الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تل الزعتر، المسلخ، الرمل، ... الفاعل واحد

مسعود محمد

2011 / 8 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تل الزعتر والمسلخ اسمان يصعب محيهما من ذاكرة الشعبين اللبناني والفلسطيني، انهما مخيمان شاهدان على بؤس الشعب الفلسطيني، كانا في عمق ما كان يسمى حينها (المنطقة الشرقية) شرق بيروت. العام 1975 لتسهيل مؤامرة تقسيم لبنان الى محاور وكانتونات متصارعة، سهل الجيش السوري الذي كان موجود في لبنان كقوات ردع لفصل المتقاتلين وحماية المدنيين من المجازر المتبادلة، دخول قوات الجبهة اللبنانية (تحالف أحزاب مسيحية) الى مخيمي تل الزعتر والمسلخ لتطهير الجيب المسيحي من أي تواجد فلسطيني، فكانت نتيجة ذلك الدخول مجزرة تطهير عرقي، وديني، بشعة اقشعرت لها الأبدان. النظام السوري الذي عاش كل عمره على كذبة دفاعه عن قضية العرب الكبرى فلسطين، في الوقت الذي لم يقدم شيء لتلك القضية سوى تفتيتها، وتقسيم صفوفها، واضعافها، يبدو انه مزعزج من وقوف فلسطينيي مخيم الرمل باللاذقية الى جانب اخوانهم من الشعب السوري المنتفض لحريته وكرامته، وقد برز ذلك الرفض بداية في مخيم اليرموك، عندما تصدى اهل المخيم، لشبيحة سوريا في الفصائل الفلسطينية، ورفضوا استخدامهم من قبل النظام السوري بمواجهة الشعب السوري. فقرر النظام السوري توجيه رسالة مغلفة بالنار والحديد لرافضي هذا الاستخدام. منذ أيام وشبيحة النظام السوري يستمرون باطلاق النار العشوائي على الأحياء السكنية في حي الرمل الجنوبي في اللاذقية، مما تسبب بمجزرة حقيقية وهروب آلاف الفلسطينيين من منازلهم ليهيموا على وجوههم بنكبة جديدة، وكأن التهجير صار قدرا للفلسطيني. ياسر عبدربه أمين سر منظمة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وصف الهجوم العسكري على المخيم بجريمة ضد الانسانية وقال " ان القصف يجري من خلال البوارج البحرية والدبابات على بيوت من الصفيح وعلى اناس لا مكان لهم يلجأون اليه. المضحك المبكي في الموضوع نفي الفصائل الفلسطينية العشرة المقيمة في سوريا قصف المخيم، وادانتهم لتصريحات الأنروا التي أعلنت عن قلقها من الوضع. يبدو أن الفصائل الفلسطينية العشرة تعيش حالة كوما، وهي مازالت تحت تأثير الأشهر الأولى لحكم بشار الأسد التي وعد فيها بربيع ما لبث أن تحول الى شتاء قارس، عندما لجأ الى الاعتقال، وأساليب الحكم البائدة. الفصائل العشر وضعت نفسها ضمن جوقة النظام ومتزلفوه، الذين يعملون ليل نهار على انتاج شعارات وخطابات لتعظيم دور الرئيس السوري بشار الأسد، دون أن ينتبهوا الى أن كل العالم قد أدان شراسة النظام السوري في التعامل مع المتظاهرين السوريين بما فيهم حليف سوريا الثابت روسيا. ايران أيضا تسرب منها دعوات غير رسمية عبر بعض الصحف، للنظام السوري بالمسارعة بالاصلاحات. شعاري العدوانية وانتهاك حقوق الانسان لم يعودا حكرا على دولة اسرائيل، فلقد تفوقت سوريا عليها بعدوانيتها تجاه شعب أعزل يطالب بحريته، وتحول رئيسها الى رمز من رموزالاضطهاد والقمع في المنطقة. البلاغات اللغوية لن تساعدكم في اخفاء تلك الجرائم ولو عظمتم الحاكم وحسنتم صورته بكلمات وصفية في نظام متماسك من القواعد التي تحكم الحديث باشكال يمكن استيعابها، وتسهيل تواصلها. استخدموا بلاغاتكم لنصح الرئيس السوري بالاستماع الى صوت نواعير حماه المليئة حرية وحياة، ونسيم مساءات حمص التي تهب بحرية لا تقيدها حواجز. انصحوه بزيارة درعا والاعتذار من أمهاتها، وليذهب الى الرستن، والبوكمال، ويتناول فطور رمضان في مخيم الرمل، ويستمع الى رأي أهلها بممانعته. انصحوه بالتخلي عن العنف والعودة للأعراف الانسانية والسلوك السياسي العام المقبول من الشعب والمجتمع الدولي. أخرجوا من أوهامكم، وقولوا الحقيقة كما هي، النظام السوري يستخدم أقصى درجات القمع والعنف بوجه شعب أعزل، ولقد سبق الأسد بعدوانيته، وشراسته، اسرائيل بمراحل. ان السبيل الوحيد لانتهاء أزمة النظام السوري لا تكون بجمل بلاغية تنكر عدوانيته، بل تكون بمحاسبة ومعاقبة المسؤولين عن الارتكابات والجرائم، واطلاق سراح جميع المعتقلين السابقين والحاضرين، ووقف اطلاق النار على المتظاهرين، ووضع دستور جديد يسمح بالتعددية والحرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف