الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عضة خيانة

فريد الحبوب

2011 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


يال هذا السقوط الفاجع الذي نسف الضمائر وأسر بعنف شديد ما كان يجتذبنا جميعاً نحو عرقنا وإسلامنا والتبختر بموروثات الماضي والروايات المطاطية ذات الطابع الملائكي في أظهار أدميتنا بشكل لا يعلو عليها أخر فيما تتنادى كتب التاريخ بنوادر فاضت بالقيم وتشابكت فيها جوانب الرفقة والشرف والسمو الإنساني والحقيقة إننا اليوم نروع بمشاهدة وسماع حجم الانحطاط والابتذال وتخرص القيم والمبادئ في المجتمع، والظروف الفاضحة التي كشفت النقاب عن أبشع أشكال الكذب والنفاق والدناءة وجشع المرء وهو يفوح برائحة العفن والنتانة وأمراض مجتمعية لا تحصى. يالهذا الإنسان المعتل الذي لا يملك الحياء ولم يرطب جبينه سوى الجري المستميت وهو يصلصل صوب الخيانة ويُنشب حوافره الهالكة والظالمة في حقوق الناس وسرقة ابسط إشكال العيش الكريم. والوصف لا ينتهي بالتحدث عن من يهرب الآثار ويستورد البضائع الفاسدة ومن يحرق أبار النفط مره ومرة يثقب ألأنابيب كي يسربه باتجاه دول الجوار ومن يحول أركان المعابد إلى مشانق ومن يستورد الدقيق المشبع بالإشعاعات السرطانية ومن يبحث في الدول عن أعتى الأسلحة لآجل قتل الطبيب والمهندس والخبير ومن يشكل فرق إعدام طائفية وعرقية ومن ينشر الخرافات ويبيح الجهل ومن يسرق أموال الناس ويعبث وهو يشعر بحقد يمازجه كره عجيب ومن يقتل ألأب إمام أطفاله ومن يغتصبون النساء تحت نظر عائلاتهم.
وأتصور لا يختلف اثنان على كل ما ذاكرته أنها جرائم بشعة لم يفلت منها عراقي قط، ارتكبت من قبل الإسلاميين وغير الإسلاميين بعمائم وبدون عمائم ألا أنني لا يمكن إن أهمل التطرق إلى قضية ذو شأن عظيم وبرأيي أفظع من اغلب الجرائم التي ذكرتها كما أني أرجو إن لا يحملكم الظن بسوء قسوة نقدي ووصفي للفضائح التي تأتي من الجميع بشكل مروع. ففيما تبتلع القصص والإحداث التي تأتي من هنا وهناك عن الفساد والانحلال والخراب الذي يسود العراق بقوة زلزال... فهناك أحداث فساد زاحفة على بطنها لا تسمع من قبل الجميع بل تبقى بعيدة عن مسامع الإعلام والناس ولكنها في الحقيقة دوي بركان بذاته لفظاعتها، ففي هذه الجريمة التي قد تكون بعيده عن التصديق، يقوم اثنان من ألأساتذة في أحدى جامعات بغداد بتغير أغلفة دفاتر الطلبة الراسبين بدفاتر الطلبة الأوائل والناجحين مقابل خمسة مائة دولار أو اقل حيث ينسف جهد سنين وتمنيات وأحلام أولئك الطلبة اللذين يتمنون إكمال دراساتهم العليا أو من يتمنون التخرج لا جل مواصلة مشوار حياتهم وبيعه بثمن بخس إلى طلبة لا يصلحوا إن يكونوا طلبة... لقد أصبح مصير الناس أشبه بلعب الأطفال. إنني لم أكن أظن بهؤلاء إلا خيرا وأقول لنفسي ما تزال ديارنا عامرة فلدينا شرائح نتوخى بها خيرا، فيالها من نكبة وظاهرة خطيرة بجانب عشرات الظواهر التي غزت وتغزو البلد دون هوادة فكيف يمكن لأستاذ جامعي أن يكون خائن ولئيم وقذر بهذا الشكل وكيف سنؤمن أننا في وطن يمكن له إن يُبنى ويتغير نحو ألأفضل وقد بات كل شيء منحل ومنحط إلى حد غير معقول. صحيح إننا في مجتمع مثقل بعبء سنين طوال من الحرب والحصار والدكتاتورية وسياسة أتلاف مريعة لطبيعته ومبادئه ألان إن التصميم الحالي من قبل السياسيين على قطع شريان الحياة وتجريد المجتمع من هويته يزيد من هول الكارثة وينخر أكثر بجسده وتتلاعب به الازدواجية ويلتف حول عنقه التناقض. كل شيء يستحق الذكر ولا يستحق فالمثالب والصفات السلبية تظهر عراقنا طوراً من الظلم والظلام ليس ألا..... وما لا يستحق ذكره إن هؤلاء البخساء لا يمثلون سوى عارهم وتدني خلقهم الذي أستنبتوه شراً ووهم فهم ينسون دائماً أن يأخذوا بعين ألاعتبار عصف العدالة التي قد تشع في إي لحظة لتقتص منهم وتقوم بدورها خير قيام. فنقطة الضعف المركزية التي تعطل كل شيء وتوقف بناء حصون القيم والأخلاق في الميدان النفسي للشعب اليوم هم الساسة الشواذ الذين يتصارعون دون أن يكون للوطن نصيب فكلا منهم يبحث عن سلطة مطلقة وهيمنة على المؤسسات الغنية. لقد جعلوا من الطريق السياسي للبلد طريق معيب ومنحرف برمته فليست هناك أخطاء عرضية يرتكبوها هنا وهناك أو انهيار جزئي يمكن إصلاحه والتغلب عليه، لقد بلوروا عبر خمس أو ست سنوات عبئاً ثقيلاً حرمنا من كل أشكال الحياة فيما يتصرف أغلب الشعب بطريقة بلهاء وبأسلوب مضاد للعقل ولا يملكون ألا الطاعة والانحناء ألأعمى لكل من يدعوهم إلى نبذ الحياة واحتقار حريتهم، فيما تشكل فئة ضئيلة الوعي الذي يُطعن في كل ألأحيان من قبل أصحاب النفوذ المختل والفاسد.......... يتقاتلون كما لو أنهم ديوك كلاً يَشتم ويلعن الوطن حسب طريقته، يخوضون الصراع وسيل الدماء من أجل منافعهم دون التفكير بتسوية الوضع تسوية شريفة تقضي بخلاص ينصف فيه الجميع لتكون مبعث حسن يثير برباطة جأش صيحات الشرفاء ليخدموا مشروع بناء وطن لا يعظمه زعماء بنوايا سافلة، وسراق وأغبياء يورثوه الوهم والعذاب والسخف بل ننتظر جماهير مغرمه بالخير وتتشبث بالشرف ليخرجوا بنا بعيدا عن هذا الحرج ألقيمي والسياسي والديني والمجتمعي الذي يمر به العراق،
لابد من أن تنتهي هذه ألآلام المريرة ونخرج من القاعات المظلمة إلى مخادع يسكنها ضمير ألإنسانية النقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل