الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة الايرانية.. ومدايات رؤية مدافع ايات الله (1-في الخلفية)

احمد ناصر الفيلي

2011 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


مضى اكثر من شهر منذ ان شرعت مدافع ايات الله بقصف حدود اقليم كوردستان العراق ذلك القصف الذي نجم عنه تشريد العشرات من سكان القرى الحدودية بعد ان باغتهم القصف ودمر العديد من ممتلكاتهم واشيائهم في مناخ يصور حملات القمع والتشريد الذي طال الكورد مع مطلع التاريخ الحديث بعد ان ظلمهم التاريخ وظلمتهم الجغرافية.
في شجن مأساوي متعدد الفصول يطول فيه الحديث.
من الجانب الايراني لم يصدر سوى ذات البيانات الصفر المتلئة بتبريرات لا اول لها والاخر في معادلة غير مقبولة دولياً فاذا كانت مثل هذه الامور تتم في السابق بحسابات تخادمية مابين الانظمة المختلفة انطلاقاً من وضع وحسابات امنية مزعومة وبالتالي تجد مباركة من هذا وهذاك فان الوضع الحالي المتغير الابعاد والاتجاهات تقتضي مراجعة لجدول الديون السياسية اتجاه شعوب المنطقة اولا لاهمية تعايشها الاخوي واعادة النظر في مجمل الاوضاع الداخلية التي باتت مشاهد المواجهات واضحة فاضحة تكشف عن عمق الازمات والتناقضات التي تعيشها شعوب المنطقة في ظل انظمة مترعة بخيالات الهوس السياسي والنزوع الشمولي المفتقر للاسس المنطقية للنمو والتطور اذ ان تاريخ صراعات المنطقة مرتبط باصول هذه التوجيهات التي تنشد الهيمنة على حساب قوى الداخل والخارج انطلاقاً من مفهوم القوة بما تعنية من تدمير وخراب واضاعة لفرص الحياة والتقدم ونظرة كهذه في عالم السياسية تضرب عرض الحائط اية مصلحة جدية لاي شعب في ارجاء المعمورة البحث عن الحلول السياسية داخلياً وخارجياً عبر فوهات المدافع امر يفتقر في جوهرة الى العقل ومناشداته في ايجاد حلول جذرية لاتسمح بالتكرار والعبث فمصالح البلاد والعباد محلياً واقليمياً ليست نزهة بيد الانظمة التي ترسم الخرائط العسكرية وتهول الامور وترفض اية حلول سوى الكامنة في مخيلتها التي ترى العالم من خلاله مفصلاً كما يحلولها لكن عالم اليوم عالم العواصف والمتغيرات يدفع باتجاه استقدام اسلوب منهجي في التعامل من خلال وضع الحلول الواقعية والقبول بها والتخلي عن منطق القوة والاكراه ، ومن الذي يتقبل الاشياء كراهة فحتى هذه الانظمة التي نحن بصددها لاتقبل هذا المنطق الذي تريد فرضه على الاخرين، ولما كان محرما في قاموسها السياسي فلماذا تتعاطية هي؟!
على مدى تاريخ طويل من اشكال المعارضة المسلحة والغير مسلحة في العديد من الدول المنطقة والتي جوبهت بقوة الحديد والنار في فترات تاريخية متباعدة ومتقاربة ترى هل استطاعت الآلة العسكرية من اسكات الخصوم السياسيين او الحد من وتيرة الاصوات المتصاعدة المطالبة بشتى الحقوق والتوجهات ويأتي الجوب من جوف التاريخ نفسه عندما يصبح القمع قوة انطلاق متجددة تدفع ارادة المواجهة بوتائر اعلى مصحوبة بذخائر الخبرة والمجابهة لتسطر فصلا جديدا ولتكشف من اي تفوق عسكري ومسح ميداني بقوة القنابل الثقيلة لان تستطيع من تحقيق الاهداف المرجوة فالمكاسب الانية المتحققة سرعان ما تذريها رياح الثور مجدداً مؤكدة انتصار الافكار على العنف وتلك فلسفة تحتاج الى مراجعة وقلما استدركتها النخب السياسية في المنطقة.
ان الاحتجاجات اي كان شكلها مؤشر على حالة خلل بنيوي عاصف تحتاج معها الى حلول جذرية كيما تمنع من التحول الى ظاهرة خطيرة قد تهدد بما لا يحمد عقباه وبالتالي فأنها ايضاً خسارة لمشوار وطني ان على مستوى الثروات الطبيعية او البشرية.
ان التعامل من منظور السلطة وحدها يفرغ اي سلطة من شرعيتها ويؤكد جاهزيتها لتصبح قوة لقوة قمع حقيقة وهي احدى عقد المنطقة بامتياز في معادلة قدرية مضحكة وحيث الناس في خدمة السلطات بدلاً من العكس.
ان اقليم كوردستان يلعب دوراً ريادياً وايجايباً ان على المستوى الوطني العراقي وان على المستوى الاقليمي ويشكل بشهادة الجميع من مراقبين وسياسيين ودبلوماسيين مركز توازن من اجل تقريب وجهات النظر وتغليب مصالح الشعوب المنطقة فيما بينها وارساء دعائم السلم والامان كارضية مشتركة لفتح افاق التعاون الاقتصادي والتنموي في سياق تعايشي مشترك غاب في ساحة المنطقة طوال مكوث تلك السياسات البالية التي جرت الاوجاع والبلايا واكتوت بنارها المنطقة مراراً وتكراراً طوال عقود القرن المنصرم وخلفت عقداً ومآسي لابد من معالجة اثارها دعماً لاسس التعايشي الاخوي المتبادل ونبذ كل الافكار والرؤي التي تصور وتجعل من التعايش السلمي عقد حرب لجر المنطقة الى الوراء حين ان المنطق التاريخي لم يعد يلبي تلك الرجعة المأسوف عليها.
ان التعاون المثمر والبناء ومد جسور التواصل من شأنها تشخيص مكامن الخلل ثم توحيد الجهود المشتركة نحو حلول قائمة على اسس متوازنة تكفل مصالح الجميع وفق ترنيمة سياسية قائمة على استيعاب المتغيرات وتنشد التطلع نحو غد افضل.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل