الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسكوت عنه

واثق الجلبي

2011 / 8 / 16
الادب والفن


المسكوت عنه/
شاع مصطلح المسكوت عنه في الأدب منذ القديم ولطالما بحثت في مضان كتب الأدب والثقافة عن فلسفة تقودني إلى سبر أغوار هذا المصطلح ولكنما عبثا حاولت وضاعت محاولاتي سدى لأن الأدب لم يسكت على شئ منذ اللسان الأول الذي جاء به السومريون الذين كانوا أهل دراية وعلم وفن وأدب ودين.
أي شئ سكت عنه؟ حتى أن الإلحاديين الذين رموا بهذه التسمية بل والزنادقة والمارقين وحتى المؤمنين أفاضوا في وصف حالاتهم وانسيابية الرؤى المقرونة بأدلتهم ولو كانت ضعيفة وبثها في الأدب والشعر والنثر والخطب وحتى أحاديث السمر ،فما هو الشئ المسكوت عنه؟وعند من نجده؟
كان أصحاب الكلام من المعتزلة والأشاعرة ومن جميع المذاهب الدينية قد (شرشحو) الآخرين صدقا وكذبا ولم يدعو مجالا للشك بأن العقل ذلك الخلق الأول يتصدى لكل شئ ولو إنه أحيانا كثيرة يقف عاجزا عن تفسير بعض المسائل الخارقية ويعزوها إلى قوة فاعلة خارجة عن حدود السيطرة .
لم يكن هذا المصطلح الأدبي من صنيعة العامة المسكوت عنهم في أغلب القضايا بل كان (الخاصة) هم اللذين يذرعون التصانيف ويلبسونها على من يشاؤن ويصدقون خدع الباطن لأحقية التسمية في الظاهر وهكذا كانت الخديعة الكبرى مثل طفولة الشعوب وأضرابها من المموهات الكلامية وصولا إلى المسكوت عنه ، وأعتقد أن هذا المصطلح يخص الشرق وأدبياته فقط...أغلب الظن أن للسياسة دورها الكبير في نشر بعض المفاهيم أو تبنيها لتغطية عورتها الكبيرة من مشاهدتها العيانية للشعوب المكبوتة فلماذا يرمى الأدب بالسلب والهجوم اللاذع والعنيف من قبل الساسة خاصة في مجتمعاتنا الشرقية المليئة بالسحر الحرام والحلال .
لو كان الجنس مثلا هو المسكوت عنه في الأدب وهذه الطامة الكبرى لكان الرد (هذا شئ عجاب) لأن المحطات الجنسية المتمثلة بملحمة كلكامش وصورها المتعددة والنصوص القديمة والحديثة وعلى لسان الشعراء قد أفادت بما لا يقبل الشك أن المسكوت عنه يقابله مصطلح سياسي لرمي كل عاهة سياسية نحو ساحة الأدب الذي كان وما زال متنفس البشرية التي تحترم ذوقها وإنسانيتها المليئة بأنواع العذابات السياسية.
لا أعلم بالضبط متى ظهر هذا المصطلح على وجه التحديد ولكن الأخبار تؤكد أن الدولة العباسية خاصة في عهد الرشيد والمأمون شهد أنواعا من الترف الفكري والمعرفي بحيث لا مجال للسكوت عن أي نمط ثقافي فمن الخمر والجنس والولدان وما ضجت به الكتب وصولا ألف ليلة وليلة فما هو الشئ المسكوت عنه؟ سؤال يطرح نفسه للأدباء والمثقفين لينتبهوا إلى مصطلحا تهم
التي بدت سياسية أكثر منها ثقافية فلقد كان وعّاظ السلاطين من رجال الدين وكان يقابلهم (أدباء السلاطين) من الناحية الأخرى فأين نقف نحن الآن؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?