الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون في دوائر شاغلة وخداع مستمر ؟!

نوزاد نوبار مدياتي

2011 / 8 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم يجني الشعب العراقي ( بكل مسمياته ) ثمار التغيّر التي حلت على البلاد ( إلا ما ندر منها وابسطها ) بعد ان انتقل من حكم ديكتاتوري مستبد الى حكم من المفترض ان يكون ديمقراطي في تطبيقاته السياسة والاجتماعية والثقافية وباقي مجالات الحياة ولم يكن بالحسبان يوماً ان يصل عدد الاموات في خلال ثمانية سنوات اضعاف مما قتلو على يد طاغية العراق سواء من حروبه التي استمرت على استمرار حكمه او مقابره الجماعية ؟ وإن كنت اليوم لست بصدد عمل مقارنه وان كانت تسمية المفارقة اقرب للاوضاع الراهنة لكن غالباً ما تكون رياح الهوى ( الشجري ) التي ضربت مضاجعنا وقلبتنا على اعقابنا دون ادنى دراية او مسؤولية يمكن تحملها وإن كان من يتحمل المسؤولية لغاية هذه اللحظة بين مجهول او متعدد ؟؟!
وبعد تخدير موضعي ( بافيون الشرق الاوسط وافرعه المتعددة ) لادمغة الناخبين وحالات من الاستفزاز مورست على مشاعر المواطن ( الغير متواطن في وطنه ) ليذهب معصوب العقل ( تماماً ) وتملئه الشكوك والريبة وردة الافعال في خيارات ليست متعددة وباكذوبة القائمة المفتوحة لينتخب خائفاً من عودة بعبع البعث الذي بات الان متقرح في جل مفاصل الدولة العراقية بعد عمليات التوافق السياسية بين القوائم الكبيرة التي تتقاسم الكعكة على حساب الشعب العراقي ( المخدوع او المستخدع )
وإن عدنا بالذاكرة قليلا للخطط الاولية التي مورست بنهج تهجير الكفآت وحصد المثقفين وقتل المفكرين والعلماء لم تكن الا خطة لابقاء الطبقات البسيطة ( فكر ومادة ) والتي يسهل خداعها بشعارات الدين والمذهب والعودة بهم لقرون عديدة والتسلق على ظهورهم باسم المذهب ولم تتوقف لغاية هذه اللحظة تلك الخطة بل مستمرة باعتقال وقتل اغلب الاعلاميين او الصحفيين الذين يكتبون بما يعارض مصالحهم الحزبوية ( متى ما سنحت لهم الفرصة ) ومن نفس المنظار ظهرت وتفشت حالات انشطار رجال الدين والزعماء الدييون بذلك الزي المتعارف عليه ( عمامة وعباية وسبحة ومحابس ) حتى استنبطو مراكز مرموقة في مفاصل الدولة ومجالس المحافظات وباتت مفاتيح المحافظة لا تختلف عن مفاتيح الجنان التي يكرمون بها من يكون اكثر تقرباً و ولاءاً لاجنداتهم بحجة خدمة اهل البيت او غلمان وحور العين ؟!
غالبا ... هكذا يسوق الناخب الى صناديق الاقتراع ليمارس عملية الانتخابات الديمقراطية والتي نسميها بكل مرة عرس عراقي لكن وللاسف الشديد بكل مرة تجري الرياح بما لا تشتهي السفن واثناء ليلة الدخلة يتضح بان العروسة ليست باكر وهذا ما يختلف مع التقاليد المتجذرة فينا والانكل من هذا ان ناكحها قد ولى هارباً خارج العراق و ( تعگل بيها ابن عمها ؟ ) ان لم يكن ناكحها اصلاً ليس عراقي وخوفاُ على اصولنا من التشوه النسبي وحتى لا تنتشر ثقافة ( النغولة ) وحفاظاً على انفسنا من هذه ( الفضيحة ) نذهب باللوم بعيداً جداً ونبحث عن حلول سطحية واهمها ان لم تكون اولها لابد من اكمال العرس وبعد فترة نقوم ( بالطلاق ) ونعود لنقطة الصفر وتذهب ادراج الريح تلك البهجة ونستمر بالبحث عن عروسة ( أصيلة ) حتى وإن كانت قبيحة ( المهم بعدها بكريزها ؟! )
ونلدغ من ذات الجحر قبيل الانتخابات ( العرس الديمقراطي ) بتجميل اوجه الوصيفات ( الاحزاب ) على حساب القومية والعرقية والطائفية وهكذا دوالينا مع كل مرة ولكوننا شعوب لم تعتاد ان تختار بنفسها لنفسها ما تريد ( وان كانت مخدوعة انها تختار ما تريد بكامل ارداتها العقلية ) فلابد من ان نقع بالخطاء مرات عدة وعدة وتستمر المعالجات السطحية ويستمر مع كل زواج يعقبه طلاق ؟!
وتستمر بنا السنون بهذا المناول ويستمر الشيعة مهوسسين في كيفية واهمية احياء شعائرهم ( المكفولة دستورياً ) ولم تعد هذه الشعائر اليوم اكثر من لعب على مشاعر هؤلاء البسطاء المتعلقين بحكم و تاريخ تلك القرون البعيدة ولا يوجد افضل من تلك الوسيلة لاعطاء لهم حق ( اللطم والطبخ والتطبير ) وسلب منهم حق المواطنة الحقيقة المتمدنة العصرية (وهمة الممنونين ؟) ولا يظهر فيهم ( رغم كثر مراجعهم ) واحد على الاقل لينقلهم من حالة الفقر وقلة الآمن والامان الى ما يجب ان يكونو عليه في بلد يشكلون به اغلبية سياسية و اجتماعية بل لا يظهر من هذه الجموعات التي تذهب زاحفة لقبور الائمة ان يوجههم وبنفس اعدادهم بالضغط على الحكومة ( بذات طريقة احياء الشعائر اي بصورة سلمية ) لتحسين معاشهم و اوضاع بلدهم وانتشال بلدهم من حالة يؤسف عليها الى حالة يمكن ان تكون افضل من كل ما يجاور العراق او يتعداه ؟ وانا حقيقة لا افهم ايهما احق واكثر احقية في ( اللطم ) على الوضع الحالي من مآسي او ( اللطم ) على رجل قتل قبل اللاف الاعوام بل من بينهم الحسين وحسب العقيدة الاسلامية ( سيد شباب اهل الجنة ؟ ) بمعنى اقرب ( اللطم على الحسين الي دخل الجنة لو الطم على عائلة فقيرة ماعدها اكل تاكل ؟؟ )
اما في الطرف الاخر هم اهل السنة فهم مشغولين في البحث عن من يبعد عنهم الحكم الشيعي الذي يمثل بالنسبة لهم بعبع ( ايراني صفوي ) وكيفية الدفاع عن مجاهدي خلق ويتشبثون بكل شعارات القومية العروبية الفضفاضة ولا يترددون في شعارات اخراج المحتل بالجهاد والمقاومة حتى وإن كان ما يقابل كل جندي امركي ثلاثمائة وخمسة واربعون عراقي ؟!
اما الاكراد فهم استقرو استقرار تام بـ ( دولة ) اقليم كوردستان ( طلعو من المولد بالحمص كلة ؟ ) ، وكذلك الاقليات الاخرى بين تهجير او صراع على اثبات ذاتهم وسط هذه الدوامة التي طالتهم ايضاً خاصة المسيح والايزيدية ؟
وهكذا يبقى العراقييون مشتتين وكل جهة من اتباعهم تعمل على تظليل عنهم طرق الصواب ويستمر المواطن بنفس تلك الريبة والخوف والشكوك ويستمر بالبحث عن من يحميه من الاخر وفي المحصلة التي لا محصل لها إن الجميع تعيش في دوائر شاغلة لم تستنفع من خيرات بلدها ياخذون عشر من الوف حقوقهم ويوهمونهم باوهام يسهل بها خداعم والاهم من هذا وذاك يقراء هذا المقال من مسته حروفي ويقول ( لو بيك خير دليني بيتكم دا اراويك الامهات شجابت ؟؟ لك اني مخدوع ؟ لك اني افتهم اكثر منك ومن الي خلفوك يا كافر ؟ )

اودعنـــــاكم ،،، !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران