الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يشتري أسناني

واثق الجلبي

2011 / 8 / 19
كتابات ساخرة



يتحفنا الغرب بين الآونة والأخرى بأشياء تبعث على الدهشة والإستغراب فمن الصحون الفضائية التي كانت تظهر في أمريكا فقط واختفت فجأة إلى الصناعات والإبتكارات المتنوعة والموديلات والأزياء والألوان التي تطلى بها الأظافر وصولا إلى بيع ملابس الفنانيين والساسة والإحتفاظ بأعضاء العباقرة ولكن المسلمين سبقوا هذه الأمة الغربية بالاحتفاظ ببعض آثار عظماء الأمة الإسلامية كالنبي الخاتم وسيف الإمام علي وحمزة سيد الشهداء وبعض ألبسة الخلفاء الراشدين والصحابة الأجلاء وعمائمهم ولكن الأمة الإسلامية تعد هذه الآثار من الكنوز التي لا تقدر بثمن أبدا عكس الأمة الأوربية التي تبيع بعض آثارها كلوحات أشهر الفنانيين وألبسة الراقصات الداخلية والخارجية وأدوات الزينة ولكن قبل أيام تم بيع أسنان رئيس الوزراء البريطاني السابق تشر تشل ب(24)ألف دولار فقط لا غير ولا أدري أين كانوا يحتفظون بها وعند من؟ وهل كانت في المتحف أم في منزله أم في المقبرة التي دفن فيها ؟ ولماذا باعوها الآن؟
هل إحتاجوا لثمنها ؟ هذه الأسنان لم تفد تشر تشل في حياته ولكنها أفادت عائلته بعد هذه السنوات الطويلة..
أسئلة كثيرة تطرح هنا ماذا يفعل بها من إشتراها ؟
وماذا يبتغي منها؟
هي بلا شك للمفاخرة لا أكثر ..هنا يجب علينا أن نفكر مليا في عظمائنا وأن نبحث عنهم ونحتفظ بملابسهم وأدواتهم الشخصية ولكن لن يكون تفكيرنا ماديا لأننا لسنا أصحاب حضارة مادية كما هم الغرب ...
لا نعرف ماذا سيبيع الغرب في قادم الأيام هل سيخرج عظام الملوك والأمراء والكونتيسات ؟ أم سيخرج للعيان ملابس الخدم والحشم ثم يظهر ملابس عليّة القوم فيما بعد زيادة في التشويق والإثارة ..
حتما إن إبراز مثل هذه الأشياء تعد ظاهرة يجب التوقف عليها وتحليلها منطقيا ونفسيا ولا بد من الإشارة إلى فلسفة مهمة لدى الغرب وهي الفلسفة المادية التي عرفوا بها منذ أمد بعيد نتيجة لظروف معينة جعلت من الفلاسفة الغربيين يرمحون تجاه هذه الفلسفة المادية التي وجدت بعد هذه الفترة فرصة لبروز رأسها لدى الجانب الشرقي من المعادلة الحضارية ذات البعد الروحي البحت بعيد عن الماديات وهذا ما ينظر إليه بقوة في أيامنا الحالية وأضحينا نبتعد عن روحية الأشياء بسبب الحروب والإحتلالات وأنواع الحصار والغزو الثقافي المتنمر والمستمر وهذا ما يغفل عنه البعض فأمسى الشرقيون ينافسون الغربيين في الإتجاهات المادية وهو بهذا ينسلخ شيا فشيا عن ماهيته الحضارية والفكرية والثقافية ..
لا بد من فلسفة الشرق أن تعود وبدماء جديدة متنورة فظاهرة بيع الأسنان لا يجب أن تمر دون وقفة جدية منا ولا أعتقد أن من إشترى هذه الأسنان سيتبرع بها إلى من فقد أسنانه ليهضم الطعام جيدا أو إنه سيضعها على الرف أو سيقوم بصنع مكتبة خاصة غريبة الشكل ليشاهدها علية القوم أو سيقوم بفتح جناح خاص ليلقي عليه الناس أضواء تلهفهم بالدولار وهو بهذا يجني ثروة (مادية) بالإضافة إلى الصحافة والإعلام لتوارثها كابر عن كابر وهو بهذا يحافظ على ثروة قومية وأنا أنصح الأخ الذي إشترى الأسنان (التشرتشلية) أن يقوم بغسلها بمعجون أسنان خاص للمحافظة على هذه الثروة...بعد أن يخلصها من التسوس إذا كان التسوس أخذ منها مأخذه كما هي حال أسناني التي لا أظنه يرغب بشرائها ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح