الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفراغ السياسي تملؤه أشكال أكثر تخلفا والحل بالسياسة

قدري جميل

2004 / 11 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تحت هذا العنوان نشرت صحيفة السفير بتاريخ 11/11/2004 خبراً عن الندوة التي دعت إليها «الحركة الاجتماعية الثقافية في منطقة عالية» اللبنانية، والتي قدم بها الرفيق د. قدري جميل محاضرة حول رؤية ودور اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين وآخر تطورات الأوضاع السياسية في المنطقة وفي العالم.
وفيما يلي نص الخبر:
اعتبر عضو «اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين» ورئيس تحرير مجلة «قاسيون» السورية الدكتور قدري جميل أن «ثمة دوراً جدياً للدولة في سورية بعيداً عن دور الدولة السابق الوصائي الأوامري المليء بالفساد»، واعتبر أن «المطلوب إعادة صوغ دور جديد للدولة، وهو دور تنموي يستطيع التعبير عن مصالح المجتمع وعن التوافقات الأساسية فيه».
حاضر جميل امس عن واقع العمل السياسي في سورية بدعوة من «الحركة الثقافية الاجتماعية في منطقة عاليه» وذلك في سياق نشاطاتها الأسبوعية، وتولى تقديمه الكاتب ميخائيل عوض، قائلاً: الدكتور قدري جميل عضو قيادي في الحركة الشيوعية السورية عموماً، وفي الحزب الشيوعي السوري (جناح خالد بكداش)، ومنذ نحو ثلاث أو أربع سنوات خرج أو أُخرج هو ومجموعة من المناضلين بسبب خلافات حول طبيعة التنظيم، وأطلقوا في سورية مبادرة في إطار «اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين»، وخلال فترة صغيرة نجحوا بتأسيس لجان وطنية بمختلف المحافظات السورية، لعبت دورا بإعادة صياغة وإحياء حوارات بين مختلف كادرات الحركة الشيوعية التاريخية والشابة، وشكلوا على مدى السنوات الثلاث الماضية أنشط فريق سوري بالتصدي للمهمات المطروحة.
وأضاف عوض: أطلق هؤلاء منذ سبعة أشهر جولة من النقاشات والتفاعل، لأول مرة تحصل في سورية منذ ثلاثين سنة، لجهة جمع المعارضة مع حزب البعث بندوة وطنية واحدة، بحيث تحققت لأول مرة إمكانية تخاطب مباشر بين مختلف تيارات وفصائل المعارضة السورية والنظام. ثم كانت ندوة وطنية ثانية الأسبوع الماضي تحت عنوان «الوحدة الوطنية أداة أساسية في مواجهة الهجمة الخارجية»، وكانت محط اهتمام الفضائيات العربية.
ثم حاضر الدكتور جميل، فتطرق الى وضع الحركة السياسية في سورية، واصفاً إياها بأنها «ضعيفة وبالمعنى العلمي لا توجد أحزاب، هناك تنظيمات سياسية لا ترتقي بدورها إلى مستوى أحزاب، وأي حزب كان له دور وظيفي يأتي من خلال تعبيره عن مصالح شرائح اجتماعية يدعي التعبير عنها»، وقال إن هذا يستدعي بالنهاية صوغ مطالبها والدفاع عنها والسعي لتحقيقها بأشكال مختلفة من العمل السياسي، ولكن الحركة السياسية في سورية خلال النصف الثاني من القرن العشرين ابتعدت عن الحركة الجماهيرية، وأصبح هناك بعد واسع بين الشارع والأحزاب، وهذه قضية أساسية تواجه الحركة السياسية في لبنان أيضاً وفي البلدان العربية، والسؤال الكبير بالنسبة إلينا، كان يتمحور حول كيفية استعادة الحركة السياسية ثقة الشارع بالظروف الحالية.
وقال إن أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية في سورية، في ظل هذا الواقع، أصيبت بمرض أسميناه مرض الامتيازات، وهو أدى عملياً إلى فقد هذه الأحزاب تدريجياً ثقة جماهيرها تاريخياً، بمعنى أنه جرى تماهٍ معين بين جهاز الدولة والأحزاب لوّث هذه الأحزاب بتلك الامتيازات التي يحصل جهاز الدولة عليها، وهذا ما جعل جماهير الأحزاب تنفض عنها، ولا أستثني من هذا الموضوع بغض النظر عن الفروقات والدرجات أياً من أحزاب الجبهة (...). وأشار إلى أن «أحزاب الجبهة في سورية بما فيها حزب البعث والتداخل الذي حصل بينها كبنية مع بنية جهاز الدولة أدى إلى إصابتها بفساد جهاز الدولة نفسه وإلى تراجع دورها الحقيقي في المجتمع»، ولفت إلى أن «أحزاب المعارضة أيضاً لم تستطع أن تنشئ حركة سياسية وأحزاباً حقيقية».
واستطرد جميل: المطروح فعلياً اليوم في سورية، هو تنشيط الحركة السياسية، عودة السياسة إلى المجتمع وتنشيطه سياسياً، وهذا لا يمكن أن يتم من دون حركة سياسية جدية ناضجة قادرة على لعب هذا الدور، لدينا مشكلة متراكمة على مدى العقود الماضية، حلها ليس بالسهل، ولكن الطريقة الوحيدة والأساسية لحلها هي في عودة هذه الأحزاب إلى جماهيرها، لتعبر عنهم من حيث الرؤية والخطاب والممارسة، وإذا لم يتحقق ذلك فالمشكلة كبيرة، لأن الحركة الاجتماعية التي كانت الأحزاب أحد أشكال التعبير عنها، ستحل مكانها أشكال أكثر تخلفاً، وهذا يفسر إلى حد كبير نمو الاتجاهات المتخلفة إن كانت طائفية أو دينية وغيرها، وهي كلها نتاج لفراغ سببه ضعف الحركة السياسية في البلاد، لذلك تطور هذه الحركة في ظل الظروف القائمة هو شرط هام، ونحن في «اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين» رأينا أن الشيوعيين الذين انقسموا إلى عدة أقسام، كان انقسامهم تعبيراً عن حالة التراجع في الحركة ككل، وإذا اتفقنا أن كل العوامل الموضوعية التي تسمح لنا باسترداد أنفسنا كحركة ثورية، تهيئة للصعود القادم، فنعتقد أن الظرف الموضوعي نشأ لإعادة تجميع كل القوى الثورية، ونحن لسنا أول من تحدث عن توحيد الشيوعيين السوريين، ولكن عندما طرحنا هذا الموضوع منذ العام 2002 استغربنا وفوجئنا بحجم رد الفعل الإيجابي.
■■








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف