الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفى حقدا على العراق يا كويت!!

الاء حامد

2011 / 8 / 20
السياسة والعلاقات الدولية


كنت دائما اردد بجهالة قول معلمة التأريخ عندما كنت في مرحلة الابتدائية ( قد غدر بنا الأشقاء)
وكنت أقولها عندما كانوا إخوتي يعثون في البيت عبثا ولعبا , نتيجة لعبهم ولهوهم ويحاولون تبرير ذلك بإلقاء اللائمة عليا بداعي إنني لست ماهرة في التنظيف"

أتذكر سئلت معلمتي ذات مرة عن أي الأشقاء تقصد ؟ لاسيما وان معلمتي بعثية من المقام الأول كونها كانت مسؤوله في التنظيمات النسويه الحزبية, وكانت مطلقة الولاء لحزب البعث" فأجابتني بتهجن: الكويتيين..نعم أنهم الكويتيين.. وأخذت تضرب بالعصا على أعلى الرحلة التي كنت جالسة عليها .. لم افهم غضب المعلمة هذا في حينها , ولم يقبل عقلي الصغير الغض هذه الإجابة المتشنجة . ورحت أفكر بدواعيها وأسبابها . وقد ملكتني برهة من الكآبة لا تفارقني كضلي , لا اعرف كنهها وإسرارها . بقيت أتساءل مع نفسي لماذا معلمتي غضبة لهذا الحد من الكويتيين, وبماذا أغضبوها الكويتيين كي تتضجور عند سماعها اسمهم , أو نتحدث بحديثهم ..؟ ثم هل حقا حقدها جاء نتيجة ارتباطها الوثيق بالحزب البعث الذي كان يحكم العراق والتي هي عضوه فيه ... وأي كرها هذا يحمله الإنسان لأخيه الإنسان من دواعي الولاء والارتباط الحزبي ؟

سئلت والدتي التي تعرفها عن هذه الحالة لكونها تسكن بالحي السكني الذي نقطن نحن فيه أيضا, فأجابتني بأستغراب شديد :ما هذه الفضولية التي أنتِ فيها ؟ بررت ذلك بأنني أشفق عليها كونها تمر بظرف نفسي قاس" فلابد من مساندتها ومساعدتها ما استطعنا ذلك إليه سبيلا .. عندها أخبرتني والدتي سرها , وقالت لي بأن ابنها الوحيد لازال في إعداد المفقودين في الحرب العراقية الكويتية .عندها عرفت ذلك السر الذي كان يكمن في جوانح معلمتي التي يضطرب بها الشجي والشجون عند سماعها اسم الكويتيين..

قررت الذهاب لزيارتها في بيتها لاستسقي إخبارها منها , لان لابد أنها قد عرفت من والدتي بأنني كثيرا ما اسأل عنها, وإنني مشفقة على حالها وأوضاعها . فأول ما أقبلت نحوها , ألتقيتها في ساحة البيت وأنا ادنوا منها اذ بها مضطربة , كئيبة الوجه, كاسفة البال , وقبل ان اسألها عمى جرى لابنها الوحيد وكيف فقد في تلك الحرب اللعينة ؟ أجهشت بالبكاء والنحيب وأي شي أوجع من بكاء الأمهات اللواتي افتقدن أبنائهن. فبكيت لبكائها وحزنت لحزنها وأخذت العن الكويتيين والاميركان معا ومن ساندهم ومن دعمهم في تلك المهزلة التاريخية ..

جلسنا وهي تحدثني وحديثها تقطعه العبرات, كيف أنها تمالكها الذعر والفزع حينما اخبروها بفقدانه. ولا أحدا يزايد على حنان الأمهات ورقة قلوبهن , فأن الأم كثيرة الشفقة شديدة الحزن .. فقد افترشت الأرض مواساة لوليدها ولم يتمكن الوسن من قهر جفونها في تلك الليلة التي ابلغوها بفقدانه .فإذ هي تغرق في بكاء طويل وحزن عميق ولم تمر الا سنين قلائل حتى راحت تتعلق بخيوط الأمل الواهية وتخدع نفسها بالأماني حين كانت تقصد الدوائر المعنية بالمفقودين التي شكلها الجانبين بقرار من الأمم المتحدة, لعلها تجد له أثرا ولكنها تعود في كل مرة واليأس يعتصر قلبها , وكم شكا لها الموظفين الامميين من الكويتيين الجفاة القساة الذين تجردوا عن إنسانيتهم وفسدت ضمائرهم ,وسلطوا حقدهم على العراقيين بجرم صدام وكأن العراقيين جميعهم صدام "

وأكثر ما كان يحزنني ويهز كياني حين تبكي وتنوح على ابنها الوحيد المفقود, فكأنها تثير الحمية وتلهب الحماس في الصدور, وتدع السامع لا يمتلك زمام عواطفه. كأنها تحرض على الثأر والانتقام ولكن ممن يكون الثأر , وكيف يكون الانتقام , ومن دولة تملك كل الإذعان والخنوع للغرب كي يدعمها بكل قواه وعديد عساكره وجيوشه.
اللهم انه لجرح عميق وبؤس قاتل إن يعجز المرء عن منازلة خصمه لا لجبن أو تخاذل!!!

كنت اخفي ما أجد من لوعة لمعلمتي ومصيبتها , وأوصيها بتكلف الصبر, وظهر التجلد لعلها تسلو,, ولكن هيهات كلما يقدم بنا الزمن فيظهر حقد الكويتيين جليا في أفعالهم ضدنا وقسوة أولئك العتاة المحترفين المغموسين إلى أذقانهم في أوحال الرذيلة والخضوع للغرب فلن نبلغ منها شيا فكأنما انتزعت الرحمة من قلوبهم انتزاعا .لا أظن إن الأيام مهما تطاولت بوسعها ان تمحو عن الذاكرة الآم تلك السنين الخوالي المثخنة بالجراح, فتلك الفواجع التي ألمت بنا من جراء حقد الكويتيين, كان ركنها الأعظم من نصيب أمهاتنا الثكالى .

كل هذا حينما جيشوا جيوش الغرب ليبيحوا دماء العراقيين ويسفكوها بدم بارد, ولم يكتفوا بذلك القدر من سفك الدماء وهدرها ,والتسلط على رقاب العراقيين من خلال الديون والأموال التي اغتصبوها عنوة وبمساندة الغرب .فاخذوا يخنقون العراقيين في ممرهم البحري الوحيد بإنشاء ميناء مبارك الكبير .

ثم طال حقدهم حتى في ميادين الرياضة التي جاءت لدعم السلام بين شعوب العالم , فكشفت مصادر رياضية عزم الكويت على دفع الخليجيين بإلغاء استضافة البصرة لبطولة كأس الخليج وإبدالها بدولة قطر ... الم تمتلئ بطونكم حقدا يا كويتيين فكفى فكفى .
الى بارقة امل وغد جديد...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السلام عليكم
طلعت خيري ( 2011 / 8 / 20 - 12:41 )
شكرا للكاتبه .. الاء حامد..

احتلال الكويت جريمه .. والاشد اجراما هو اصرار صدام على بقائه في الكويت .. تقدمت الكثير الدول العربيه والاجنبيه والاوربيه بوساطات متعدده لاقناع صدام للانسحاب منها .. ولكن اخذت العزة بالنفس الا ان يكون من الخاسرين .. صدام هو الذي قتل العراقين بدم بارد.. صدام هذي جاء بالغرب الى العراق .... بل صدام حسين هوالذي دمر المعسكر الشرقي والاتحاد السوفيتي .. وجعل للامريكان سلطه على العالم كله .. اتبع في الدنيا لعنة ويوم القيامة من المقبوحين... شكرا لك مرة اخرى خالص اعتزازي لك


2 - صدام والكويت كانو معا
عبدالله الركابي ( 2011 / 8 / 20 - 13:55 )
لا احد ينكر بأن الكويت هي من دعمت صدام بحربه ضد ايران وهي من قدمت له العون كل العون في تلك الحرب فأنقلب صدام عليها واذلها وبمثل ما قتل العراقيين قتل من الجانب الاخر الكويتيين .. يعني الطرفين خسرانين من تلك الحرب وعليهم نسي الماضي والتفكير بالمستقبل وشكرا للكاتبة


3 - بالطبع هكذا كان صدام
الاء حامد ( 2011 / 8 / 20 - 21:07 )
الزميل طلعت خيري ..عمت مساءا .. وتحية لك ..بالطبع ان احتلال الكويت جريمة بل انه ابعد من ذلك حيث كلف العراقيين ثمنا باهضا وقد خسر صدام قوته وانهار عسكره جراء تلك النزوه الفاشلة ولكن سؤالنا الان لماذا الكويتين لازالوا يعاملوا الشعب العراقي كأنه صدام ..لماذا لايطوون تلك الصفحة الماضية والقاسية لبدا صفحة جديدة مع اشقائهم العراق ؟؟ اجدد شكري لك مع خالص تحياتي لمرورك الكريم في صفحاتي


4 - الاخ عبدالله الركابي
الاء حامد ( 2011 / 8 / 20 - 21:13 )
الاخ عبدالله الركابي ..عمت مساءا..طبعا ان اتفق معك بأن الكويتين قد ساندوا صدام في حربه ضد ايران ومده بالاموال والسلاح ولكن لا حبا بالعراق اوالعراقيين وانما الدفع به لهذه الحرب لاتقاء شره وقد انقلب السحر على الساحر ... شكرا لك لمرورك صفحاتي

اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف