الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوة الأعداء

كامل عباس

2004 / 11 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الإخوة الأعداء
هناك نغمة جديدة في سوريا تصدر عن سيمفونية مثقفين ذوي أصول إسلامية وقومية وشيوعية , جوهرها الغمز واللمز من قناة الإخوة الذين أصبحوا أعداء بعدما انقلبوا على ثقافتهم وماضيهم وأصبحوا يروجون للزمن الأمريكي , يهمنا هنا في حدود مقالنا الشيوعيين السوريين الثابتين على مبادئهم , المدافعين عن معسكر الطبقة العاملة وحلفائها الطبيعيين بوجه معسكرالأمبريالية لأمريكية وحليفتهاالصهيونية
غريب أمر هؤلاء الذين يتوهمون أنهم شيوعيون ثوريون بامتياز والشيوعية منهم براء , فالشيوعية الحديثة أقرب الى العلم وأبعد ما تكون عن الثوابت . هل يُعقل أن ينظرالشيوعي الى ماركس بوصفه صاحب رسالة لها نظرية متكاملة كما ينظر المسلم الى النبي محمد وقرآنه الصالح لكل زمان ومكان . وباب الاجتهاد مفتوح عند الجهتين على أرضية الثوابت !!
هل يعقل ان يروج الشيوعيون لديكتاتورية البروليتاريا التي قال بها ماركس في ظروف كانت الطبقة العاملة فيه تحتاج لذلك الفهم في حين لم يبق التطورالحديث من بروليتارية ماركس الا القليل وقد أحل محل العمال وراء الآلات أجهزة التحكم .
هل يُعقل أن يروج الشيوعيون للعنف الثوري في هذا العصر وهناك من القنابل الحديثة ما يحول هذا الكوكب بكل حضارته الى ركام بدقائق فيما لو انفلتت تلك القنابل من عقالها ؟
وإذا كانت جوانب عديدة من نظرية ماركس ما تزال صالحة في عصرنا , فهل يصح هذا على النبي الثاني عند الأحزاب التي تصر على هويتها الماركسية اللينينية . لقد عد لينين مطورا للماركسية والحياة قالت كلمتها بهذا الخصوص حيث كان مجمل نتاجه النظري والسياسي خطوة الى الوراء قياسا بنتاج ماركس وفي مقدمته ضرب الامبريالية في الحلقة الأضعف والذي كان السبب في رفعه عند هؤلاء الشيوعيين الى مرتية النبي وسبب دمغ أحزابهم بتلك الدمغة (الماركية اللينينية )
بدلا من ان يعكف الشيوعيون في كل مكان على إنتاج نظري سياسي جديد يواكب روح العصر يفكر العديد منهم على طريقة السلفيين في الأديان وخاصة بالنسبة لأمركا ولا يستطيعون أن ينظروا اليها نظرة موضوعية بعيدة عن الكره الذي تربوا عليه حيالها في السابق , وهي بنظرهم نمر من ورق ومأزومه اقتصاديا وتصدر أزمتها الينا عسكريا . والحقيقة أن امريكا دولة حضارية متطورة وديمقراطية حقا في داخلها ولها مشروعها الكوني القائم على مصالحها الخاصة . يدفعني الى تكرار الكتابة بهذا الموضوع خطورة ما يروج له أنصار اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين في سوريا الذين ينادون بالمقاومة الشاملة من أسفل الى أعلى ضد الأمبريالية الأمريكية ويطالبون بتوزيع السلاح على المتاريس من أجل ذلك . وفي ذلك لو تم دفع سوريا الى دائرة جهنم . وتسهيلا وخدمة لمشروع امريكا كي تضربنا باسم الارهاب . وهو طرح متطرف بكل المقاييس ولا يحسب حسابا لتوازن القوى . واي عاقل يعرف ان امريكا انتصرت على الاتحاد السوفياتي بكل اسلحته وجبروته وحلفائه فهل يُعقل ان تهزم سوريا لوحدها أمريكا !!
هل تستقيم مزاودة هؤلاء على الحزب الشيوعي العراقي الذي لم يكن يوما مع امريكا وكان ضد الحرب وقدم قوافل من الشهداء ضد الديكتاتورية في حين كانوا حينها في حضنها . ما من شك عندي في ان الحزب الشيوعي العراقي يكره أمريكا مثلهم ولكنه التقط خيط المتغيرات الدولية ورأى ان أفضل طرقة لمقاومة مشاريعها في بلادنا هي المقاومة السلمية التي تعتمد على الشرعية الدولية وكسب الرأي العام العالمي ومحاولة الاستفادة منه في مواجهة مشاريع امريكا في المنطقة .
.................................................................................

غريب هذا الشرق الى متى سيظل يحاصر فيه من يفكر تفكيرا واقعيا فتُكثر الدعوات لمقاطعته ونبذه لأنه خالف القطيع وفكر بعقله بدلا من غريزته .!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكة “إن بي سي”: إدارة بايدن ناقشت إمكانية التفاوض على صفقة


.. 5 مرشحين محافظين وإصلاحي واحد يتنافسون في انتخابات الرئاسة ا




.. نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي توحي بصعود اليمين في معظم ا


.. اليمين الشعبوي يتقدم في الانتخابات الأوروبية




.. كتائب القسام تستهدف قوات إسرائيلية شرق مدينة خان يونس جنوب ق