الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البُعد السوسيولوجي لساحات الثورة

دانا جلال

2011 / 8 / 16
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


"للسياسة في الشرقِ"، مذاق الملحِ في رغيف الحديث اليومي، هي"فاكهة" حوار لا ينتهي، و"توابل" همس سري، في طلسم، يكتشفنا قبل أن نكتشفه، نضيع فيها، قبل أن نعلن عنها ضائعة كما "القدس".
في الشرق، نلجأ للسياسة، لتفسير "صخب التاريخ" و"اختلاف الحديث" رغم صمت حديثنا عن "غدٍ" يعيدنا إلى الأمس كما الأمس، أو يزيحنا حيث الشمس.
نلجأ للسياسة لنفسر تزايد حالات الطلاق واتجاه الريح، حوادث المرور وانحناءات الشعوب، لننتهي بتفسيرنا السياسي للسياسة. السياسة في الشرق وطن أو خلية تشكلها على حد تعبير عبد الله اوجلان (ماركس يقول أن المعرفة – الطبقة تحرر، أما هيجل فيصر على أنّ العقل – الدولة هي التي تحرر، لكنني أقول أن السياسة تحرر).
السياسة في الشرق لا تقبل الوسط، أما خضوع مطلق أو ثورة تنتهي بثورة، "الخضوع المطلق" أحال شعوبها إلى كتلة بشرية متكلسة برابط اجتماعي محكوم بموروث وأجهزة قمعية بلا حدود، لحين اكتشاف العالم السري للتواصل من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، لتظهر أشكال جديدة مُنَّظِمة لما هو اجتماعي.
أما "السياسة الثورية" فإنها نجحت بتحرير "الوعي الفردي" في جمهوريات وممالك القمع القومية والإسلامية، ولكنها رسخت "النزعة الفردية" لشخصية الشرقي ومن ثم جعل من حاضره الثوري امتدادا لتاريخ الفردانية الموروثة من مجتمعات البداوة، لان السياسة في ظل القمع المركز اعتمدت على السرية وشكل "التنظيم العمودي" في عملية تكرار تاريخية ومتطورة للنضال السري للمعارضة الثورية ومقاومة الشعوب المقهورة منذ ظهور الخلافة الإسلامية .
السياسة في الشرق لحين الإعلان عن ساحات الشباب، كانت بطولة أفراد، وفي أفضل الأحوال "أحزاب ثورية" تمكنت من تحريك الشارع في فترات زمنية قصيرة ومتقطعة ومتباعدة، ومفردات القاموس السياسي، توزعت مابين،الفردانية، الحذر، الخوف، تأليه الفرد،عداء الآخر، وان لم يكن موجودا فصناعته في مهزلة العقل الإسلامي أمر ليس بالصعب، كما يفعل البعض بوضع المرآة أمام قنينة ألــ coca cola وقراءتها بالعربية ومن ثم الإعلان عن إنها حملة صليبية ضد الإسلام لان قراءة coca cola معكوسة وبالعربية تقرا ( لا محمد لا مكة )*.
لقد انهارت موروثات اجتماعية وثقافية في الشخصية الشرقية وبالأخص في فضاء العمل السياسي، فالمد والساحات الشبابية فرضت سلوكيات جديدة، فالخوف من "الوجوه" و"أرقام السيارات" التي تتكرر كمؤشر لكون المناضل ملاحقاً قد انتهى، لان تكرار الوجوه والحضور في الساحة طمأنة لاستمرار الصوت الديمقراطي.
إن كانت أهمية ساحات الشباب تتجسد في نتائجها السياسية، فان اكتشاف شعوب منطقتنا لذاتها تمثل الحقيقة الأهم والأكثر تأثيرا في الأحداث التاريخية المقبلة. إننا نعيش عصر انهيار "تراكم السلطة" كما أشار إليه عبد الله اوجلان في مقاربة تمثل اساهمة فكرية في الفكر الماركسي رغم ظاهر تعارضها حيث كتب (لقد تعرض كل من ماركس وبرودول لتراكم رأس المال، إلا أنهما لم يتعرضا للقفزة التالية ألا وهي تراكم السلطة، أي لم يتمكنوا من رؤية وتحليل الروابط الموجودة بين تراكم رأس المال وتراكم السلطات، فهتلر مثلاً يمثِّل قمة تراكم السلطات، وفي هذه الأوقات يظهر أحمدي نجاد ).
إن "تراكم السلطة" وفق الفكر الاوجلاني سيخلق حتما "تراكماً للقمع" ومن ثم نقيضه وهذا يفسر قوة الحدث الشبابي وتأثيراتها التي تبقى غير ظاهرة لحين اكتمال صورة الحدث التاريخي.
http://www.hdrmut.net/vb/t368433.html*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ


.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا




.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا


.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.




.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو