الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كي لا تختطف الثورة السورية!

جمال الخرسان

2011 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


مؤشر الاحتقان المرتفع جدا في معظم البلدان العربية بحكم انهيار موازين العدالة وتفشي الفساد الاداري، كبت الحريات، وغيرها من مخلفات القرارات الحكيمة جدا من قبل ولاة الامور واصحاب السيادة.. ذلك المؤشر جعل من عربة البو عزيزي قشة قصمت ظهر البعير واشعلت برميل البارود في معظم البلدان العربية، فسقط من سقط، واحتضر من احتضر، وبقي بعض آخر انحنى مجبرا للعاصفة ويعمل جاهدا للخروج باي شكل من الاشكال وباقل الخسائر من موجة الهيجان الجماهيري تلك، أملا بأن بانتهاء موسم الاحتجاجات الجماهيرية.
السوريون الذين طفح بهم الكيل وبلغ سيلهم الزبى لايودون التفريط بهذه الفرصة التاريخية بأي شكل من الاشكال ( إذا هبت رياحك فاغتنمها - فعقبى كل عاصفة سكون ). ولهذا فان الشعب السوري لازال يواصل الاحتجاج منذ قرابة الستة اشهر وبزخم جماهيري ملفت، رغم آلة القتل والتعذيب التي تمارس بحق كل من تسول له نفسه الخروج على طاعة السلطة.
ان مشاهد القفز على الضحايا المدنيين من قبل الاجهزة الامنية السورية تعيد للذاكرة ما حصل في العراق مطلع التسعينات من القرن الماضي حينما كانت بطانة علي حسن المجيد تتلذ امام شاشات الكاميرا في البطش بالمدنيين العزل عقب ثورة عام 1991. ليس في ذلك غرابة فكلهم يشبهون بعضهم في الحفاظ على الملك.
كما ان أعمدة الدخان التي ترتفع الى عنان السماء نتيجة القصف المدفعي للمدن السورية بعد محاصرتها لفترات طويلة كفيلة بتوضيح الصورة لمن لم يستوعب بعد حقيقة المشهد.
تضحيات الشعب السوري كبيرة جدا وباهضة من اجل الحرية، ذلك الثمن الباهض يفترض ان يجعل الثورة فوق مستوى الحسابات السياسية الضيقة وتصفية الحسابات بين هذا المحور او ذاك. لكن المقلق ان العديد من وسائل الاعلام العربية تحاول اختطاف تلك الغضبة الجماهيرية التي تطالب بالحرية وتوظيفها في اطار صراعها المحموم مع ايران خصوصا.. وما يسمى بمحور الممانعة عموما، وهذا قبل كل شيء يسيء لتلك الثورة ويشوّه هويتها واهدافها النبيلة ويضعها في اطار التحركات الطائفية كمن يستبدل بلاطا علويا بآخر لبقايا جماعات التكفير وبعضا من الاخوان المسلمين، مما ينزع الهوية المدنية عن الحراك الجماهيري في سوريا ويثير الشكوك حول اهداف الثورة، وهذا الانحياز يقدم خدمة مجانية للنظام السوري لانه يتهم الحراك الجماهيري ايضا بالتخريب ويحذر من تفشي ظاهرة الاسلام السياسي بين المحتجين.
وفي ظل هذه الاجواء فان الرهان ينصب على رموز ذلك المد الجماهيري والناشطين فيه بان يضبطوا ايقاع حراكهم المشروع حذرا من الانحراف عن هويته المدنية، وخوفا من تعرضه للاختطاف على يد اؤلئك الذين اجهضوا بالامس القريب بآلتهم العسكرية حراكا جماهيريا لم يكن يطالب بأكثر من تحقيق العدل والمساواة.
جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب