الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيناريو الوضع العراقي المعقد ... ألى أين سيقود هذه المرة ؟

فاضل بطرس رمو

2011 / 8 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يوم بعد يوم تتعقد الاوضاع في البلد، وعلى كافة الاصعدة، أبتداءا بأهمها، السياسية، فعلى الصعيد السياسي نجد عقما عجيبا ، فحلقات مفرغة متعددة لا يجزع من الدوران بها نواب برلماننا الاشاوس، بينما حكومتنا وكأنها مصابة بلوثة دماغية افقدتها قدرة السير ، فهي كالذي يترنح يمنة ويسرة، يصطدم بهذا الجدار ويلقي بنفسه على ذاك، وتعقد مثير في المشاكل داخليا بين مكونات العراقيين وبروز المشاكل الجدية في مناطق التماس المتنوع الاثنيات والفئات، وخارجيا مع دول الجوار التي لطالما كانت حجر زاوية النزاعات والحروب، أما من النواحي الاخرى نجد استمرارا في تردي وتعقيد الاوضاع المعاشية التي تلامس الانسان العراقي وتفاقمها من سوء الى سوء اكبر وخصوصا لدى النواحي الخدماتية منها، و تردي اقتصادي وتراجع في مستوى المعيشة للفرد، وعدم ايجاد حلول لا انية ولا ستراتيجة للمشاكل الجدية كازمتي الكهرباء والبطالة، بالاضافة الى حالات من انهيار في الوضع الامني، على الرغم من تباعد تكرارها الزمني، ولكن لمجرد حصولها فأنها تزيد من حالة التشاؤم والتذمر وفقدان الامل لدى المواطن، الذي بالنتيجة سيزيد من عزلة الحكومة عن الجماهير.
حقيقة ان هذه الاوضاع لايمكن عزلها عن تعقد الوضع السياسي وتواصل الازمة فيه، أن على مستوى البرلمان او الحكومة، وكي لا يتصور القاريء بأنني اطرح لغزا يستعصي حله، فبالتأكيد أن هذه التعقيدات والسير نحو مزيد من التردي في عموم المجالات الحياتية للفرد وكذلك بالنسبة للدولة، هنالك أسباب معروفة ومشخصة ومتوقعة منذ فترة، حيث تعتبر تركز رغبات من بيدهم دفة القيادة، على جني المزيد من المكاسب المادية لهم ولاتباعهم، من أهم هذه الاسباب التي أدت الى كل ما نراه من مشاكل مركبة وتعقيدات، وفهذا ليس بالامر الهين، حيث أن عملية جني المكاسب والسعي لكسب أكبر ما يمكن من اموال من قبل ساسة البلد، أصبحت كعملية جمع الغنائم في المعركة والتي تضم بين طياتها مشاكل وصراعات ونزاعات قد لا تزول بسهولة هذا ان لم تتعقد اكثر وتولد ازمات أخرى، والاسوء من ذلك، ان على هذه العملية يدور صراع كبير بين جهات متناقضة في التوجه ولكنها متشابهة في الدوافع، الطرف الموالي للحكومة، والطرف المعارض لها، فكلاهما يختلفان في التوجهات والطروحات، ولكن حقيقتهما واحدة فدافعهما الاساسي لخوض هذا الصراع هو السلطة، لكونها المصدر الوفر للثروة والمال.
كما هنالك اسباب أخرى، فما ذكرته انفا يعتبر أحد الاسباب التي قادت وتقود اوضاع البلد نحو التعقيد ، ولكن بالتأكيد ليس هو السبب الوحيد، فهنالك سبب آخر، والذي يتمحور حول مصالح القوى الكبرى والاقليمية في بلدنا وعموم المنطقة، فما يدور هذه الفترة من تحولات وتقلبات في الساحة العربية ان صح التعبير، ليس بعيدا عن التأثير على الواقع العراقي، فعلى الرغم من الحقيقة التي لا طالما رددناها وهي ان العراقيين امة واحدة بتنوع مكوناتها و هي مستقلة عن الامم الاخرى مهما كانت درجة القرابة في الجغرافيا او الدين او الاثنية ، فنحن نؤمن بهذه الحقيقة، ولكن لابد من تفهم كوننا جزء من عالم مهم وقلق في نفس الوقت، فمنطقتنا هي مكمن للثروات الطبيعية وبالتالي في مصدر كبير للمال ولصناعة المال ايضا، وهذه النقطة تعتبرا اساسا مشتركا بين امم وشعوب المنطقة العربية، فكما هو الحال لدى دول هذه المنطقة التي حدثت ومازال يحدث بها تقلبات سياسية كبيرة، فان التدخلات الاجنبية لما يحصل بها ليس أمرا خاف على المراقبين والمتابعين، فمصالح واطماع كبيرة للدول الكبرى والدول الاقليمية، ان كانت متصارعة معها أو موالية، او دول مميزة من داخل المنطقة والتي في الغالب هي تابعة للدول الكبرى، وهذه الدول بالتأكيد تبحث لها عن نقاط رخوة كي تثقب بها ما استطاعت عمقا كي تخرز ركائزها هناك، وتعمل في نفس الوقت على تهيئة نقاط رخوة للمستقبل، وهذا يعني وجود مساحات شاسعة وظروف موضوعية وذاتية مهيئة وسهلة لتمكن هذه الاطراف الدولية او الاقليمية من تأثيرها على الواقع الوطني لبلدنا او البلدان الاخرى في المنطقة، وبالتالي فالظروف الذاتية والموضوعية لهذه البلدان ومعها وطننا العراق هي ظروف متشابهة الى حد ما، فنرى ان يد خارجية تؤثر بسهولة على مجريات الوضع وفي حالات كثير تعقده، وتعقيدات الوضع العراقي ليست بعيده عن تأثير هذه اليد الخارجية، وفي هذه الحالة ايضا نجد هنالك ترابط ايضا بين كل الاسباب المذكورة فلا انفصال او انعزال بين سبب واخر حتى وان كان جزءا من هذه الاسباب داخلي والجزء الاخر خارجي .
أن حالة الصراع التي تحدث في البلد وتداخلات مؤثراته ومسبباته وكل ما يرفقها من تعقيدات متازمة، حقيقة لا تخرج ضمن الدائرة العراقية، حتى اون كان أحد مسبباته هو يد خارجية، وبالتالي فان هذا الصراع والتناقضات بالتأكيد ستنتج تغيرات عديدة، قد تظهر بعض تجلياتها او تجسيداتها بصور سلبية على الواقع اليومي للمواطن ولكن من الممكن ان تتغير الاوضاع الى نحو مختلف، فكل تراكم كمي لابد ان ينتج بعد حين تغير نوعي، قد يكون هذا التغير نحو الامام او قد يحصل تغير تراجعين وهذا مناط بالظروف الذاتية ومدى نضوجها في بروز اطراف تستشعر بدنو اللحظة المناسبة لحصول التغيير، وفي وضعنا العراقي المعقد نتيجة الصراعات بين اطراف متناقضة ومتقاطعة، بعضها متمسك بالسلطة ويقاتل من اجلها، والبعض الاخرى يسعى مسعورا كي يزيح الاولى ليحل محلها، والتي بتعقيدها وصل الحال الى انتقالها الى ابناء الامة والذين اصابوا بها كالمرض الوبائي سريع الانتشار، بالاضافة الى التاثيرات الاجنبية، من تدخلات وتجاوزات اقليمية ودولية مستثمرة الضعف في كيان الدولة نتيجة الصراعات الداخلية المذكورة، لكن لابد من ملاحظة امر ما الا وهو وجود أطراف اخرى خارج هذا الصراع والتي تتمثل بالمكونات السياسية الصغيرة والفئات الاجتماعية الصغيرة للامة وشخصيات مفكرة ونخب مثقفة، فهنالك ضرورة تحتم اولا ابتعاد هذه الاطراف عن دائرة الصراع والعمل على كشف زيف الشعارات التي يرفعها اصحابه بغية تعبئة الجماهير حولهم، وكذلك يتحتم الوغول نحو الجماهير لتعبئتها وتهيئتها كي تمهد للتغيير المرجو، حتى وان تطلب ذلك وقتا طويلا ولكن لابد من المباشرة منذ الان، ولو هنالك بدايات لا تنكر مثل المؤتمرات الديمقراطية وتجمعات التيار الديمقراطي والتي ينبغي تعزيزها وتوجيهها نحو الاتجاه الصحيح الذي يضمن الوصول المبكر للهدف، فالتغيير سيكون حتميا وليس بالضرورة ان يكون ثوريا، ولكن هذه المرة لابد من ان يكون جماهيرا وليس بواسطة الاجنبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟