضاً ممن كان يؤيد صدام تحت شعارات وتبريرات رثة، ثم انقلب وأيد وتمنى أن تجتاح القوات الإيرانية بلادنا، ثم (يمكن لنا أن نعامل معها ونقاومها)، وفق منطق مقلوب وكاذب، وهو نفس الشخص الذي كان يتمنى أن تتفوق إيران في حرب المدن القذرة كي لا يميل ميزان القوى لصالح صدام فلا يسقط!! هل سمعتم بهكذا عبقرية خالصة قادته اليوم بيسر واطمئنان الى تأييد وتمجيد الاحتلال والمطالبة ببقائه كضمانه لاحتمال التطور الديمقراطي المرتجى والمزعوم، وهو غاضب وزعلان اليوم من (القوى) التي عرقلت وخربت خطط الاحتلال الديمقراطية والتنموية. يا سلام!!
هذا نموذج واحد من نماذج كثيرة تعاونت وتعاقدت مع الاحتلال أو توهمت وانزلقت ب(سذاجة وطنية) بالغة، أو من الذين بدلوا قناعتهم (الماركسية) السابقة حسب متطلبات السوق والعولمة والليبرالية الجديدة، وقد تراجع قسم من هؤلاء بينما ظل يتردد ويتأرجح قسم آخر بين المنزلتين. إنها أوهام العجز والتخبط والقصور المزمن واللف والدوران في دائرة مغلقة تؤدي الى استمرار تدفق انهار الدم في بلادنا والى تفاقم المأساة الوطنية الرهيبة، وهي لا ترى بوضوح وعمق الاستراتيجية الأمريكية الكونية وتطبيقاتها في بلادنا وفي عموم المنطقة ولا تصدق عقم وخطر المشروع الطائفي والديني السياسي.
أخيراً فأن حقيقة الوضع السياسي البائس والمغلق في بلادنا وليس الوهمي أو الافتراضي، تقوم وتدور بين المهزلة والمأساة والفشل، لأسباب بنيوية واضحة، لا يمكن حلها بالأساليب والصفقات المتبعة في معزل المنطقة الخضراء وكواليسه. وتنعكس الأوضاع السياسية المتردية مباشرة على حياة الناس والمجتمع والاقتصاد وكافة المجالات الأخرى، ولا يفلت شيء من هذا الانعكاس والتأثير، ويشمل تأثير الأوضاع الصعبة والشاذة الجميع، لكنه يسحق ويدمر الطبقات الكادحة والفقيرة أكثر من الآخرين.

* أكد مصدر مطلع وموثوق احتمال تحرك قوات البيشمركة الكردية نحو ما يسمى ب (المناطق المتنازع عليها) للسيطرة عليها بالقوة وتطبيق المادة 140 وفرض أمر واقع، ويقول المصدر إن العملية سوف تتم بعلم وتأييد الاحتلال الأمريكي لأحداث حضة وهزة بالوضع السياسي وفرض أمور أخرى لاحقاً.
أنقل لكم لعبة واحدة، وناقل الكفر ليس بكافر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حرب الشعبية المسلحة هي الحل ضد الرجعي والمحتل
باروار ( 2011 / 8 / 16 - 23:06 )
العزيز الرفيق احمد
تحية حارة ---- ليس غريب بطرح الاوضاع السياسية المرعبة كانت بالامس في عهد صدام المقبور وها الان اصبحت مليون مرة مرعبة امام شعبنا العراقي
لكن ماهي مسئولية القوى الحركة الشيوعية الثورية العراقية ؟
ماهي مهمتنا اتجاة مبادئنا الماركسية اللينينية ؟
ماالعمل ؟
...رفع الماويون مرارا وتكرارا شعار:-حرب الشعبية المسلحة هي الحل ضد الرجعي والمحتل-
التمسك ببرنامج التحرير الوطني النضال ضد الاحتلال والعملاء
تصعيد المقاومة الوطنية الشعبية المسلحة والسلمية وتنويع الأساليب بالإعتماد على المبادرات الخلاقة للجماهير
بروز لجان القيادات الميدانية وتشريك الشعب فى أخذ مصيره بيده والعمل على تنظيم المواجهة وضمان إستمرارية الإنتفاضة وشموليتها


2 - حرب الشعبية المسلحة هي الحل ضد الرجعي والمحتل
-شيوعي ماوي - باروار ( 2011 / 8 / 16 - 23:09 )
تكملة 2
أهم السلبيات إستهانة بطاقات الجماهير أو إستصغار لنضاليتها بقدر ما هي وقوف عند تجربة الشعب الكادح ومحاولة تطويرها من قبل قيادة ماركسية-لينينية ثورية إلى حرب شعب مسلح تعيد الإعتبار للبرنامج الوطني التحرير
ان الإمبريالية وعملائها بما فى ذلك الاحزاب اليسارية التحريفية والانتهازية يحاولون سلب الجماهير ثمرة نضالاتها ويعملون جاهدين فى حالة تصاعد الحركة الشعبية المسلحة والسلمية على إطفاء تحركاتها والحيلولة دون بروز قيادة ثورية جذرية
التحرير الوطني المسلح والسلمي والاستلاء على السلطة ؟ولكي يمكن للطبقة العاملة ان تتوحد ينبغي ان تنشأ من صفوفها قيادة واعية مثقفة لها خبرات نظرية وعملية تعمل على رفع وعي الطبقة وتنظيمها وتوجيهها وتوحيدها وزجها في هذا النضال العظيم، نضال تحرير العراق بالثورة الشعبية المسلحة والسلمية من الاحتلال وانشاء حكم اشتراكي يتخلص من كل انواع الاستغلال

ن الظرف الموضوعي سانح أكثر من أي وقت مضى للوقوف أمام سلبيات الماضي ونقد تجربة الفصائل وتنقية صفوفها من الإصلاحية وعلى رأسها التحريفية والجبهات الدائرة فى فلكها و تتخلص من رواسب الإيديولوجية القومية البرجوازية الصغيرة


3 - حرب الشعبية المسلحة هي الحل ضد الرجعي والمحتل
-شيوعي ماوي - باروار ( 2011 / 8 / 16 - 23:43 )

العزيز الرفيق احمد
تحية حارة ---- ليس غريب بطرح الاوضاع السياسية المرعبة كانت بالامس في عهد صدام المقبور وها الان اصبحت مليون مرة مرعبة امام شعبنا العراقي
لكن ماهي مسئولية القوى الحركة الشيوعية الثورية العراقية ؟
ماهي مهمتنا اتجاة مبادئنا الماركسية اللينينية ؟
ماالعمل ؟
...رفع الماويون مرارا وتكرارا شعار:-حرب الشعبية المسلحة هي الحل ضد الرجعي والمحتل-
التمسك ببرنامج التحرير الوطني النضال ضد الاحتلال والعملاء
تصعيد المقاومة الوطنية الشعبية المسلحة والسلمية وتنويع الأساليب بالإعتماد على المبادرات الخلاقة للجماهير
بروز لجان القيادات الميدانية وتشريك الشعب فى أخذ مصيره بيده والعمل على تنظيم المواجهة وضمان إستمرارية الإنتفاضة وشموليتها


4 - حرب الشعبية المسلحة هي الحل ضد الرجعي والمحتل
-شيوعي ماوي - باروار ( 2011 / 8 / 17 - 00:25 )

العزيز الرفيق احمد
تحية حارة ---- ليس غريب بطرح الاوضاع السياسية المرعبة كانت بالامس في عهد صدام المقبور وها الان اصبحت مليون مرة مرعبة امام شعبنا العراقي
لكن ماهي مسئولية القوى الحركة الشيوعية الثورية العراقية ؟
ماهي مهمتنا اتجاة مبادئنا الماركسية اللينينية ؟
ماالعمل ؟
...رفع الماويون مرارا وتكرارا شعار:-حرب الشعبية المسلحة هي الحل ضد الرجعي والمحتل-
التمسك ببرنامج التحرير الوطني النضال ضد الاحتلال والعملاء
تصعيد المقاومة الوطنية الشعبية المسلحة والسلمية وتنويع الأساليب بالإعتماد على المبادرات الخلاقة للجماهير
بروز لجان القيادات الميدانية وتشريك الشعب فى أخذ مصيره بيده والعمل على تنظيم المواجهة وضمان إستمرارية الإنتفاضة وشموليتها


5 - التحليل الدقيق ورفع الشعار المناسب للتطبيق
أحمد الناصري ( 2011 / 8 / 17 - 07:48 )
الرفيق العزيز باروار
الوضع في بلادنا خطير ومعقد من حيث القتل الجماعي للمدنيين وحياة الناس اليومية القاسية بسبب الحرب والاحتلال والطائفية والارهاب ومخلفات وآثار الفاشية. أننا بحاجة دائمة لتحليل الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للناس لكي نطرح الشعار المناسب مع توفير امكانية تطبيقه. أننا إزاء حالة معقدة لمجتمع يتعرض للتفكيك والتخريب والتصادم بواسطة الطائفية وهي حالة رجعية سوداء تحتاج الى عمل مستقل ومكثف لايقافها ومعالجتها، الى جانب الهبوط الثقافي والسياسي الذي يؤثر على المجتمع، نعمل على تفكيك وتحليل الظواهر السياسية لطرح موقف فكري دقيق يساهم في خلق الوعي السليم، أنها عملية صعبة وبطيئة في ظل الأوضاع الحالية. لست ضد الشعارات الواضحة والحاسمة ضد الاحتلال والطائفية والاستغلال والردة الرجعية الدينية المشوهة وأوهام الديمقراطية والتخريب الثقافي الحالي الذي يهز مجتمعنا. أنها عملية صعبة لكنها ليست مستحيلة وتحتاج الى عمل ماركسي نقدي تدريجي وحقيقي ومكثف يلامس ويتطابق مع الواقع ولا يبتعد عنه أو يتعامل معه بفوقية ويتعرف على مزاج وامكانية وطاقة الجماهير الفعلية

.. شكراً لك..

اخر الافلام

.. تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي بعد مقتله في حادث تحطم مروحية | ا


.. الضفة الغربية تشتعل.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائي




.. هل ستتمكن إيران من ملئ الفراغ الرئاسي ؟ وما هي توجهاتها بعد


.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة Life’s Good لتقديم أجهزة عصرية في




.. ما -إعلان نيروبي-؟ وهل يحل أزمة السودان؟