الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى العاشرة لرحيل سليمان النجاب

فهمي الكتوت

2011 / 8 / 19
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


مضت عشرة أعوام على رحيل المناضل الكبير سليمان النجاب (ابو فراس) احد رموز النضال الوطني الاردني الفلسطيني، الذي قضى حياته دفاعا عن قضايا الحرية والديمقراطية والمثل الانسانية والعدالة الاجتماعية، للشعبين الشقيقين الاردني والفلسطيني، وفي مواجهة الاحلاف الاستعمارية، وترسيخ استقلال الاردن السياسي والاقتصادي وبناء الدولة الديمقراطية. ومن اجل تحرير التراب الوطني الفلسطيني من دنس الاحتلال، والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في العودة الى وطنه، وتقرير مصيره واقامة دولته على ارض فلسطين، انخرط النجاب منذ أوائل الخمسينيات في صفوف الحزب الشيوعي الاردني، مقدما التضحيات دفاعا عن استقلال الاردن، والتصدي للمشاريع التي استهدفت جر البلاد الى حلف بغداد المرتبط بحلف النيتو، وفي نيسان 1957 اعتقل سليمان النجاب في اعقاب الانقلاب على الحكومة الوطنية التي كان يرأسها الشخصية الوطنية سليمان النابلسي، وامضى ثماني سنوات في معتقل الجفر الصحراوي، متحديا الظلم والارهاب والاستبداد، مدافعا عن قضايا الفقراء والكادحين، وفي اعقاب العدوان الصهيوني عام 1967 وسقوط الضفة الغربية وقطاع غزة في ايدي المحتلين الصهاينة عاد الى الضفة الغربية ليواصل نضاله مع رفاق دربه ضد المحتلين، ويقود التنظيم المسلح للحزب بالتعاون مع الجبهة الوطنية عام ،1973 اعتقلته سلطات الاحتلال الاسرائيلي عام 1974 بتهمة مقاومة الاحتلال، يقول محاميه في صباح يوم الثلاثاء 30/4/1974 اقتربت منه سيارتان مدنيتان، نزل من فيها وجروه الى احدى السيارتين وعصبوا عينيه واعتدوا عليه بالضرب وهم يصرخون في وجهه، اين كنت خلال السنوات الاربع، ليكشفوا عن حقدهم على مناضل عنيد.
اقوى من الجلادين، عنوان كراسة من سلسلة دليل مناضل صدرت عن تجربة سليمان النجاب اثناء وجوده في سجون الاحتلال " وقع في اسر الغزاة الاسرائيليين فساقوه الى اقبية التعذيب.. حاولوا ان يخفوا خبر اسره.. ليتصرفوا بحرية تامة.. مارسوا عليه شتى اساليب التعذيب الوحشية.. لكي يحطموه.. لكي ينتزعوا منه ما يريدون.. عن شعبه.. عن حزبه.. عن رفاقه.. لكنه لم يقل لهم كلمة واحدة مما يريدون.. بل قال لهم كلمات قليلة فقط.. لا يمكن ان تروي ظمأهم للمعرفة، كل ما عندي لاقوله لكم هو اسمي ورقم هويتي ومكان ولادتي، كل ما هو موجود في شهادة الهوية ولا شيء غير ذلك"

وعلى اثر حملة تضامنية عالمية مع النجاب اضطرت سلطات الاحتلال بإخراجه من السجن وإبعاده فورا خارج فلسطين عام .1975 واصل نضاله من اجل تحقيق الاهداف النبيلة للشعب الاردني ومن اجل حكم وطني ديمقراطي، انطلاقا من ايمانه العميق ان نضال الشعبين الشقيقين الاردني والفلسطيني شديد الارتباط، فاي نجاح باتجاه تعزيز الجبهة الوطنية واقامة الدولة الديمقراطية التي تعكس ارادة الشعب الاردني، يعتبرانتصارا للشعب الفلسطيني في نضاله ضد المحتلين الصهاينة، كان للراحل الكبير دور بارز في تعزيز النضال الوطني الفلسطيني، اختير ممثلا عن حزب الشعب الفلسطيني في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بقي وفيا لمبادئه الإنسانية وقناعته الوطنية، واثقا بان النصر حليف المظلومين والمضهدين طبقيا وقوميا ومنهم الشعب الفلسطيني الذي مازال يناضل من اجل حقه في الاستقلال واقامة الدولة الوطنية، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهه من التحالف الاستعماري الصهيوني، فالثورات العربية التي اسس لها مع جيل من المناضلين من ابناء الوطن العربي الكبير التي شكلت تراكما نضاليا ضد الفساد والاستبداد والظلم والاضهاد، اخذت أكلها فقد سقطت الانظمة المستبدة وسقط معها رموز الانظمة البوليسية التي اكتوى بنارها الفقراء والكادحين والمناضلين، ودخل الوطن العربي مرحلة جديدة، مرحلة ما بعد بو عزيزي، مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية، التي تمهد الطريق امام تحقيق ارادة الامة واهدافها النبيلة بالتحرر والاستقلال الناجز سياسيا واقتصاديا وتحقيق العدالة الاجتماعية، التي ناضل من اجلها النجاب ورفاق دربه مع جيل من المناضلين في الوطن العربي، سوف تعكس هذه الثورات ايجابياتها على نضال الشعب الفلسطيني من اجل الاستقلال والتحرر الوطني واقامة الدولة، فالشعارات العربية التي انطلقت من تونس ومصر " الشعب يريد اسقاط النظام" او " الشعب يريد اصلاح النظام" او " الشعب يريد انهاء الانقسام" عمت أرجاء الوطن العربي بما في ذلك الشعب الفلسطيني، مدركا ان وحدته الوطنية تشكل حجر الزاوية في نضاله من اجل تحقيق اهدافه النبيلة التي ناضلت من اجلها اجيال من الشعب الفلسطيني، وهي ملك لملايين الفلسطينيين في السجون والمعتقلات، في الداخل والشتات، في المدن والقرى والمخيمات، لا يملك احد المساومة او التنازل عن حق الشعب الفلسطيني، الشعب الذي انجب الثوار والمناضلين أمثال النجاب سينتصر مهما بلغت التضحيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى الاستاذ فهمي الكتوت
عبدالحميد الدكاكنـــي ( 2011 / 8 / 20 - 01:27 )
تناولك للراحل المناضل الشهم سليمان النجاب اكثر من رائع واسترجاعك ذكراه
في هذا التوقيت بالذات موفق وفي الصميم ولن تغيب شمس الحق الفلسطيني مادام ارضت فلسطين حبلى بالآلاف السائرين على درب الراحل الخالد شكرا
مرة اخرى ودمت


2 - يستحق التكريم
صلاح بدرالدين ( 2011 / 8 / 20 - 05:49 )
شكرا للأستاذ فهمي الكتوت على استذكار احد المناضلين الفلسطينيين الذي تعارفنا وتصادقنا وتواصلنا لأعوام وكان مثال المناضل المبدئي الشجاع يحمل الخلق الرفيع وقد سرد لي ذكرياته في سجون الاحتلال وماتعرض له من تعذيب جسدي ونفسي ولاأخلاقي وكان يردد دوما : صحيح أن الظروف الموضوعية والدولية لم تسمح بحل القضيتين الفلسطينية والكردية على اساس حق تقرير المصير ولكن سنكون نحن واياكم روافع الحركة الثورية التغييرية في المنطقة
تكريم مناضلينا جزء اساسي من الوفاء لتاريخ شعوبنا واحترام حاضرها وابا فراس يستحق كل التكريم

اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ