الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف نوري المالكي القلق مع تيار الصدر - لوس انجليس تايمز ، ماريا فانتابي

حسين خاني الجاف

2011 / 8 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


منذ التطورات الاخيرة التي هزت المنطقة في العالم العربي،بدأ القادة يدركون بان الدعم الشعبي اصبح الان ضروريا للبقاء في السلطة، ويبدو ان رئيس الوزراء نوري المالكي من بين هؤلاء الذي ادركوا هذا التغيير بينما يحاول تعزيز حكمه على العراق.
الصدريين – الميليشيا الشيعية التي تحولت الى حركة سياسية يقودها رجل الدين مقتدى الصدر – تملك الادوات المناسبة للوصول الى الناس على ارض الواقع وحشدهم في الشوارع. ومن المفارقات انها اصبحت من اخطر الخصوم السياسية للمالكي ، وكذلك حليفه الاكثر ضرورة.
في عام 2007 اجبرت قوات المالكي جيش المهدي التابع للصدريين على الخروج من البصرة . على الرغم من تحالفهم في الحكومة المركزية ، تنافس المالكي والصدريين مرة اخرى ، ولكن هذه المرة من خلال الوسائل السياسية بدلا من العسكرية .
من خلال السيطرة على المحافظات والسيطرة على الوزارة الامنية يستطيع المالكي حجب التمويل ومناورة التحالفات الداخلية ، ونشر القوات المسلحة . ولكن الصدريين منظميين للعودة الى القتال من خلال السيطرة على الوزارات الرئيسية – الاسكان والبناء والبلديات والتخطيط—ومنظميين محليا ولديهم القدرة الافضل على تعبئة العراقيين في الشوارع.
لا يزال جنوب العراق ساحة المعركة الرئيسية . وهي على حافة انشاء معقل لها في محافظة ميسان ، يسير الصدريين بخطا بطيئة ولكنها بالتاكيد تخطو خطوات في المحافظات المجاورة وتهدد ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي في مجالس محافظات البصرة وبغداد.
ويعتمد الصدريون على سلسلة مرنة في عمليات صنع القرار التي تتعلق بالمسائل السياسية وعلى المستويات العليا في الحكومة وتنفيذ المشاريع من خلال اللجان المحلية في المحافظات التي يديرها التيار. وقبل اشهر قليلة فقط، بدات الوزارات التي يديرها مرشحو التيار الصدري ببناء المجمعات السكنية في ميسان ، وتنفيذ مشاريع البنى التحتية في المثنى ، وتوفير الكهرباء في محافظة ذي قار، وتحسين فرص الحصول على المياه في النجف . ابتداءا من ميسان ، لم يستثنى المالكي في اي وقت من الاوقات عرقلة هذا التدفق عن طريق الحد من التمويل الحكومي، وتاخير الموافقة على تنفيذها ، واعاقة الاستثمار الاجنبي.
الاندفاع نحو تحقيق التفوق من قبل كلا الجانبين كان الأكثر وضوحا في محافظات البصرة وبغداد. وقد سارع المالكي بتخصيص الاموال والمصادقة على المشاريع ،ولكن غالبا ما يستفيد الصدريون من جهود المالكي بالاستدانة لتنفيذ المشاريع من خلال اللجان المحلية والوزارات التي يديرها مرشحوهم. ففي بغداد ، عندما بدات الحكومة بتوفير الوقود المجاني لتزويد المولدات الكهربائية ، بداءت لجان التيار الصدري بتنظيم توزيعها على كل منزل في مدينة الصدر والشعلة . عندما بدأ مشروع الري في شط العرب في البصرة ، اضطر المالكي الى انشاء المجلس الوطني للمياه تحت رئاسته وقوض وزارة الموارد المائية في هذه العملية.
ولكن قوة التيار الصدري الحقيقية تكمن في قدرتها على التعامل مع شرائح مختلفة من المجتمع العراقي . انهم يتناغمون بسهولة مع النسيج الاجتماعي العراقي في طريقة لا يستطيع رئيس الوزراء القيام بنظيرها.
وهي مماثلة للحركات الاخرى في المنطقة ، فانهم غالبا ما يشغلون الفراغ الذي خلفه ضعف مؤسسات الدولة من خلال تنفيذ السياسات ، وردم الهوة بين الحكومة والعراقيين في هذه العملية . انهم يستهدفون الشباب مع برامج التعليم ، توفير الخدمات الصحية للاطفال والنساء ، وتشكيل لجان قضائية لتسوية المنازعات.
ويمكنهم بسهولة قيادة مظاهرات كبيرة ومصدر للسخط ضد منافسيهم السياسيين . في اذار ، على سبيل المثال ، دعم الصدريين المضاهرات التي استهدفت محافظ البصرة وبابل وجمعوا تواقيع 75 عضوا في البرلمان التي دعو فيها رئيس بلدية بغداد على الاستقالة . في البصرة ، كان المالكي قادرا على اقامة شراكة جديدة مع المجلس الاسلامي الاعلى في العراق لينتخبوا مرشح موالي له لكنه لم ينجح بذلك ، وكذلك في محافظة بابل ، حيث تم انتخاب مرشح منافس محمد علي المسعودي ، الذي انتخب محافظا في 18 اذار . وباعتبارها المجموعة الاكثر صراحة ضد الوجود الامريكي في العراق ، يصور التيار الصدري انفسهم باعتبارهم رمز للكرامة الوطنية العراقية ، وهي حجة لها صدى لدى الشباب المحروميين.
ولكن استمرار الخداع بين صورة التيار الصدري كقوة مقاومة وكتلة سياسية منظمة يمكن ان تكون كعب "اخيل" . على الرغم من محاولات طي صفحة ماضيها العنيف ، نظمت فروع المجموعة المتشددة نفسها في "عصبة الحق" التي قامت بارتكاب إعمال العنف في بغداد ، تحت راية الصدريين . ان الفشل في احتواء المقاتلين السابقين اثر على صورة التيار الصدري ككتلة سياسية واجبارهم على الاعتماد اكثر على كتف دولة القانون التي يترأسها رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي .
الصراع على القيادة السياسية في المحافظات ، وعلى الاخص في بغداد والبصرة ، سوف تحدد في نهاية المطاف شروط الارتباط بين قوات المالكي والصدريين في الحكومة المركزية .
قبل حدوث اي مواجهة كبيرة ، سيتعين على المالكي والصدريين الاعتماد على بعضهما البعض، فالمالكي لا يستطيع ان يعتبر الصدريين اعداء ، خاصة في الوقت الذي تجري فيه مناقشة تمديد بقاء القوات الامريكية في العراق . حيث ان ابقائهم الى جانبه سوف يمنع انفجار السخط الشعبي ، وسيؤدي الى تقوية الدعم لحكومته ، وتتيح له مواصلة تشديد قضبته على مؤسسات الدولة . وبدلا من اطلاق عنان العنف اذا ما تم تاجيل انسحاب القوات الامريكية ، نجد ان الصدريين يستطيعون ابقاء انفسهم في الحكومة ، والاستمرار في المنافسة السياسية ، وطلب انسحاب القوات الامريكة من بعض المحافظات الجنوبية التي تدار من قبل التيار الصدري ، زاعميين بان هذه الخطوة انتصار . مع اقتراب عام 2012 الذي يلوح بالافق ، وضعت جميع استراتجيات الخروج .

ترجمة حسين خاني الجاف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يستهدفون سفنا جديدة في البحر الأحمر • فرانس 24


.. الشرطة القضائية تستمع إلى نائبة فرنسية بتهمة -تمجيد الإرهاب-




.. نتنياهو: بدأنا عملية إخلاء السكان من رفح تمهيدا لاجتياحها قر


.. استشهاد الصحفي سالم أبو طيور في قصف إسرائيلي على مخيم النصير




.. كتائب القسام تستهدف جرافة إسرائيلية في بيت حانون شمال غزة