الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاكمة الظالمين

علي الخياط

2011 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


تتصاعد حدة التوترات في المنطقة العربية على خلفية الحراك الثوري الشعبي ونتيجة ردة الفعل الاجرامية من قبل انظمة الحكم ضد المتظاهرين في عدد من البلدان العربية بل ووصل الامر الى درجة الحرب المعلنة وبمختلف انواع الاسلحة التي تصيب الناس بمقتل وتؤدي الى الخراب والدمار كما هو الحاصل في ليبيا ومنذ ستة اشهر كاملة.
أفضت بعض التغيرات السياسية العاصفة الى وضع الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك في قفص الإتهام وجعلت منه عرضة لمحاكمة شاقة وطويلة على خلفية سلسلة من الإنتهاكات والجرائم التي أرتكبت بحق الشعب المصري من قبل متنفذين وأجهزة أمن اثناء فترة حكمه التي تجاوزت العقود الثلاث.
هذه المحاكمات نتيجة طبيعية كان مواطنون لايحصى لهم عدد يتعرضون لها في ازمنة الحكم الدكتاتوري لتلك السياسات القمعية للانظمة المتجبرة,ولم يكن اي نظام عربي يخشى ان تطاله لانه يتحكم بالقانون والقضاء.
هل تستطيع الانظمة القمعية التي تتهاوى تدريجيا في اكثر من عاصمة عربية ان تدفع عنها إمكانية السقوط المذل وان يكون اركانها خلف القضبان والسجون والاقبية المظلمة؟من الصعب تحديد المسارات الني تتجه اليها حال الامة العربية خلال الفترة المقبلة والتي يمكن ان تاخذ الحكومات والشعوب الى الصدام المباشر خاصة في ظل عدم وضوح الرؤية لدى قطاعات سياسية وانعدام القدرة لدى التشكيلات السياسية التي تخلف الانظمة المستبدة عدا عن وجود سياسيين واشخاص في الاجهزة التنفيذية التي كان يديرها الحكم السابق يمكن ان تنفذ الى الكيان الجديد وتلعب لعبتها القذرة وتأخذ في تسيير الامور بالطريق الذي يخالف توجهات التغيير وارادة الشعب..
هذا الأمر يمثل خطورة بالغة على كيان الامة وربما يدفع الى خيارات صعبة وقاسية وقد ينتج عنه تعقيد جديد في المشهد العام كما هو الحاصل في مصر وتونس,,ففي مصر وبعد الاستجابة لطلبات الثوار بعلنية المحاكمات اصدر القاضي في محكمة مبارك قرار يقضي بعدم بث المحاكمات عبر التلفزيون.وفي تونس يزداد الصراع حدة بين رموز النظام الجديد والنظام القديم من اتباع زين العابدين بن علي الذين يدورون ويلفون من اجل التسويف والمماطلة وتمييع الحقائق التي يراد لها ان لاتكون حاضرة,وغير مؤثرة في الحاضر التونسي..
وعلى كل حال فان الامور تجري بطريق لايمكن ان تعود معه الاوضاع الى سابق عهدها لتفقد الشعوب العربية تاثيرها.لان الهياج الثوري يتصاعد وسينسف معه كل السدود التي نريد ان تحجب الامة عن حاضرها وتطلعها الى المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال رائع ..
محمد السعيد أبوسالم ( 2011 / 8 / 17 - 20:03 )
مقال رائع أستاذ على, أسعدنى قراءته كثيراً,
تحياتى لك ..

اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟