الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق السجناء الشيوعيين بين التغييب والتسييب

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2011 / 8 / 18
حقوق الانسان


قضى كل ذي دين ووفى غريمه وعزة ممطول معنى غريمها
في رسالة من أخ كريم لم يفصح عن أسمه فيها كثير من الشؤون والشجون، وكثير مما ورد فيها يتسم بالواقعية والمصداقية ويدعو الى وقفة متأنية ومراجعة حقيقية للكثير من المواقف ،وفي المقدمة منها الحقوق المشروعة للسجناء والمعتقلين السياسيين من الشيوعيين والديمقراطيين الذين أحجمت الحكومة العراقية عن أنصافهم أسوة بأشباه المناضلين أو المزورين ممن منحوا الملايين تحت عنوان السجين السياسي وهم ليسوا سياسيين أو ناشطين في المجال العام،بل أن بينهم كثير ممن زور الوقائع للحصول على مكارم الحكومة السخية التي تذهب لغير مستحقيها كما هو الحال في الكثير من المجالات،ورغم علمي بان الشيوعي العراقي لم يقتحم المنايا ويواجه السلطات الغاشمة طمعا في جاه أو مال أو لغرض آخر سوى أيمانه المنقطع بما يؤمن به من مبادئ وأهداف وطنية ولتحقيق أماني وتطلعات العراقيين إلا أن ذلك لا يعني السكوت عن حق مغصوب هو الأحق بالنضال ،وعندما تمنح الحكومة العراقية للمزورين والمحتالين أو من سجنوا لأسباب لا علاقة لها بالنضال والعمل السياسي وتتناسى رجال النضال علينا تذكيرهم بل إجبارهم على الرضوخ للواقع ومنحهم حقوقهم الكاملة وإلا فأن هؤلاء الأباة قادرون على إحراق الأرض تحت أرجل الفاسدين من قادة العراق الجديد ممن دفعت بهم الأقدار اللعينة ليكونوا سادة البلد وقادته في زمن التخلف والضياع.
لقد نبهنا وكتبنا وذكرنا ولمحنا وصرحنا مرات عدة بضرورة الانتباه والاهتمام بالسجناء الشيوعيين لأن لهؤلاء صبرا قد ينفذ وإذا نفذ ربما سيكون له تأثيراته المعروفة ،فالشيوعيون كما يعلم المتسيدون هذه الايام قادرون على المواجهة ولهم خبرتهم وتاريخهم في هذا المجال وأن سكوت الحليم لا يعني تمادي اللئيم فأن للصبر حدودا لذلك نهيب بالحكومة العراقية الانتباه لهذا الأمر وعدم التغاضي عن هذا الواقع والعمل السريع لتشريع القانون المعطل في مقبرة مجلس النواب منذ الدورة السابقة ولحد الآن.
وأود أن أذكر أن مجلس النواب في دورته السابقة أعد مشروع تعديل للقانون يشمل بموجبه سجناء الرأي في الحقبة البعثية الأولى إلا أن القانون لم يأخذ طريقه السليم وأهمل مع سبق الإصرار والترصد لأن جل القوى الفاعلة اليوم ممن أسهم في التآمر على ثورة تموز وسعى لإسقاطها وليسمن المعقول أنصاف أبنائها ومن ناضلوا من أجلها وبذلوا الغالي والنفيس للدفاع عنها ومواجهة فلول الحرس القومي يوم أغلق الآخرون أبوابهم وسدوا آذانهم عن سماع نداء الضمير.
وفي أدناه طلب مرفوع لمدير عام مؤسسة السجناء السياسيين رفعه لفيف منهم نتمنى أن تستمع المؤسسة لهذا النداء وتعطي لكل ذي حق حقه والله المستعان عليه توكلت واليه أنيب.

معالي السيد رئيس مؤسسة السجناء السياسيين المحترم
بواسطة السيد مدير فرع بابل المحترم
نحن لفيف من السجناء والمعتقلين السياسيين في 8-شباط 1963 سبق أن روجنا معاملات في فرع بابل بناءا على توجيهات وتعليمات المؤسسة ولحد الآن لم يتم شمولنا بقانون المؤسسة وقد قدمنا جميع المستمسكات المطلوبة التي تثبت بأننا سجناء سياسيين في 8 شباط 1963. وبعد فترة طويلة من الإهمال والتهميش علمنا أن تعديلا حدث على قانون المؤسسة يقضي بشمولنا أسوة بباقي السجناء والمعتقلين.
نرجو وكلنا أمل وثقة بمعاليكم مفاتحة المراجع العليا وأصحاب القرار لشمولنا بموجب التعديلات الجديدة ومفاتحة البرلمان الموقر لإقرار هذه التعديلات ومساواتنا بالآخرين بموجب المادة (14) من الدستور التي ساوت بين العراقيين جميعا بالحقوق والواجبات ،علما بأننا كبار السن وأصحاب عوائل وهذا هو حقنا الدستوري والقانوني ولنا سبق في الجهاد والنضال والتضحية ضد النظام البائد وأفنينا زهرة شبابنا في السجون والمعتقلات ،ولا يجوز شرعا ولا قانونا إهمالنا لأننا أبناء هذا الوطن العظيم المضحين في سبيل رفاه الشعب وسعادته ورفعة الوطن العزيز الغالي.
أملنا وطيد وثقتنا كبيرة بمعاليكم لإحقاق الحق وأنصاف المظلومين وسيادتكم أهلا لذلك مع شكرنا وتقديرنا الفائق والله الموفق والمعين.

لفيف من السجناء السياسيين
عنهم
عبد الأئمة عبد الهادي
المعتقل في 8 شباط 1963في القضية المرقمة 173-1964 والمحكوم بعشرة سنوات مع الأشغال الشاقة وفق المادة 31-12 من ق.ع.ب بدلالة المادة 43 من قانون الجمعيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انصاف الشيوعين
علي عجيل منهل ( 2011 / 8 / 18 - 15:16 )
الاخ الاستاذ محمد على محى الدين المحترم -شكرا لاثارتك هذا الموضوع واهلنا فى العراق يعانون الصعوبات فى الحصول على الحقوق الاساسية- والحزب ونواب الحزب فى البرلمان السابق يتحملون ذلك تحياتى لك


2 - تزوير مقتبس حكم
نبيل الربيعي ( 2011 / 8 / 18 - 18:28 )
تحية طيبة اخي العزيز ابو زاهد, قبل اسبوع دعاني احد الأصدقاء الشيوعيين لغرض الكفالة وابديت الموافقة , وكان الحديث عن حقوق الشيوعيين من السجناء للاعوام السابقة في حكم البعض, الا ان النقاش كشف ان موظفي مؤسسة السجناء السياسيين في بابل بعضهم قد حصل على الحقوق كاملة واوراقه الثبوتية مزورة بعلم المدير وبقية زملائه الموظفين, كونهُ من احد الاحزاب الاسلامية, الحقوق التي يحصل عليها السجين عشرة ملايين ومنحة سفر لخارج العراق بحدود عشرة ملايين وقطعة ارض وراتب لمدة عشرة سنوات وقرض عقاري قدره ثلاثون مليون دينار , هذا مافهمته والعهدة على الراوي, ولدينا كما تعرف احد الرفاق الموظفين في نفس المؤسسة, وهو اعلم بالحال .العراق يسير نحو المجهول والهاوية قريبة من سقوطة في الحضيض والشعب نائم وغافي بسابع نومة والحمد لله , وهنيئاً للشعب العراقي على هؤلاء السراق والمزورين, تحياتي ابو زاهد


3 - السجناء الشيوعيين
علي حسين كاظم ( 2011 / 8 / 18 - 19:34 )
ابو زاهد تحياتي
خوية عندما كنا في سجون النظام كانوا يقدمون لنا دجاج كنتاكي وشكولاته لذلك لايحق لنا المطالبة بحقوقنا خوية عيش وشوف في ظل احزاب ابو ناجي تحياتي الى جهودك الرائعة في الدفاع عن حقوق الفقراء وشرفاء العراق


4 - الاخ علي عجيل منهل
محمد علي محيي الدين ( 2011 / 8 / 19 - 23:19 )

تحياتي لك واو دان ابين ان نائبي الحزب السابقين قدما مشروع تعديل القانون لشمول سجناء عهد البعث الاول وتم تقديم القانون الجديد من مجلس الوزراء الا ان الموتورين اعادوا قراءة القانون السابق واعترض الرفيق ابو داوود مطالبا بقرءة القانون المعدل الا ان الموضوع اجل الى جلسة اخرى ونام مع اصحاب الكهف منذ عام 2009 ولحد الان وظل في طامورة مجلس النواب الموقر


5 - ردود
محمد علي محيي الدين ( 2011 / 8 / 19 - 23:22 )
الاخ نبيل الربيعي
اكاداجزم ان السجناء السياسيين الحقيقيين لم تنجز معاملاتهم لحد الان بل انجزت معاملات المزورين وغير السياسيين من احزاب معروفة تهيمن على المؤسسة وخليها سكته
الاخ علي حسين
عاشت ايدك هو هذا السبب في امتناع الححكومة الوطنية عن منح السجناء الوطنيين حقوقهم التي اقرها القانون بل اعطيت هذه الحقوق لمن سجنوا لاسباب جنائية

اخر الافلام

.. اعتقالات وإعفاءات في تونس بسبب العلم التونسي


.. تونس– اعتقالات وتوقيف بحق محامين وإعلاميين




.. العالم الليلة | قصف إسرائيلي على شمال غزة.. وترمب يتعهد بطرد


.. ترمب يواصل تصريحاته الصادمة بشأن المهاجرين غير الشرعيين




.. تصريحات ترمب السلبية ضد المهاجرين غير الشرعيين تجذب أصواتا ا