الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستكون من الجنوب ؟؟ ( تحية إلى الكرك )

عمر قاسم أسعد

2011 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


هل ستكون من الجنوب ؟؟؟
( تحية إلى الكرك )

نعود بالذاكرة إلى عام 1989 وتحديدا 18 نيسان ، عندما قررت حكومة الرفاعي رفع أسعار المحروقات وعدد من السلع الرئيسية ، تنادى عدد من السائقين من الجنوب ( معان ) ، وكانت بداية حراك ضد قرارات الحكومة التي تسعى لترقيع انخفاض قيمة الدينار الأردني ، حراك ضد رفع أسعار المحروقات واحتجاجا على عدم رفع الأجرة على الطرق الخارجية ، الحكومة كعادتها لم تهتم ولم تكلف نفسها عناء السؤال ما دام هناك رجال الأمن وقوات البادية بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الخروج عن عرف وتقاليد الحكومة ، التلويح بالعصا والعقاب سمة ذاك العصر ، الطلاب والأهالي أعلنوا دعمهم للسائقين في مسيرة ضخمة جالت (مدينة معان ) ، قوات الأمن بالانتظار هراوات وقنابل مسيلة للدموع ، ــ إنه عصر الأحكام العرفية ــ قمع ،سقوط جرحى ، اعتقالات واسعة ، التهبت مشاعر الأهل في الجنوب ، حرق سيارات للشرطة ، تكسير زجاج مبنى المحافظة ومديرية الشرطة ، سرايا قوات البادية أيضا بالمرصاد ، مزيد من القمع والاعتقال ، قنابل مسيلة للدموع ، رصاص حي ، سقوط جرحى جدد وإصابات خطيرة وبعضهم توفي في المستشفيات ، لم يعد من مجال والحكومة لم تحرك ساكن ، اشتعلت النار وتم حرق مبنى مؤسسة المواصلات وبعض البنوك والمؤسسة الاستهلاكية ، امتدت ألسنة اللهب لتعم كافة محافظات المملكة ، الطفيلة الكرك مأدبا السلط الزرقاء ، وفي كل بقعة تنادى الشعب أن لا مجال أمام حكومة تجيد فن القبضة الحديدية ، سقوط جرحى من مختلف إنحاء المملكة اعتقالات واسعة من كل المحافظات ، تحركت جماهير الطلبة في الجامعات ولم تسلم .
مضت على هبة نيسان المجيدة أكثر من اثنان وعشرون عاما وتعاقبت حكومات عدة لا يعنيها من الأمر شيئا ، مزيد من القهر والظلم والاضهاد والجوع والفقر ، وكل حكومة تتفنن بسن قوانين في ظاهرها الرحمة وفي باطنها سوء العذاب .
نحن الآن في العام 2011 ومنذ بدايته بدأ الحراك الشعبي ضد الغلاء والفقر والبطالة والفساد ، والحكومة ( أذن من طين وأخرى من عجين ) وكأن الحراك الشعبي يخص حكومة الهند ،.
بدأ الحراك الشعبي طبيعيا وتحت سقف الاصلاح الاقتصادي ،
في العام 1986 بلغت حجم المديونية مليار ونصف تقريبا لتصل في العام 1989 إلى أكثر من ستة مليارات لترتفع الآن إلى سبعة عشر مليار ،.
اثنان وعشرون عاما وما زالت سياسة النهب والسرقة والفساد تتغلغل كالسرطان لتدمر كل مقدرات الوطن وممتلكات الشعب , وما زال هذا السرطان ينهش من لحم الفقراء ليقدم على موائد الأثرياء ، لقد استبيح الوطن أرضا وشعبا ،
ليس غريبا أن تشكل ( الجمهورية العربية الأردنية ) وأن نسمع شعارات كنا قد حذرنا منها مرارا وتكرارا تدعوا صراحة لإسقاط النظام وتحمل الملك مسؤولية تردي الأوضاع ، ليس غريبا أن نسمع هتافات ( يا عبدالله يا بن حسين شوف مبارك صار وين ) ،
ليس غريبا على حكومتنا الصمت والرهان على الوقت الضائع ، وليس غريبا أن تبدأ من الجنوب ،. لحظات أخيرة لعل وعسى أن يكون الشعب سيد نفسه وأن تكون الحكومة على مسافة واحدة من الجميع ،، بدأت من الجنوب منذ عام 1989 ونرجو أن تنتهى من الجنوب عام 2011

عمر قاسم اسعد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يغير نتانياهو موقفه من مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ • فر


.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟


.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ




.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول