الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة ديمقراطية أم انقلاب يميني ؟

شبلي شمايل

2011 / 8 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


إهداء إلى غيفارا حوران وشهيد الثورة الديمقراطية معن العودات
منذ بدأت الثورة التونسية والمصرية، كان رد شيوخ الوهابية السعودية (دعوها فهي فتنة)، أما المؤسسات الأمريكية فقد دفعت مبالغ من المال لمجموعة من السوريين في بيروت واستوكهولم وواشنطن لتوجيه السهام نحو سورية، ومن جهته لعن القذافي كل من يقف مع الثورات وقالها بصراحة أنه مع بن علي بل وآل سعود ضد الشباب. في حين وقف أمير قطر مع الثورة حسب تعريف آل ثاني لها، ثورة عشائر وقبائل ومجالس ومؤتمرات وسفارات ومنظمات البلكونة، أي باختصار شديد، خذوا ما جاء من الأمير واتركوا ما جاء من العبد الفقير.
سعى فيلتمان لتحديد الخسائر في تونس فاستلم المرجان الخارجية وترك الغنوشي رئيسا للوزراء وسلم الأمن الداخلي للصف الثاني وبدأت الثورة المضادة في تونس. في مصر تسلم العسكر الأمر وتخلصوا من الأسماء القذرة ولكنهم تركوا كل اتفاقياتهم من الغازية إلى الكامب ديفدية، وبدأ الإسلام السياسي معركة إرفع رأسك أنت مسلم (أو إخفض رأسك إن لم تكن مسلما؟) التي تذكرنا بالشعار الإنتخابي الديماغوجي (الإسلام هو الحل؟) الذي طرحه الأخوان المسلمين في مصر ثم عاد يدافع عنه راشد الغنوشي والآن يستحضره السلفيون في حديثهم عن الثورة السنية ضد الرافضة والنصيرية.
من جهة العلاقات والتحالفات والعداوات، بدأت الإتصالات بين الإسلاميين الإخوان والإسلاميين بتوع آخر زمان نمط العبدة والخرقرق (زيادة) والغضبان الذين التحفوا حقوق الإنسان أو إعلان دمشق أو جبهة الخلاص أو مراكز بحث وهمية من أجل بناء تحالف بينهم وبين حلفاء واشنطن من مختلف الألوان محافظين أو ليبراليين جدد. مؤتمر أنطاليا كان الغطاء لكل هذه الخليطة وجرى تمويله خليجيا (شويه سوريين وبرشه خليجيين). وهكذا صار هناك مجلس أركان نظم الإتصالات بالأمريكان وسلم الخارجية لجماعة واشنطن وطمئن الصهاينة وفضح مشاركة الإيرانيين وحزب الله في الحرب على الشعب ولعن أبو الفرس والرافضة والصابئة والمجوس وتلقى العديد منهم بطاقات سفر ومرتبات مفتوحة. نظمت الجزيرة دورات لبعض الشباب المختارين ووضعت إدارة الجزيرة قائمة الأساسيين بالتنسيق مع السفارة الأمريكية في قطر: الشلبي، سعد الدين، سفور، زيادة، العبد الله، قربي، الخلف، إعلان دودو.. و...الغليون مادام يطالب بالتحالف مع كل من هو ضد الأسد. ثم يجري صرف الصدقات من حين لآخر للتمويه فتنال الزكاة دليلة وعيطة ومناع وقضماني من وقت لآخر. لقد كلفت الخارجية الأمريكية مديري القنوات في الجزيرة والعربية بدعم كل من هو أمريكي أو متحالف أو إسلامي قابل للتطويع، ومن شروط حسن السلوك والسيرة وضع مجلس التعاون الخليجي خارج رياح الثورة. وحسب تعبير خبير بريطاني في شؤون الشرق الأوسط (كما أطالت حرب أفغانستان عمر العائلة السعودية، سيؤخر تصدير المذهبية أية إصلاحات في الخليج)
منذ الشهر الثاني (الجزيرة مباشر) تنظّم تدخل أشخاص يطالبون بالكفاح المسلح ويُطلب من المذيع عدم المقاطعة، منذ الشهر الأول أيضا تحليلات حول السيناريو الليبي كمخرج وحيد، ترانيم من أجل تدخل ناتو، حتى جماعة أنطاليا التي تحمل طربوش حقوق الإنسان عند الطلب تطالب باسم حقوق الإنسان ويا للمسخرة، بتدخل أجنبي وعقوبات اقتصادية وفصل سابع وحق الناتو بالتدخل في أي مكان إن كان عدد اللاجئين لأحد بلدان قد وصل إلى عشرة آلاف لاجئ (على ذمة الدلوعة عياد التي قرأت قواعد حلف الناتو حسب صحيح عمار وبهية).
لماذا تصر كلينتون على عقوبات اقتصادية نفطية وتصر على الفصل السابع في شأن سورية ويستجيب لها نادي واشنطن السوري وفطاحلة أنطاليا والإخوان المسلمين؟ هل لأنهم سيضعون وجود جماعة واشنطن في أي حكومة أو قيادة جيش قادمة شرطا لرفع أية عقوبات أم لكي تضمن واشنطن من اليوم قبول الشروط الإسرائيلية لرفع سورية من قائمة الإرهاب والعقاب؟؟
لماذا تجري عملية استنفار كل الأنظار إلى سورية؟ لماذا لا يتحدثون كفاية عن ثلاثين ألف ليبي ماتوا بفضل أفكار التدخل الخارجي والتسليح ومليارات تدفعها الإمارات وقطر من أجل تغطية تكاليف جنود الناتو، ماذا في جعبتهم عن القمع في البحرين؟ هل يريدون تغيير الرؤوس والتحالفات وترك العفن وبائعي القناعات؟ أسئلة كثيرة تتكرر في الذهن كلما فتح المرء التلفزيون ليتابع أخبار بلده. يهرب المرء من حالة القرف التي يخلقها الإعلام السوري فيقع في فخ القرف الجديد الذي يخلقه إعلام الخليج الموجه إلى سورية. ورغم أنني أدعي أنني بتواصل يومي في الساحة وقد أنضم للمعتقلين أو الضحايا في أي لحظة، إلا أنني أشعر أحيانا أنهم يتحدثون عن بلد غير بلدي. لقد كنت بينت معالم مشروع قناة الجزيرة في مجموعة مقالات قبل الثورة العربية، اليوم ألاحظ بأنني كنت جد مهذب ولم أتطرق لدور الجزيرة كقوة تشويه وإعطاء صور غير صحيحة عن السياسة والسياسيين تحت مبدأ سهل ممتنع يقول: إن حاولت صنع مئة شخصية تريد بيعها في السوق ونجحت في صناعة عشرة فهذا انتصار كبير.
نعود لموضوعنا، هل يمكن أن ينتصر التحرك اليميني بمساعدة السعودية وقطر وأردوغان في تحويل مسار الثورة إلى تحرك يميني يخضع سورية للسيطرة الأمريكية؟ يبدو أن بطاقات السفر إلى اسطنبول محجوزة كلها وفي أقل من 72 ساعة سيعلن من هناك بفضل الأنطاليين مجلس انتقالي على النمط الليبي وربما حكومة ظليلة قاتمة كأعضائها من أجل الرد على كلينتون التي تقول لا يوجد طرف سوري محاور: نحن جاهزون، شلبيون تحت الطلب قبل أن يكنسنا شباب الثورة فنبقى عندكم "حكومة لاجئين".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران