الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازدواجية معايير (حكومتنا) (الوطنية)

جواد وادي

2011 / 8 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


إنه ربيع زاهر حقا هذا الذي احل علينا من الأرض العربية الثائرة لنشهد قبل مغادرتنا لهذه الدنيا سقوط عروش الظلم والطغيان الواحد تلو الآخر لتقر عيوننا بعد أن يكتمل مسلسل الانهيارات السريعة ونشهد مصير القتلة الذي ابتدأ بسقوط الصنم العراقي ولا ندري بمن سينتهي، ربيع رفع رؤوسنا وأعاد هيبتنا وأجاب على العديد من الأسئلة التي كانت تجثم على أنفاسنا وتخنقنا طيلة نصف قرن وما يزيد بحيث لم نعد نعرف من حياتنا غير القتل والتصفيات والسجون لأتفه الأسباب والهروب من سياط الجلادين وهجرنا الوطن والأحبة دونما ذنب أو خطيئة ارتكبناها سوى أننا كنا نرفض التصفيق للجلاد وأن نتحول إلى كتبة تقارير كيدية لمحو الناس من أجل بقائنا ورضا القتلة علينا وكسب حفنة من المال المندوف بالخيانة والخزي والعار، ناهيكم عمن بقي يجتر شعارات الفاشست داخل الوطن خوفا من أن تلاحقهم ماكنة القتل.
لماذا كل هذا الفتك وهذه الدماء التي ذهبت هدرا والتي وصلت بضحاياها إلى الملايين في عراق الوحدة والحرية والاشتراكية بنظرة شوفينية متخلفة على وجه التحديد لتمتد على رقعة الوطن العربي المنكوب بهؤلاء المخبولين الذين لا يتوانون في استمرار الفتك حتى وان لم يبق سوى القلة من كلاب الحراسة والمحيطين بهم وليذهب الكل للجحيم. وحتى العدد الهائل من النخبة المثقفة بكتابها وإعلامييها التي تحولت إلى بوق للنفخ في قربة الحاكم الظالم الغبي والمحيطين به من أزلام قتلة وموغلين في الفتك، من هؤلاء المثقفين من سعى مرغما للخلاص من غياهب السجون وبالتالي ارتمى بأحضان سلطة القمع المخيفة، رغم أنهم غير معفيين من المسؤولية، ومنهم من تطوع عن طيب خاطر لان يتحول إلى واجهة إعلامية لتبييض وجه القائد الأرعن والنفخ في قربته البلهاء وهؤلاء ينبغي محاسبتهم بشدة وما ارتكبوه من إثم كبير.
وبعد كل هذا الخراب ومسلسل البطش ماذا ربح المجرمون؟
ها هم ينالون جزاءهم الواحد بعد الآخر ويواجهون من المهانة ما لا ترتضيها بهائم البرية على نفسها فهل تكون أعظم الدروس للقادمين من المغامرين والطغاة.
بدأت بمهانة طاغية العراق وما آل إليه مصيره المحتوم لتنسحب من بعد رحيله غير المأسوف عليه، على زملاء الأمس من طغاة وقتلة أخذ المد الجماهيري المبارك يطيح بهم تباعا. فمن ترنح جسد اللعين صدام على مقصلة المصير المحتوم إلى خروج مبارك في قفص الاتهام مكللا بالعار محاطا بولديه وبطانة المجرمين الذين عبثوا بأمن المصريين وأموال الفقراء ممن يتضور جوعا ولم يجد مأوى يحميه هو وأسرته من عوادي الحرمان والتشرد وظل أقطاب الحكم يصولون على هواهم في نهب خيرات ساكنة القبور والباحثين عن سد الرمق في المزابل وحاويات القمامة، إلى هروب طاغية تونس ذليلا ومن ثم محاكمته غيابيا مع أسرته وأقاربه ومن كان يدور في فلكه من لصوص وفاسدين لتدور الدائرة على سفاح ليبيا المعتوه الذي عاث قتلا بالناس وما زال بعد أن بدد ثروة البلاد على التافهين من شاكلته حكاما ومصفقين، لتصل النائبة لمدلل صدام المتخلف، علي صالح، الذي رغم تفحمه جسدا وفعلا لا زال يعبث بالبلاد قتلا ونهبا وخرابا على أمل أن يستمر في الحكم بعد كل هذا الدمار المرعب.
تلك هي عينات تنسحب قطعا على كل الحكام العرب من بعض الخليجيين الذين يظنون خائبين أن بإمكانهم أن يشتروا صمت العالم الحر بأموال البترودولار والطوفان يزحف إليهم وهم في غفلة من أمرهم.
وها هو الحاكم بأمره طاغية سوريا الذبيحة وعصابته البعثية المجرمة، كلهم يشتركون الآن في نحر الشعب السوري الأعزل ويستبيحون حرمات المدن السورية ويهدمون منازلها على رؤوس الشعب الطيب والعالم العربي يتفرج. أما العالم ( الكافر) فهو من يصول ويجول ويستنكر ويعمل المستحيل لإيقاف نزيف الدم الذي بلغ مديات خطيرة ونحن نعلم أن الوجه الآخر لبعث العراق، البعث السوري المجرم، على استعداد كامل بتحويل سوريا إلى مقبرة بكاملها على أن يتنحى عن السلطة وأن يقوم بإصلاحات لأننا وكما أشرنا في مقالاتنا السابقة بأن البعث طينة نجسة لا تطهرها كل مياه العالم السفلي والعلوي. ولا أظن أن الشعب السوري لا يرحب من أجل الخلاص من هذا الفتك الرهيب أن يستنجد بجيوش الشيطان الرجيم الذي هو أرحم بكثير من هؤلاء القتلة المتوحشين فما بالك بجيوش صديقة كانوا يسمونها محتلة وطبلوا وزمروا لإهانة العراقيين بقبول الجيوش الأجنبية التي لولاها لما تخلص العراقيون من بطش صدام وبعثييه المجرمين وهو القائل حين تسلمه الرئاسة في يوم أسود من عام 1979(إن اضطررنا أن نتخلى عن السلطة فسنترك العراق أرضا محروقة بلا شعب)، وها نحن نعيش الآن نتائج تهديده الأرعن. أن التفاهم مع الأجنبي أهون بكثير من التفاهم مع كلاب مفترسة كهذه. أملنا أن يغير ذوو الألسن الطويلة وحاملو الشعارات الجوفاء هذه النظرة وأن يعيدوا ترتيب أوراقهم في فهم الأحداث والنظر إليها بعين المتعقل، وهذا لا يعني أننا نقبل بالمحتل إن لم نكن مدفوعين له قسرا كما قال الشاعر: (كالمستجير من الرمضاء بالنار)، وهل من حل للعرب المنتفضين سوى ذلك وها هم قتلة ليبيا وسوريا واليمن وغيرها يتمادون في الفتك والخراب بعد أن وجدوا من يدعمهم في الداخل والخارج والدم يجري أنهارا دونما رأفة أو تحريك ضمير.
لنصل إلى موقف رئيس وزراء حكوم(تنا) العراقية الذي يبدو انه أصيب بداء النسيان لتقدم عمره، أو لأمر ما، يخفي وراءه ما هو أعظم. إذ ما فتئ قبل الأحداث العربية أن يتشكى من أفعال النظام السوري وسعيه في استمرا رالفوضى في العراق من تمرير قتلة القاعدة المجرمين من عرب إلى فتح معسكرات تدريب لهم وللفارين من القردة البعثيين وبإشراف أجهزة الأمن السورية ومنظمات البعث المجرم وبخبرات الجيش السوري وفتح حسابات في البنوك السورية لتسهيل مهمات القتلة في الفتك بالعراقيين منذ سقوط الصنم لغاية كتابة هذه السطور، إذ ذهب أخيرا نتيجة هذه الأعمال البربرية ومن يتستر وراءها العشرات من الضحايا والنزيف لا زال مستمرا بعد أن بلغ مئات الآلاف واللعنة الأبدية على كل من ساهم في إهدار هذه الدماء الطاهرة. ولم يتطرق السيد المالكي لدول الجوار التي تلعب أخطر الأدوار في الفتك بالعراقيين ومنها سوريا وإيران بمليشياتها القذرة وجيش القدس الذي سوف لن يصل للقدس أبدا، إنما غزاه صمت غريب ليدين ثورة الشعب السوري ويحاول عبثا ترميم جسد الحكم السوري الذي بدأ يتآكل يوميا وبدلا من أن يدين حملات القتل ضد الشعب السوري البطل، نعم البطل، الذي يواجه بصدور عارية أعتي ماكنة دمار ومحو في التأريخ أذهل ببطولته الصديق على السواء مع أزلام الحزب البعثي المجرم وهو توأم البعث العراقي بكل دمويته وبطشه وكأن السيد المالكي لم تحرقه نار البعث الصدامي ليدين هذا ويصمت عن ذاك. راح يدين حالات الشغب ويدعوالحكم السوري الفاشي بإجراء تغييرات وهو يعلم قبل غيره ان هذا الكلام هو مجرد ذر الرماد في العيون بعد أن بلغ نظام الأسد البعثي من نهايته تحت ضربات شعب سوريا الأبي لتخلص المنطقة من البعثيين وشرورهم.
أليست تلك ازدواجية معايير مفضوحة وخائبة ولا تجر إلا الويل على العراق ومستقبل العلاقة مع الشعب السوري الثائر، وما الموقف من ثورة البحرين المنحاز جدا من قبل بعض رؤوساء الكتل العراقية (مع تأييدنا لمطالب الثوار العادلة) إلا دليلا فاضحا على هذا التخبط وغير المسؤول .
لا نريد أن نشكك بمواقف الرجل رغم غرابتها ولعل قناعتنا تدفعنا باتجاه الجارة التي لا نفع من جيرتها أبدا، جمهورية إيران الإسلامية التي قد تكون هي من أوعزت لرئيس وزراء دول(تنا) لان يصرح بهكذا دعم لنظام متهالك ولا مبرر أبدا لإسناده، ومن ناحية أخرى تلعب دورا تخريبيا في العراق مبروك عليهم (إيرانهم) هذه.
أليس على السيد المالكي أن يكون أكثر تعقلا وأن يضع مصلحة العراق والعراقيين فوق كل اعتبار؟ خصوصا أن كلاما غير مسؤول يصدر من مسؤول أول في الدولة العراقية سيترتب عليه ضرائب باهظة سيدفعها العراق والعراقيون لا السيد المالكي ولا المغرمون بولاية الفقيه. وسنرى نتائج هذا الفعل وشروره لاحقا........................
[email protected]













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ