الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إحتجاج كاظم الحجاج

عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب

(Amer Mousa Alsheik)

2011 / 8 / 17
كتابات ساخرة


هكذا دون سابق إنذار قرر الشاعر العراقي البصري كاظم الحجاج الاعتكاف في بيته حتى موته محتجا على انقطاع التيار الكهربائي وسط ارتفاع لدرجات الحرارة وصلت إلى ما فوق نصف المؤشر المئوي ، نعم أنه كاظم كاتب " البهارات " في جريدة الأخبار البصرية ، الشاعر المتغني بثاني أوكسيد البيجامة الصيفية ومرتديها المدخن في ساحة الأندلس ووجهه نحو البتاوين ، نعم أنه المتحدث باسم شهريار ، والعازف على الإيقاعات البصرية ، قرر غلق بابه بوجه كل من يحاول الوصول إليه . لان التيار الكهربائي غير قادر على الوصول إلى بيوت العراقيين وجعل حياتهم تنتمي إلى منطقة الأفضلية الحياتية ، الحجاج سوف لن يستقبل أحدا .
تحدثوا عنه بوسائل الإعلام ، وأحدهم وجه إعلانا ضده لأنه محتج ومنتج في الوقت ذاته ، سوف لن ينثنِ و يستقبل أحدا حتى ظهور التيار الكهربائي الوطني اللاطائفي في بلده ، ويغذي الأرض والأسلاك المحبة للوطن تلك الطاقة المولدة لحب الوطن وأبنائه ، الحجاج المحتج توهم كثيرا عندما رأى رفاقه الذين من صنفه يعملون دون خوف أو وجل بأن أحدهم لن يطعنهم في ظهورهم ، فوجد بعد الطعن الرمي في بئر يوسف والتجمع حول وطنه وحول من هو من صنفه مثل ائتلاف أخوة يوسف الذين نكلوا به وبالذئب الذي نشبه أبطالنا به دون التشبيه بالكلب ذا الصفات الحميدة ،
كيف نفسر هذا الاحتجاج ونضعه ضمن قالب الأسئلة التي تثار حول الظواهر ، وقيام قامة ثقافية عراقية بحجم الحجاج بالاحتجاج ، قد يكون هو لم يشارك في تنظيم التظاهرات الداعية للإصلاح السياسي المنحرف ، وقام بتقديم الاحتجاج بيتيا وفقا لعمره ، كونه معجون بثقافة الاحتجاج ستينيا ، حتى ظهور عصر الاحتجاج ( الفيس بوكي ) . إلا أنه شارك أبناء شعبه بطريقته الخاصة التي تشبه إلى حد ما قصيدة نثر ثائر ضد كل شيء له علاقة بكلاسك التفكير والطرح والعمل البيروقراطي الذي أرهق المجتمع ، كاظم الحجاج ضرب القوانين الحياتية والالتزامات ( المجاملاتية ) من أجل الخدمة العامة والصالح العام ، ربما لم يحصل على التيار الكهربائي أو حصل عليه من تيار مولدة الشارع ، لكن ماذا عن حسوني العامل ، وعبوسي الزبال ، وأم علي الدلالة ، وأم حيدر الخبازة من لهم ومن سوف يعطيهم نقود كاز مولدة الشارع التي شرعت لها الدولة قانونا خاصا أسمته قانون المولدات وأصبح شعاره ( قانون المولدات والعندة يصيح بات ) .
ماذا سوف يحصل لو أن هذا الرجل الشاعر صاحب براءات في الاختراعات الشعرية انه قدم إحتجاجا في بلد آخر ( ليس العراق طبعا ) ماذا سوف تقدم له دولته ومواطنوه وكيف سوف تتناقله وسائل الإعلام وتعمل عن اعتكافه شركات الإنتاج أفلاما وقصصا ، وكيف أن الرؤساء يتجمهرون عند بيته من أجل ان يفوروا له ولأبناء جلدته .
كيف استقبل السياسيون العراقيون هذا الخبر ، وما هي ردة فعلهم إزاء ما أقدم عليه الحجاج كاظم ، ماذا يعني لهم اعتكاف مثقف أو احتجاجه على نقص خدمي معين ، كيف سوف يعي السياسي ويصنف الحجاج المنتمي إلى الثقافة الحقيقة النابعة من عمق الإنسانية ، لا ثقافة قراءة أغلفة الكتب وفهارسها . أم أن هنالك من سوف يقول من أهم الشعر أم الشعير وهو لا يفرق بينهما .
قد لا يعرف الحجاج عن ثقافة حرق الأجساد إحتجاجا شيء ما ، لكنه يعرف أن الثقافة موقف ويجب إعلانه أمام الملأ ، الثقافة هي أن تنتمي إلى الإنسان كما هو دون (مكياجات مناصبية ) .
كاظم الحجاج أيها الشاعر المحتج المعتكف الكبير لك ولأقرناك ومن هم في دربك ومن عمرك التحية والتبجيل ، يا عشاق الوطن الأخضر الذي لم يعركم أي شيء وأنتم كباره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل