الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أما حان لأمر الديكتاتور محمد السادس أن ينفضح ، كي ُيحاكم من قبل المغاربة الأحرار ؟

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2011 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



إن الديكتاتور محمد السادس يعامل الشعب المغربي قاطبة كالأطفال ، حيث يعتبره شعبا لم يصل مرحلة الرشد و النضج بعد ، ُيعين من ُيريد ، وُيزيل من ُيريد ، ُيقرب إليه من ُيريد وُيبعد عنه من ُيريد ، بيده كل شيء وهو الرحمان الرحيم ، منح الدستور الذي يريده لنفسه و لقبيلته العلوية كديكتاتور ُمحترف ، ودعا الشعب غير الناضج إلى التصويت عليه بنعم ، بدون قيد ولا شرط ، وفي حالة بروز أصوات من هنا وهناك تغرد بلحن لا يتماشى مع رغبته كديكتاتور ، فإن بيده مفتاح الحل و العقد ، حيث ُيعطي أوامره التى لا ُترد ، ولا تناقش للحصول على نسب عالية من التصويت بنعم على دستوره الممنوح عبر التزوير وشراء الضمائر و الذمم ، إن كانت في الأصل هناك ضمائر، لأنه في الواقع من يملك الضمير حقا لا يمكنه أن يبيع صوته كيف ما بلغ الثمن ، علما بأن المبالغ التي تجاوزت سبعة ملايير المخصصة لتمرير الدستور الممنوح عبر الرشوة ، هي في الأصل أموال نهبها الديكتاتور من ميزانية الشعب ، فكيف يعقل أن يتم شراء الخونة بنفس أموالهم ، من هنا يرى الديكتاتور محمد السادس بأن المغاربة شعب غير ناضج وقد عبر عن ذلك ما من مرة ، و لا زال يعبر عن ذلك صراحة لما مرر دستوره الممنوح مستعملا شتى الطرق و السبل في صمت رهيب لجل المغاربة ، ولو عبر إحياءه الأموات من قبورهم ، و القدوم بهم بعد مماتهم لتصويتهم بنعم ، ثم العودة إلى دار الجنان والخلود ، لأنه في ذلك على كل شيء قادير، وذلك بإستعمال أسماء الأموات وإخراج بطائق لهم قصد التصويت بها من قبل الأحياء ، نيابة عن أولئك الأموات ، وهكذا تم تسخير العبيد ممن سقطوا في فخ إغراءات الديكتاتور ، وهم ينفذون أوامره الديكتاتورية ، الإجرامية في حق الشعب المغربي الحر ، فارحين ، مسرورين ، راضين عن وضعهم ذلك كأقنان وعبيد ، مسخرين من قبل خذام و أعوان وعملاء الديكتاتور للقيام بكل الأعمال القذرة أرضاءا لسيدهم ، ولما لا يكون سيدا لهم وهو المنصور بالله كما تردد أبواقه الإعلامية ذلك جهرا وعلانية ،
إن الديكتاتور في واقع الأمر يفرض على الجميع أن يتقبله ، ويقبله ، و يعامله بمثابة أب للشعب المغربي ، ولكي يستطيع أن يلعب هذا الدورالمسرحي كأب للشعب ، بما للأب من قوة ، وكاريزما داخل البيت و الأسرة ، بما تحمله كلمة الأب ، فهو بذلك مضطر أن يظهر للجميع مدى قوته وجبروته ، كديكتاتور يستطيع أن يمتلك شساعة الأرض و السماء ، و لما لا البحر، و أنفاس و أرواح المواطنين ، وكي يصل إلى تحقيق تلك الغاية كان عليه أن يبدأ بنهب خيرات و أموال الشعب ، لبناء ثروة ماليه و إقتصادية ، تمنحه القوة و النفوذ ، وتحوله بذلك من الإنسان العادي إلى إنسان غير عادي ، وهذا ما فعله جده في بناء ترسانة مالية غير شرعية ، لضمان بقاء أحفاده على العرش ، و التحكم في أرواح وأنفاس المغاربة ، ليس حبا في تنظيمهم وضمان حقوقهم ، وحرياتهم ، كما تروج الأبواق الإعلامية المسخرة لذلك ، وإنما لضمان بقاء الديكتاتور على العرش ، وإرثه إبنا عن أبيه ، و أبا عن جده ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وتلك هي رغبة الديكتاتور وطموحه ، وكي يكون كبيرا في عيون الأبرياء من الشعب الكادح عليه أن يتظاهر ويبالغ في تشيد القصور الفرعونية على مساحات شاسعة كبيرة ، قصد بناء صورة في ُمتخيل الشعب ، على أنه شخص كبير وقوي لا يستطيع أحد هزمه ، أو الوصول إليه ، وبذلك يخرج الديكتاتور عن حالته الإنسانية إلى حالة غير إنسانية فوقي لن يستطيع أحد أن يصل إليه لإزالته ، وهو بذلك علي سامي الدرجة على الجميع كالرب و الإله ، على الجميع أن يؤمن أنه هو أحد ، هو الصمد ، لم يكن له ُكفؤا أحد ،
إن الأسرة الحاكمة التي تقتل معا تبقى معا موحدة حول نفس الجريمة ، ولكي لا يُعاقب الديكتاتور محمد السادس كما فلت جده محمد الخامس ، و أبوه الحسن الثاني من العقاب الدولي أو عقاب الشعب المغربي على جرائمهم التي ارتكبوها في حق الشعب المغربي الأعزل ، فإن أخطبوط القبيلة العلوية يعمل كل ما بوسعه في جعل الأسرة الحاكمة ، و من يدور في فلكها موحدة متماسكة ، بل تصفية كل من يُشتبه فيه أنه غير راضي عن تلك الجرائم حتى و إن كان من المقربين أو من نفس العائلة ، وفي هذا الإطار تمت تصفيه - عبد الله - من قبل أخيه المجرم - الحسن الثاني - وهو ما أغضب إلى حدود الساعة إبنه - هشام العلوي - الذي يغمز من بعيد على أنه يعارض بين حين وحين بعض الممارسات الملكية ضد الشعب المغربي ، وهي نفس الجريمة التي ارتكبها الديكتاتور- محمد السادس - في حق أخيه غير الشرعي المدعو - هشام المنظري - ، حيث إغتاله بإسبانيا لأنه الإبن غير الشرعي للحسن الثاني مع المرأة التي تسهر على ترتيب غُرفة نومه ، وقد تبينت نية هذا الأخ غير الشرعي أنه يريد نشر غسيل القصر والحاشية علانية ، كما أنه بذلك قد يهدد عرش الديكتاتور محمد السادس ، وبالتالي أمر هذا الأخير بتصفية أخيه غير الشرعي هذا قبل بروز نجمه عالميا ، ومع ذلك وأمام كل الجرئم التي يرتكبها الديكتاتور في حق الشعب أو في حق كل من يعارضه حتى من داخل اسرته ، تظل الأسرة الحاكمة متماسكة لا تخرج غسيلها خارج اسوار القصر، حتى لا يجرها ذلك للمحاكمات الشعبية ، أو الدولية ، و يبقى السر في ذلك أن جميع الأسرة متورطة في مختلف الجرائم ، لذا تظل متماسكة و موحدة لا يجمع بينها سوى المزيد من الجرائم بمختلف أشكالها و أنواعها ..
الديكتاتور يرث الأرض و العباد ، وكأن الشعب مجرد قطيع من الغنم ، بإمكانه رعيه ، و توجيهه ، كما يحلو له ، لأنه ديكتاتور جمع كل القردة حوله ممن لا رأي لهم ، كي يقومون بعمل وسخ قذر في حق الشعب المغربي ، مقابل السماح لهم بنهب ما يُسمح لهم من قبل الديكتاتور من ميزانيات الشعب ، و من خيراته ، وثرواته ، بمختلف أصنافها ، فهم يعتقدون أنهم بغناهم ، وبسلطتهم ، ونفوذهم على أنهم من الأسياد ، في المقابل لا ُيعتبرون سوى عبيد وأقنان للطاغي الديكتاتور ، ففي علاقتهم مع الشعب ، قد ينطبق عليهم مثل الشخص الذي صعد لقمة الجبل فرأى الناس من القمة مجرد أناس صغار، معتقدا بذلك أنهم أصغر منه ، فيما أن أولئك الناس يروناه أصغر منهم ، فلعنة الله على المال ، و السلطة التي تعيد الإنسان المقرب للديكتاتور مجرد قرد لاغير...الديكتاتور ينفرد بكل المراتب ، و المواقع الحساسة التي يظن أنها قد تنقلب عليه في يوم من الأيام ، لما تمتلكه من قوة قانونية أو عتاد حربي ، لهذا نصب الديكتاتور محمد السادس نفسه ملكا ، وأميرا للمؤمنين ، وقائدا أعلى للقوات المسلحة الملكية وليست الشعبية أو الوطنية ، ثم رئيسا للمجلس الأعلى للقضاء ، وهو الذي يقيل وينصب البرلمان بمجلسيه ، وهو صاحب كل الأبناك ، و المصادر المالية ، وهو المتحكم في الأموال و المشاريع ، و الإقتصاد ، ومالك كل الثروات ، حتى بدأ يعتقد السدج من المغاربة أن غيابه أو تنحيه ، أو عزله عن الحكم هو نهاية المغرب ، و المغاربة ، فعجبا كيف استطاع الديكتاتور بماله ، ونفوذه ، وسلطته تخذير عقول المغاربة ممن يروجون لهذه اللأسطورة الكاذبة ، غيرمنتبهين إلى أن البقاء للشعب و النهاية للديكتاتور الطاغي مهما بلغة قوته وجبروته ، وهذا هو منطق التاريخ في كل الحالات التي عرفها العالم... إن سقوط المغرب في حرب أهلية أو ما يشبه ذلك من أزمة سياسية ، وإجتماعية ، وإقتصادية في حالة زوال ، وسقوط الديكتاتور الصنم ، هي في حد ذاتها مجرد اساطيرمن صنع وترويج المخابرات التي تخدم مصالحها المرتبطة بنصلحتها في بقاء الديكتاتور على العرش لأنه الضامن الوحيد للإعلات من العقاب ، ونشر كل أشكال و أصناف الفساد ، وترويع الناس وتخويفهم ، وتجريدهم من أموالهم وخيراتهم وكرامتهم وحقوقهم ، بل الغرض من تلك الأساطيرالضامنة لبقاء الطاغي محمد السادس على العرش هو تهذيب الراعية ، ومعاقبة من لا يسير في نفس الخط الذي رسمه الديكتاتور، فالشعب لا يشعر بالإمتنان للديكتاتور محمد السادس ، ولكن حب التطلع و الضغوط الممارسة لجلب الناس لأستقباله هي التي تعطي صورة مُزيفة ، وكأن الشعب المغربي يحب الطاغي حبا لامثيل له ، إن العظمة التي وضع فيها الديكتاتور نفسه فيها من خلال تسخيره لكل المنابر الإعلامية التي تسبح بحمده ، هي التي تمكنت بفعل المكر و الخذاع ، من خلق صورة في ذهن المواطن العادي ، و كأن الديكتاتور محمد السادس يُعد ملكا في صفة جبريل أو عزرائيل إن لم يكن في صفة الرب و الإله .
إن الشعب المغربي لا يريد سوى الديمقراطية و العدل ، و الحقوق و المساواة ، و الحرية في تسيير شؤونه بنفسه وبيده ، لكن الديكتاتور محمد السادس يعتقد ، بل يؤمن أنه يفعل الخير في الشعب المغربي لما يشيد مؤسسة معينة ، أو يوزع مساعدات جد هزيلة ، حتى يبين للعالم ظاهريا أنه يقوم بواجبه أتجاه الشعب ، و في الواقع فإنه يعتبرالشعب مجرد عبء وثقل عليه كحاكم ديكتاتور... لكنني أتسائل هنا : هل رأى الديكتاتور محمد السادس فرحة المصريين بزوال و بمحاكمة حسني مبارك ، إننا كمغاربة سنعبر عن أكثر من تلك الفرحة لو زال الديكتاتور محمد السادس عجل الله و الشعب المغربي الحر برحيله.


http://www.youtube.com/watch?v=xH4lEn2ljzs
http://www.youtube.com/watch?v=2-v5oNSfsF0

علي لهروشي
مواطن مغربي مع وقف التنفيذ
عضوا الحزب الإشتراكي الهولندي
عضو بهيئة التحرير لجريدة محلية باللغة الهولندية
أمستردام هولندا
0031618797058
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقاب محمود ماهر القاسي لجلال عمارة بعد خسارته التحدي.. ????


.. قتل قادة في حزب الله وحلفائه بمقراتهم وسياراتهم.. اختراق أمن




.. ctإسرائيل تعزز سياسة الاغتيالات في لبنان.. مقتلشرحبيل السيد


.. عبر مسيّرة إسرائيلية.. مقتل شخصين في الهجوم الإسرائيلي على س




.. كتائب القسام تستهدف دبابة -مركافاه- وناقلة جند إسرائيلية بقذ