الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضات شمال افريقيا ضد الاستبداد المشرقي

كوسلا ابشن

2011 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


قدم الشاب الامازيغي البوعزيزي جسده قربانا للحرية الموعودة , الحرية المكبلة باغلال طلاسيم القروسطوية وشعارات البعثوية العابرة للعقول الجامدة المقدسة للذات الاحادية , شرارة البوعزيزي لم تحرق جسد الشاب المرهق بهموم الاقصاء والتهميش والتمييز العنصري , بل احرقت كذلك طلاسيم الاحادية الوهمية المفروضة بميثاق خارجي . شرارة الجنوب التونسي نددت بالسلطة الاستبدادية للحاكم البعثي العربي , نددت بالحكم المطلق الابدي وسياسة الحكرة و اغناء الاغنياء وافقار الفقراء , سياسة التمييز العنصري التي اكتوت شعوب شمال افريقيا بنارها منذ ما يزيد من نصف قرن من سيادة الايديولوجية البعثية الاجرامية على القرارات السلطوية .
قامت الانتفاضة وقدمت شهداء لا من اجل الوحدة العربية ولا من اجل الثقافة العربية ولا الهم العربي , بل اندلعت ضد الاستبداد العربي , ضد التهميش والاقصاء والحرمان ومن اجل تلبية حقوق المواطن بدون تمييز, من اجل الديموقراطية و الحرية .
الظروف الموضوعية المتشابهة في شمال افريقيا , الناتجة عن ثقافة الاستبداد والتخلف , استعجلت بانتقال بركان تونس الى ضياعات ال مبارك واخوه في الاستبداد ال قدافي المهووس بالفكر الشوفيني الناصري - البعثي , من عزل الشعب الليبي على العالم الخارجي واوهمه بالنسب المميزالواحد الاوحد وجعله مادة للتجارب في اساليب التقتيل والتعذيب والممارسات اللانسانية , حقل لتربية البشر على الطاعة العمياء لاوامرالطاغية المستبد .
لم تمهل اللحظة التاريخية للنظام الديكتاتوري الوقت لارجاع ّ القطيع ّ الى الحظيرة كما توهم بالقمع والاعتقالات العشوائية والتنكيل الدموي , بل حسمت المقاومة الشعبية خيار فوهات البنادق للاطاحة برسول العروبة وامام المسلمين وتغيير مفاهيم , الامة والوحدة والخيار الثالث واحادية اللغة والهوية والدين .
الثورة الليبية في طورها الاخير , فساعة سقوط الطاغية ونظامه الديكتاتوري اقتربت مع احراز ثوار ليبيا لانتصارات تلو الانتصارات في كل اطراف البلد واهمها تحرير شباب نفوسا لبلداتهم من سيطرة كتائب ومرتزقة الطاغية ال قدافي , وزحف النفوسيين على المعقل الاخير للشوفينية الناصرية - البعثية ومحاصرته وقطع الامدادات عنه , اصوات الحرية مدوية في سماء البلدات المحررة وعلى طول الدرب المؤدي الى المعقل الاخيرلشيخ الاستبداد العربي في ارض الليبو , تعلن عن سقوط الاحادية والشوفينية العروبية.
شباب نفوسا من ذاق مرارة اربع عقود من الاستبداد والتهميش والاقصاء والعنصرية عقد العزم على القتال حتى النفس الاخير في سبيل التحرر من النظام الفاشيستي وثقافة نكران الاخر , هذا النظام الذي لم يدرك بعد ان ارادة الشعوب لن تقهر , لا بالحديد والنار ولا بالمساومات ولا بالاساليب الملتوية .
ثورات وانتفاضات واحتجاجات شعوب شمال افريقيا اكدت للعالم مرجعيتها المحلية وفلسفتها الحقوقية البديلة لايديولوجية الاستبداد البعثية التي فرضتها سلطة الحركة القومية العروبية بالوكالة ليس بالتضليل الايديولوجي فحسب بل كذلك بقوة القانون الكولونيالي وقوة الاجهزة القمعية , كل ادوات التوظيف الابادية متشابهة , وجهان لعملة واحدة .
الفلسفة الحقوقية البديلة في ليبيا وضعت حد للشعارات الفضفاضة الشوفينية , الامة الواحدة واللغة الواحدة والدين الواحد , فالشباب الامازيغي قدم الغالي والنفيس من اجل اسقاط الشوفينية والاستبداد وتغيير نمط التفكير السائد المعادي للتعدد والديموقراطية والحقوق المدنية , هذا النمط الذي رسخته الثقافة الرجعية العربية عبر الكتاتيب والمدرسة والاعلام والمؤسسات المتعددة ,الثورة الليبية وضعت النقاط على الحروف , بكونها ثورة محلية ومن اجل الشعب المحلي بكل مكوناته .
احتجاجات الشعب اموروكي اعاد للواجهة صراع ثقافة المقاومة ضد ثقافة الخيانة والتبعية , ثقافة المقاومة التي جسدتها المقاومة المسلحة في الريف والاطلس , مقاومة موحا اوحمو الزياني , المضادة لثقافة الخيانة والتبعية التي جسدتها الحركة اللطيفية وعلى رئسها علال الفاسي , الحركة المتعاونة مع الاستعمار الخارجي والمسؤولة على مجزرة الريف الامازيغي 1958-1959 .
المكتسبات النسبية لصالح الامازيغية فرضتها الاحتجاجات والنضال المستمر , رغم الاصوات الشادة المعادية للشعب المحلي المعبرة عن ثقافة الاستبداد ورفض الاخر .
انتفضات شمال افريقيا عبرت عن التضاد للاغتراب الذاتي للعقل المحلي , عبرت عن الارادة في تحرير الثقافة المحلية من التبعية الثقافية والتأثير السلبي ,عبرت عن الطموح في بناء كيان متحرر , مستقل عن الايديولوجيات الاستبدادية والشوفينية المشرقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إحالة
إبراهيم - إسبانيا ( 2011 / 8 / 20 - 02:24 )
كفى من التزوير و الكذب على الذقون؛ إنه الربيع العربي و ليست ثورات شمال إفريقيا؛ كما أكد الكاتب و الباحث الأكاديمي المغربي (الدكتور إدريس جنداري) في موقع الحوار المتمدن في مقال أكاديمي رصين أحيلك عليه على الرابط http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=271557التالي



2 - العلمانية والدمقراطية هي الحل
علماني مغاربي ( 2011 / 8 / 20 - 11:37 )
لمذا العودة دائما الى العنصرية المقيتة والحديث عن الدم والعرق كفانا عنصرية لم تجلب لنا سوى الدمار انظر حولك يا اخي العالم المتحظر لم يعد يلقي لها بالا هذه الترهات التي تتفاخر بها المهم في حقوق المواطنة وتطبيق الدمقراطية الحقيقية


3 - ليست عنصرية بل انتم العنصريون
الشهيد كسيلة ( 2011 / 8 / 20 - 14:16 )
الى رقم 1 ورقم 2

وتحيلنا الى ادريس الجنداري يا حلاوة يا اولاد ... الجنداري كبير القوميين العروبيين
في المغرب وكل أعماله مكرسة لشرعنة الاستبداد وإطالة حكم امير المؤمنين وطمس الامازيغية لغة وهوية وحضارة وتاريخا
اذا تنافختم فخرا وتمجيدا لعروبتكم اعتبرتم ذلك نضالا وروحا وطنية واذا ذكرنا هويتنا بالاسم اعتبرتم ذلك عنصرية

أفيقوا فنح في القرن ال 21


4 - رد على التعليقين
كوسلا ابشن ( 2011 / 8 / 20 - 14:54 )
التزوير هو طمس الحقيقة واحلال محلها اوهام تقدم كحقيقة مطلقة ومسلمة لا تحتاج للنقاش , وهذا هواسلوب المقدس من لا يملك الحقيقة العلمية ,فتصبح طروحاته مطلقة لا جدال فيها
هل الايمان باستقلالية جغرافية شمال افريقيا يعد تزوير؟ هل القراْة العلمية لتاريخ المنطقة يعد تزوير ؟
شمال افريقيا لها جغرافيتها وثقافتها وحضارتها وتاريخها تتميز عن البلاد القريبة والبعيدة وهذا ما تؤكده العلوم وليس الدراسات الجامعية المؤدلجة , الدراسات المتممة للميثولوجيا الاغريقية .
المقال هو رد عن هذه الدراسات التلفيقية والكولونيالية , المطالبة لاخضارع للثقافة الاستعمارية المهيمنة .
النازية كانت تتهم اعداْها بالعنصرية , لانهم ضد تفوق العرق الاري , وهكذا اصبح كل من يدافع عن ارضه وشعبه يتهم بالعنصرية لانه لم يقبل سيطرة السلطة الكولونيالية وهيمنة الثقافة الاجنبية .
العلمانية ليست مرادفة للاعتراف بالثقافة والسلطة الاجنبيتن ولا هي مرادفة لاحسن امة اخرجت للناس ولا هي مرادفة للعروبة .
كنت ولزلت مناضل اممي , ضد العرقية والعنصرية , ولكن امميتي لا تمنعني من النضال ضد كل اشكال الكولونيالية ومن اجل تحرر شعبنا ويقرر مصيره بنفسه


5 - تعقيب علىرقم3
إبراهيم - إسبانيا ( 2011 / 8 / 20 - 19:28 )
إلى رقم 3
لا ألمس في كتابات الدكتور إدريس جندا ري ما تقول ؛ فهو يعتمد حقائق تاريخية واضحة نعرفها جميعا .. أضف إلى ذلك أنه من نقاد الطرح القومي و أحيلك على مقاله الأخير ( الربيع العربي .. في نقد المقاربة القومية /البعثية والذي يوجه فيه نقدا صريحا للتطرف القومي الذي يحابي الاستبداد .
أنظر المقال في الحوار المتمدن على الرابط التالي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=272090


6 - ادريس جنداري عروبي قلبا وقالبا .
الطيب آيت حمودة ( 2012 / 1 / 9 - 19:22 )
ابراهيم من اسبانيا (3) إما أنه جاهل غير مدرك لما يقوله جنداري ، أو أنه مساير له ومناصر للعروبة في بلاد غير بلادها ، أنا قرأت الكثير من مقالات جنداري فهي ضمنيا تحمل السم العروبي في دسم الإسلام والوطن ، وما المقال المومأ إليه سوى عسل سيتبع برحيق زقوم ،يرضي أمثال ابراهيم ويغضب أهل البلد الأصليين . .


7 - ادريس جنداري عروبي قلبا وقالبا .
الطيب آيت حمودة ( 2012 / 1 / 9 - 19:23 )
ابراهيم من اسبانيا (3) إما أنه جاهل غير مدرك لما يقوله جنداري ، أو أنه مساير له ومناصر للعروبة في بلاد غير بلادها ، أنا قرأت الكثير من مقالات جنداري فهي ضمنيا تحمل السم العروبي في دسم الإسلام والوطن ، وما المقال المومأ إليه سوى عسل سيتبع برحيق زقوم ،يرضي أمثال ابراهيم ويغضب أهل البلد الأصليين . .

اخر الافلام

.. عاجل | طائرة مساعدات إماراتية ثالثة تصل إلى مطار رفيق الحرير


.. حزب الله يقصف قاعدة رامات ديفيد بصواريخ -فادي 1-




.. طواقم إسرائيلية تعمل على إخماد حريق بمنحدرات صفد


.. مظاهرة ألمانية في برلين مناهضة للحروب في الشرق الأوسط




.. بلا قيود يستضيف أسعد درغام النائب في مجلس النواب اللبناني عن