الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بؤس التفكير الأصولي

حسن طويل

2011 / 8 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


يعيش الأصولي مأزقا وجوديا عنيفا يثمثل في صراع بين التشبت بفكر و ثقافة ينتميان إلى القرون الوسطى و واقع حديث بإشكالياته و تساؤلاته وهمومه.إستبداد وهم الوفاء للقديم ، يجعل منه فنان بارع في لي واقعه الحديث ليستجيب لإيديولوجية ترى الحقيقة في يد أشخاص معينين في فترة معينة و في مكان محدد و ما التاريخ سوى دروس لتكريس هذه الحقيقة ؛ إنه فعلا الإنتفاء الوقح لبعد الشرط الزمكاني للأحداث و النفي المرضي للتطور. فكرة الحقيقة كما يفهمها الأصولي ،تستبد به و ترميه في سجن نسقي لعقله عبر ميكانيزمات و آليات ترى ،عبر مازوشية فكرية قوية، الدفاع عن لحظة الحقيقة هاته ضرورة وجودية و" جهاد" دماغي لمحاربة كل عقل يحاول أن يعيد " للحقيقة " شرطها الزمكاني . علاقة الأصولي بواقعه هي علاقه صراعية بالضرورة ، يستعمل فيها أدوات إنتاج معرفية عتيقة للتملك و السيطرة على واقع أفرز عبر تطوره وضعا جديدا تجاوز هذه الآليات ؛ فينتج عن هذا عقلا مسخا مشوها ووجودا فصاميا عنيفا مستفيد من جرعة هائلة من النفي المرضي للواقع و إعلاء شرس للوهم . التفكير المشوه للأصولية يعتمد على مجموعة من الأدوات المعرفية الرثة و التي يمكن تحديدها كمايلي :
-إنتفاء البعد التاريخي : كما أشار إلى دلك المفكر المصري نصر حامد أبوزيد في كتابه المهم " نقد الخطاب الديني " فالفكر الأصولي لا يعطي للبعد التاريخي أهمية في قرائته للأحداث ،حيث يمكن أن نقول أنه يثمثل التاريخ في عقله كحركة بسيط للدهاب و الإياب إلى لحظة الحقيقة التي يؤمن بها،فهو يعلن موت التاريخ بعد هذه اللحظة فيحكمه الموتى في تحديد مصيره ويجد مشكل كبير في دفنهم؛
-منهج الإجتهاد بدل الإبداع : الوفاء للحظة الحقيقة هدف وواجب وجودي للأصولي ، فدرجة إخلاصه تحدد مدى كينونته . الوفاء يعتمد منطق الإجتهاد و يحتقر الإبداع ( الاصوليين معروفين بمحاربتهم للإبداعات بجميع أصنافها )؛ فالأول يحافظ على النسق المعتمدو يحميه أما الثاني فهو خطر داهم لأنه يكسر اليقينيات و يهدم البديهيات و يعلن ميلاذ الجديد؛
-المطلق قاعدة و النسبي إسثثناء: الإطلاقية خاصية مهمة تميز التفكير الأصولي ؛ فهي من تعطي " هوية " لحقيقته و تجعله مرتاحا لتناقضاته و قناعا جميلا يغطي عجز مسايرة عقله للتطورات و الأحداث الدي يعرفها و اقعه ، أما النسبي فهو إسثثناء لخدمة البرغماتية التي يفرضها اليومي و المعيش ( الاصولي الإسلامي علماني جدا في توظيف المال و التكنولوجيا الحديثة )؛
-الإيمان بأن الإنسان جزيرة: الخصوصية و التميز عن الآخر مقولات مستعملة بشطط في خطاب الأصوليين ، منطلقين من إختلاف يرونه ضروريا لرفض الفكر المختلف فثكثر التنائيات المولدة " للجزر " وشيطنة الآخر ؛ نحن-هم، الله-الشيطان - العدو-الصديق، حضارتهم -حظارتنا، قيمهم-قيمنا....
-منطق الثماثل بدل الإختلاف : نمدجة البشر و فق برمجة فكرية ووجودية معينة من السمات البارزة في تفكير الأصولي ؛ فهو يرى الآخر، وفق تصور متجلد صلب يعتقد بتطرف في صحته، أنه إما تجسيد لهدا التصور و بالتالي قبوله أو مختلف عنه وبالتالي شيطنته ؛
-أدوة الجديد و إغتصاب روحه: الوضعية المأزقية نتيجة إنتفاء البعد التاريخي فكرياو مواجهة الجديد واقعيا و حياتيا ، يجد الأصولي حلها في برغماتية إنتهازية ترى في الجديد مجرد أداة بدون فلسفة و ثقافة تؤطرها ( التعامل مع التكنولوجيا الحديثة و مفهوم الديمقراطية و الحقوق خاصة من جانب الأصولية الإسلامية )
- الإعلاء من الهوياتية : الأصولي يتقن البحث عن النقاء الهوياتي ،ويفضل محاربة الإختلاف و يعيش بالتمسك بمفهوم ثابث و غير مرن و متطور لمفهوم الهوية . لأنه بهذا ينسجم مع نسقه الفكري المبني على حدود صلبة يضعها في تاريخه ووجوده و حضارته و حقيقته ؛
-خلق و تقديس الوسائط : كل وسيط حامل للحقيقة التي يؤمن بها الأصولي هو مقدس ؛ فهو الضامن و الحامل لسيرورتها و إستمراريتها مما يجعله جزء منها يوجب السمع و الطاعة . فحامل الحقيقة في نظر الاصولي هو مجسدها و مشخصها ( تقديس بعض الشيوخ و الامراء في التنظيمات الإسلاموية )
-خلق و تقديس الوسائط : كل وسيط حامل للحقيقة التي يؤمن بها الأصولي هو مقدس ؛ فهو الضامن و الحامل لسيرورتها و إستمراريتها مما يجعله جزء منها يوجب السمع و الطاعة . فحامل الحقيقة في نظر الاصولي هو مجسدها و مشخصها ( تقديس بعض الشيوخ و الامراء في التنظيمات الإسلاموية )؛
الاصولي بالضروررة يعيش أزمة وجود و لهذا فهو يقدس ثقافة الموت و يخشى الحياة ، فيصل بثمتله لحقيقته و تجسيدها إلى إعتبار الآخر وسيلة فقط خلقت من أجله سواء لنقله إلى الجنة ( عبر عمليات إرهابية ) أو إستغلال إنتهازي لمنتجات الآخر ( الم يقول أحد إرهابيي 16ماي المغربية أن الغربيون دواب لنا خلقوا ليصنعوا لنا في الوقت الذي نقوم بعباداتنا) ، أزمته هذا لاتجد حلا سوى بثورة عنيفة ضد داته و وجوده ورؤيته ليتصالح مع و اقعه و عصرة ؛ و هذا لايتأتى إلا بثورة في البنية الإجتماعية سياسة و ثقافة و إجتماعا تجعل من الحرية و التقدم و الحداثة و قودا للأوطان الجديدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة