الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضرورة تشكيل اطار كوردي خاص في سوريا!

محمد محمد

2011 / 8 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


من خلال الاطلاع على مجرى العلاقة بين أطر المعارضة السورية المتنوعة وبين أحزاب ومجموعات الحركة الوطنية الكوردية في سوريا منذ السنوات الأخيرة والى الآن أي منذ قدوم الظرف الموءاتي المأمول، يتبين للكثيرمن المهتمين والمتابعين الكورد، بأن أغلب هذه الأحزاب الكوردية تنضم شبه أوتوماتيكي تنظيميا وسياسيا منقسمين الى تلك الأطرمن المعارضة السورية الأخرى كاعلان دمشق، وهيئة التنسيق الوطنية للتغييرالوطني الديمقراطي بالاضافة الى انضمام بعض المجموعات والأشخاص الكوردية في الخارج الى جبهة الخلاص السابقة فضلا عن وجود تهافت ولهاث مجموعات انشقاقية وأفراد ساعين بكل رخص للركض وراء أدنى اشارة من بعض المعارضين والمتاجرين السوريين خصوصا في الخارج أيضا، هكذا وحتى دون تبني تلك الأطر لمواثيق بايجاد حل عادل لمسألة الشعب الكوردي بعد التغيير!
واضافة الى سلبية ذلك الانكار يتعزز ايضا في سياق هكذا الانضمام العشوائي الانطباع والاصرارعلى أن هناك فقط شعب واحد في سوريا وسوف يؤدي ذلك الى فقدان تمايزوكينونة الكورد كشعب ذي خصوصية قومية في سورية وبالتالي سوف لم يتم حل مسألته وفق القوانين والمواثيق الدولية المعنية على أساس ادارة أو حكم ذاتي أو وفق صيغة فدرالية معينة أو حق تقرير المصير، بل ربما فقط عبراعتبارالمواطنة والسماح بممارسة بعض الحقوق الثقافية والاجتماعية المحدودة والمشاركة ببعض المندوبين الكورد في مجلس الشعب وفي مجالس المحافظة والبلديات وغيرها. حيث هناك احكام مسبقة ومساعي حثيثة من قبل أغلبية أطراف المعارضة السورية كما هي لدى النظام السوري بتقزيم وتهميش وجود وحقوق الكورد المشروعة، واعتبار وجود شعب واحد فقط في سوريا.
بينما في الواقع ووفق قاعدة خصائص ومقومات القومية والشعب، تتوفر لدى الكورد في سوريا تلك المقومات من لغة واحدة، مصالح وارادة مشتركة، ملامح وعادات وتقاليد متشابهة، تاريخ مشترك وكذلك لايزال يشكل الكورد أغلبية ساحقة في مناطقهم التاريخية هناك.
أمام هذا الواقع وفي ظل هذه المرحلة الذهبية والمصيرية التي خلالها تنتفض الشعوب السورية ضد الدكتاتورية والفساد والشوفينية متأملة احداث تغيير ديموقراطي حقيقي في سوريا، ينبغي على أحزاب ومجموعات ونخب الحركة الوطنية الكوردية وبأقصى مسؤولية أن تحد من ذلك الانضمام التنظيمي الآلي الى أطر المعارضة السورية، بل أن تؤلف معا اطارا تنظيميا وسياسيا كورديا واحدا مؤمنا بوجود الكورد كشعب يقيم في مناطقه التاريخية وبما يترتب على هذا من استحقاق مشروع، ومن ثم ليشكل هذا الاطار مع أطر المعارضة السورية الأخرى لجانا أو مجلسا معينا ليتم عبر ذلك لدى الحاجة تلاقي ممثلين عن الاطار الكوردي هذا وممثلين عن أطر المعارضة السورية الأخرى بخصوص الجهود والمساعي المشتركة لاحداث تغيير ديموقراطي حقيقي ولكن بعد التبني والاعتراف الصريح بايجاد حل مستقبلي عادل لمسألة الكورد كشعب ايضا في سورية.
كما أنه في هذا السياق هناك أهمية قصوى أيضا بضرورة تواصل وتفاهم ممثلي أحزاب ونخب الحركة الكوردية المكافئين والمحددين مع المؤسسات الحقوقية المدنية والرسمية الديموقراطية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وليس بشكل فوضوي وتجاري كما يحاول ويحوص بعض الأفراد والذين يضرون بذلك المسألة الكوردية وحتى الاستراتيجية الغربية أيضا .
في هذا الاطار يجدر الاشارة الى أنه بقدر ما يتشبث به الكورد بحقوقهم المشروعة بقدر ما ستضطرأطراف المعارضة السورية الى الاعتراف بالحقوق القومية والادارية المشروعة للشعب الكوردي، لأنها تعلم جيدا بأن انكار ذلك سيجلب رفض غربي حتمي وبالتالي سوف يتعذراحداث تغيير جدي في سوريا ايضا.
لذلك من الأهمية والمسؤولية الكبيرتين خصوصا في هذه الفترة المصيرية الحساسة، هو ان تعمد أطراف ونخب الحركة الوطنية الكوردية على التمسك بالثوابت الشرعية لهذا الشعب بصوت واحد وباطار تنظيمي وسياسي واحد والحد من التسرع والتهافت لدى البعض الذين يرتكبون جريمة تدني مطالب حقوق الشعب الكوردي أمام بعض أطر المعارضة السورية او السلطة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-