الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مليون ونصف فقير فقط

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2004 / 11 / 27
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


تقرير الفقر لسنة 2003
بقلم:جهاد عقل
• كل شخص خامس في اسرائيل يعيش تحت خطر الفقر .
• بعد "الاستقرار" الذي كان في عدد الفقراء ارتفاع ملحوظ منذ ست سنوات.
• 1,427 مليون فقير بعد دفع المخصصات ,لكن قبل دفعها العدد يصل الى 2,156 مليون الاولاد يشكلون 862 الف ولد.
• 60% من الاولاد العرب و 50% من العائلات العربية يعيشون تحت خط الفقر.
• العمال هم الضحية الاولى في هذا التقرير و 140 الف عائله يعمل فيها شخص او اكثر تعيش تحت خط الفقر من اصل 366 الف عائله.
• الفضيحه: عندما تدفع المخصصات للفقراء اليهود من القادمين الجدد نسبة الفقر تهبط لديهم من 43% الى 17% اما لدى المواطنين العرب فالنسبه تهبط من 57% الى 48,5% فقط.
• ارتفاع في عدد المسنين الذين يعيشون في دائرة الفقر.
• التقرير يؤكد على فشل حكومة شارون – نتنياهو وتقرير عام 2004 سيكون فظيع على ضوء الغاء المخصصات , وتخفيضها ايضا.
• مقابل هذا الارتفاع في عدد الفقراء, ارتفاع ملحوظ في عدد الاغنياء وازدحام في "نادي اصحاب الملايين" في اسرائيل.
• علينا العمل من اجل اسقاط حكومة الكوارث هذه.

الضحية الاولى العمال

عندما صدر تقرير الفقر لعام 2002 قبل عام,قررت ان احتفظ به وبالمعطيات التي يشملها على امل ان تحدث المفاجئه, التي تحدّث عنها الوزير بنيامين نتنياهو, الا وهي ان يحدث هبوط في عدد الفقراء , لانه اعلن يومها, وضرباته الاقتصادية في اوجها, بأن حضرته قد وجد الحل السحري للمعضلة الاقتصادية التي نعيشها, معضلة الركود الاقتصادي والفقر والبطالة في اسرائيل. وماذا كان الحل السحري هذا؟؟!!! أن حضرته قرر تخفيض مخصصات التأمين الوطني المدفوعة للعائلات احادية الوالدين, وللاولاد والمسنين والمعاقين والمصابين باصابات عمل ..... ورفع شعاره الشهير "لا للمخصصات....نعم للعمل" وان كل من يخرج الى العمل سيجد الحل للضائقة المعيشية, وسينتهي الفقر الذي يعيش فيه وتعم السعادة والرخاء عليه وعلى اهل بيته!!!
الوزير نتنياهو ولفيفه-بل حاشيته- ممن يعرفون "بالخبراء الاقتصاديين" اقنعوا انفسهم بانهم فعلا استطاعوا ان يجدوا الوصفة للمرض العضال الذي اصاب الاقتصاد الاسرائيلي, وبدأوا حملاتهم الاعلامية صباح مساء,من خلال استعمال الوسائل التقنية المتطورة, واساليب التراقص المسرحي امام عدسات الكاميرات التي نقلت لنا مؤتمراتهم الصحفية .... معتمدين على تكرار مواقفهم المرة تلو الاخرى , كي يقتنع بها الجمهور ويرددها خلفهم..... وقالوا ان من يخرج الى العمل ستفتح ابواب السعادة امامه... وحان الوقت لوقف ظاهرة الاعتماد على المخصصات... الى ما لذلك من تصريحات... لكن الامر الذي لم يصرحوا به علنا, هو انهم يحاولون تطبيق الفكر النيوليبرالي او الليبرالية الجديدة ... هذا الفكر يسير على نهج دعم القوى الرأسمالية وسحب اليد او التنكر لأي التزام من قبل الدولة اتجاه الطبقة العاملة والشرائح الضعيفة.. مما يعني إلغاء كافة الاسس لدولة الرفاه التي تحاول في قوانينها ايجاد البعض من التوازن الاقتصادي- الاجتماعي نتيجة هذه السياسة برزت ضمن تقرير الفقر لعام 2003, وجاءت معاكسة تماما للوعود التي اغدقها علينا نتنياهو وجوقته الصاخبه- الارتفاع الاساس في عدد الفقراء كان بين العائلات العمالية, او التي فيها شخص يعمل وله دخل ليرتفع عدد هذه العائلات من 127 الف عائلة الى 140 الف عائلة, وبالمقابل فقد حدث ارتفاع ضخم في عدد الاغنياء للعام نفسه وازدحم "نادي الاغنياء" الذي يشمل 500 شخص, حيث انضم اليهم 200 شخص اضافي, وهكذا حقق نتنياهو وحكومة شارون برنامجهم الاقتصادي الحقيقي, الا وهو تقديم الدعم للاغنياء ورفع مداخيلهم من خلال تقديم التسهيلات والدعم لهم وبالمقابل ارتفع عدد الفقراء عامة وبشكل خاص العاملين منهم,ليتحولوا الى عمال – فقراء وازداد عمق الفقر , حيث غرقت عائلات كثيرة الاولاد ومسنين في هذه الظاهرة اكثر واكثر .


2,156 مليون فقير


الحقيقة التي يكشفها هذا التقرير رهيبة جدا, وهي ان ثلث سكان اسرائيل هم من الفقراء , ويعيشون في فقر حقيقي , حيث نجد ان عدد العائلات التي تعيش تحت خط الفقر – قبل دفع التحويلات أي قبل خصم الضريبة وتحويل المخصصات من التأمين – يصل الى645 الف عائلة التي تشكل 34% من مجمل العائلات في اسرائيل, وان عدد الاشخاص في هذه العائلات يصل الى 2,156 مليون انسان وان عدد الاطفال منهم هو 862 الف طفل أي 41% منهم اولاد. وبعد حساب التحويلات والمدفوعات يصل عدد العائلات التي تعيش تحت خط الفقر الى 366,300 عائله عدد افرادها هو 1,427 مليون شخص منهم 652,400 ولد. أي ان كل شخص خامس في اسرائيل هو من جيش الفقراء والامر المثير للانتباه كما ذكرنا سابقا ان هذا العام -2003- هناك ارتفاع واضح في نسبة الفقراء وفي عددهم الامر الذي ينسف نظرية نتنياهو وجوقته, ويشير الى فشل سياستهم الداعمة للطبقة الغنية.




1736 شيكل = الفقر


تقرير الفقر هذا هو تقرير احصائي- مؤلم جدا, لاننا مهما حاولنا البحث والتمحيص في الارقام التي يحملها والنسب التي يشملها, لن نتمكن ان ننقل حقيقة الالم والضائقة التي تعيشها العائلة او المسن او الولد /الطفل على ارض الواقع ..... فالفقر ليس فقط فقدان كسرة الخبز او كيس الحليب , بل هو ابعد من ذلك بكثير, فهو يشمل ايضا فقدان العلم وفرصه العمل في مجتمع اصبح عنوانه البهرجة الاستهلاكية, والدعاية اللامعة المغرية .... دون الاخذ بعين الاعتبار ان هناك اكثر من مليوني انسان لا يمكنهم الحصول على المنتوجات التي تعرضها تلك الدعاية القاتلة ..... فكيف يمكن لشخص ان يصل الى جزء بسيط من تلك المعروضات المغرية ودخله الشهري لا يتعدى مبلغ 1736 شيكل, خاصة وان هذا المبلغ يصنف ضمن دائرة الفقر (انظر الجدول) ؟؟!! وماذا يكفي هذا المبلغ لمسن مثلا يعيش وحده ؟! هل يكفي للاكل ؟1 ام للدواء؟! ام للكهرباء والتدفئة ؟! نعم نحن نسأل ماذا يكفي هذا الدخل يا ترى ؟! ونحن نقرأ يوميا ان الحد الادنى لمعيشة الشخص الواحد شهريا يتعدى مبلغ ثلاثة آلاف شيكل.


خطر الفقر وفقا لعدد افراد العائلة
(جدول 1)

عدد افراد العائله مبلغ الدخل الشهري لسنة 2003
1 1736
2 2777
3 3680
4 4443
5 5207
6 5901
7 6595
8 7220
9 7776


بعد تخفيض مخصصات تأمين الشيخوخة ومخصصات الاولاد من قبل الحكومة هذا الوضع ادى الى اتساع دائرة الفقر ليزداد عدد الفقراء عمّا كان عليه في العام 2002, وهذا الارتفاع العددي يؤدي الى تفاقم المشاكل الاجتماعية- الاقتصادية , والى ادخال تلك العائلات وافرادها الى ضائقة معيشية غير محتملة ... بل خانقه.
عندما تبلغ نسبة الفقراء من مجموع السكان – بعد التحويلات- 22,4% من مجمل السكان وتنضم الى دائرة الفقر 27 الف عائلة جديدة تضم 105 آلاف شخص ثلثهم من الاولاد (35 الف طفل) مما ادى الى ارتفاع عدد الفقراء ونسبتهم في المجتمع الاسرائيلي , فإن الاوضاع تزداد سوءا, خاصة ونحن نعيش في ظروف ترتفع فيها نسبة البطالة وتغلق المصانع والورشات والمتاجر والمصالح الصغيرة باستمرار جراء الركود الاقتصادي , وحالة الحرب التي تنتهجها حكومة شارون الغارقة في حالة التوتر والعدوان ضد الشعب الفلسطيني , مما يؤدي الى تخصيص ميزانيات كبيره للمصاريف العسكرية وللمستوطنين ايضا, على حساب العاملين والشرائح الضعيفة , بل الفقراء .

العرب ومن ثم المتدينين اليهود

لم نكن بحاجه الى هذا التقرير كي نعرف الحقيقة المرة التي نعيشها يوميا, نحن ابناء الاقلية العربية , فالواقع المرير الذي يغرقنا بآلامه اليومية , حيث تنتشر البطالة بنسبة عالية وتفقد اماكن العمل بل والمناطق الصناعية والخنق الحكومي في الميزانيات يتواصل. كل ذالك يؤدي الى اتساع دائرة الفقر لدينا ايضا, بل والضائقة ... وهكذا يؤكد لنا التقرير تلك الحقائق المريرة وهي : ان 50% من المواطنين العرب وعائلاتهم يعيشون تحت خط الفقر و- 60% من الاطفال العرب ايضا يعيشون ضمن دائرة الفقر هذه. ... هذه المعطيات لا تعني ان هناك 50% وضعهم افضل بكثير من وضع الذين يعيشون تحت خط الفقر, فيكفي ان نذكر هنا انه اذا ارتفع دخل العائلة بشيكل واحد او اثنان او حتى عشرة شواقل لا يعني ذلك انها اصبحت عائله ثريه , بل تعيش ضمن الضائقة بل الفقر نفسه لكن الاحصاء لا يشملها.
الفئة الاخرى التي تعاني من الفقر والضائقة في هذا التقرير هي الاصوليين اليهود واليهود الشرقيين ممن يعيشون في المدن المعروفة ب "مدن التطوير" . ينضم الى هذه الشريحة المسنين, حيث ارتفع عددهم بشكل ملحوظ.
لكن الفضيحة الكبرى نجدها في المعطيات التي تظهر لنا تأثير دفع المخصصات والضرائب (المدفوعات) على التغيير في نسبة وعدد الفقراء ما بين المواطنين اليهود والعرب. مثال على ذلك- عندما تحوّل المخصصات- المدفوعات للمواطنين اليهود من القادمين الجدد الذين يعيشون تحت خط الفقر تهبط نسبة الفقر لديهم من 43% الى 17% أي هبوط بنسبة 26% , بالمقابل نجد لدى المواطنين العرب أن تأثير هذه التحويلات يكاد يكون هامشياً , حيث تهبط نسبة الفقراء من 57% الى 48.4% أي هبوط بنسبة 8.6% فقط. هذا قبل تقليص هذه التحويلات الذي تم سنة 2004 وسيستمر سنة 2005.
نحن نعتقد أن معطيات العام 2004 ستكون أكثر سوءاً بالنسبة للوسط العربي للعائلات العربية وللاولاد العرب, ليس فقط بسبب الاستمرار في ارتفاع عدد العاطلين عن العمل وعدد الحاصلين على أجور متدنية لا تكاد تصل الى اجر الحد الادنى مما ادى الى تكريس حالة الضائقه المعيشية وذلك بسبب الضربات التي وجهت الى مخصصات الاولاد وتخفيضها بنسبة عالية جدا مما سيؤدي حتما الى ارتفاع ملحوظ في عدد العائلات والاولاد العرب الذين سينضمون الى دائرة الفقر والضائقة. معطيات عام 2005 لن تكون افضل بل اسوأ من ذلك لأن جزء من هذه الضربات سينفذ في ذلك العام. وهكذا ننتظر اياما اكثر قساوه والما مع فقدان مصادر بديله للدخل بما في ذلك اماكن العمل .


الفقر لدى العائلات ,الأفراد والأولاد

(جدول 2)

عام 2003 قبل التحويلات والضرائب بعد التحويلات والضرائب
عائلات 645300 366300
افراد 2156200 1426800
اولاد 862200 652400

عام 2002 قبل التحويلات والضرائب بعد التحويلات والضرائب
عائلات 634000 339000
افراد 2079000 1321500
اولاد 828200 617600


الفقر ليس مجرد كلمه


بالامكان مواصلة تحليل هذا التقرير اكثر واكثر , لكن لا بد ان نشير هنا ان الفقر ليس مجرد كلمه تقال بل هو حاله مأساويه تعيشها عائلات من لحم ودم , اطفال لا يجدون كأس حليب يقوتهم ولا اللباس الدافئ في برد الشتاء القارس... من يتحمل مسؤولية هذه المعاناة لتلك العائلات واولادها القائمين على وضع السياسة التي تمتهن دعم ارباب رؤوس الاموال من خلال عملية الارتباط العضوي ما بين الحكم والمال والمصالح المشتركة لكليهما على حساب الاكثرية الساحقة من المواطنين وفي مقدمتهم الطبقة العاملة التي دفع ابناؤها الثمن الاساس لهذه السياسة حيث ارتفع عددهم بشكل ملحوظ ضمن العائلات التي تعيش في ضائقة الفقر.
من يعتقد ان هذا الوضع هو حاله غير قابله للتغيير فهو مخطئ , لأن استمرار هذا الظلم الناتج عن سياسه رأسماليه فظه لا بد وان يؤدي في المحصلة الى تكاتف كافة المتضررين من هذه السياسة والنهوض معا من اجل اسقاط حكومة المآسي – حكومة قوى الرأسمال – حكومة العدوان الذي ادى ايضا الى تحويل الاكثرية الساحقة من سكان فلسطين المحتلة الى فقراء يبحثون عن لقمة العيش الكريم. السياسة نفسها ادّت الى نفس الحالة , حالة الفقر المدقع في كل من اسرائيل وفلسطين فلا بد من اسقاطها .
*كل دولار يساوي 4.45 شيكل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة ساخنة بين بايدن وترامب؟ | المسائية


.. الإصلاحي بيزشكيان والمحافظ جليلي يتأهلان للدور الثاني من الا




.. ميقاتي: لبنان سيتجاوز هذه المرحلة والتهديدات التي نتعرض لها


.. حماس تدعو الأردن للتحرك من أجل مواجهة مشروع ضمّ الضفة الغربي




.. أبرز التحديات التي تواجه الديمقراطيين في حال أرادوا استبدال