الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإستغراب

واثق الجلبي

2011 / 8 / 18
الادب والفن



بعد سقوط بغداد على أيدي المغول إزدادت حدّة المشاكل التي مرّ العرب والمسلمون حتى وصل الأمر إلى حدّه بدخول القرن الحادي والعشرين فبعد إنتكاس الحضارة المتمثلة ببغداد أصبح من العويص جدا الدخول وسط الزحام الكثيف من المنظومات الفكرية والثقافية الدخيلة على مجتمعاتنا فلم يصل بنا أن نستورد الأحذية والملابس الداخلية وسجادة الصلاة بل كان للفكر الغربي اليد الطولى في سوقنا زرافات ووحدانا من دون أن نشعر إلى ثقافته المتشعبة الجزافية حتى وصول المستشرقين الذين ملأوا بأفكارهم مكتباتنا وعقولنا ...هذا لا يعني أني ضد الإستشراق فالمستشرقون أثروا المكتبة العربية والإسلامية بالكثير وجاءوا بأدلة كانت أمامنا دون أن نراها وفق طرق تحليلية ومنهجية رائعة حتى أن الحلاج البغدادي كانت كلماته مدّوية على يد ماسينيون الذي أخرج الحلاج إلى الحياة من جديد فأصبح كتابه منهجا قيّما ومصدرا مهما للقارئ والباحث والمثقف.
جهلنا بتراثنا يعد أزمة حقيقية نظرا لشيوع الثقافة الغربية وترسخها في الوعي الثقافي ..وهذا ما أفسح المجال للإستشراقيين أن يستشر قوا كيفما أحبوا ..
هنا نشأ علم الإستغراب في مواجهة التغريب الذي صاحب الإنفتاح الحضاري فشهدت من العربية ذوبانها عند الناطقين بها ونحن في هذه المحنة القاسية المرتبطة بتشتيت المفاهيم الغربية ضيّعنا أصالتنا المرتبطة بالهوية.
كان الإستغراب الوجه المناقض للإستشراق حيث كان الإستشراق نظرة الغرب للأنا الشرقية فالإستغراب يساويه( بالقوة) ويعاكسه بالإتجاه وكان ذلك حتما لفك العقد التاريخية بين الأنا والآخر .
كان المد الإستعماري يشكل العنفوان الأكبر للإستشراق لمص المعلومات التاريخية والدينية والإجتماعية للدول المحتلة ولقد شكلّ حلقة الوصل كبرى أدتّ إلى شيوع ثقافة الإستشراق على نطاق واسع في المجتمعات الأوربية والعربية والإسلامية على حد سواء.
الإستغراب في الوقت الراهن يشكل حركة موازية وكعملية دفاع عن (الثقافة) وعن النفس ولو أنه جاء متأخرا عن التيارات الإستشراقية علما أن الإستشراق قد ولد تقريبا في بداية النهضة الأوربية الحديثة أي في القرن السابع عشر..هذه النظرية المضادة لا من الإهتمام بها ورفدها بالمكونات الثقافية والتاريخية للحيلولة دون التماهي حد التحول التام ولو أن الأمر سائر نحو الكمال ولكن بالمقدور المتوفر من الدراية والثقافة والحكمة الموجودة لدن بعض المثقفين العاملين على هذا المشروع أن يصير الأمر إلى شئ آخر غير عملية التحول الثقافي والأيدلوجي والفكري الرهيب الذي أطاح بالكثيرين حتى من المثقفين .
لا نريد من مثقفينا وفلاسفتنا أن يصبحوا مادة غربية جاهزة للنقد والتحليل والسخرية بل أن نعيد التوازن الفلسفي والتاريخي لا نريد فرض الفلسفات الأوربية وسوقها إلى المثقف والفرد الشرقي الملئ حدّ التخمة بمشكلاته الموروثة وحجم الصراع الرهيب والتصدع الفكري الثقافي ثم العقدي لدى جيل طالع لا يؤمن بشي ولا يدرك من أهمية عملية ضياع المدرك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلتب متوهج ومشع ثقافة
عبد الله صقر ( 2011 / 8 / 18 - 16:32 )
متوهج كالعادة مفعم بأصلة بلاد الرافدين , تشع ثقافة من بين الحنايا , أبن بار بوطنه حمل هموم الوطن على أكتافه , يا إبن العراق الحر ثق من أن الاوطان سوف تتحرر من الطغاة قبل المحتلين , أننا حين نتكلم عن الوطن إنما نحاكى حضارتنا من النيل للفرات هنيئا لك كل ماتكتبه , لك منى ومن أبناء مصر ملايين التحايا ولشعب العراق الحر .

اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح