الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حبوبي عمو ناصر ..!

امنة محمد باقر

2011 / 8 / 21
الصحافة والاعلام



اذا اردت ان ترفه عن نفسك ، وتنفس عن همومك ، استمع الى العم ناصر ، فهو بصراوي حبوبي ، يطل علينا كل ليلة في رمضانيات العم ناصر من على قناة الفيحاء ، وفي الايام العادية حكايات عمو ناصر ... عمو ناصر ( اللي ما يتابعك عمره خسارة ) ! بصراحة انتظر كل ليلة رغم تعبي ، ان اشاهد الحلقة والا ينتهي يومي بكآبة ..

العم ناصر الطيب ، و الدلال المنصوبة امامه ومضيف الكرم الذي يجلس فيه ، وحكاياته الشعبية ، وكيف ينصح الناس ب ( سالفة ) توقظ النائم ... في زمن صرنا فيه جميعا نائمون ...

تحية الى العم الطيب .. ناصر .. وهو يطل كل ليلة ببرنامجه التوجيهي ، الكوميدي ، العقلائي .. من على شاشة الفيحاء .. برنامج يفضح اساليب الفساد ، ويشير باصبع البنان الى الاخطاء وينادي بالاصلاح .. كنت اتمنى لو انتخبنا شخصا مثل العم ناصر ... يجلس فيطالب بحقوقنا في برلمان الرواتب الخيالية... ولا اعتقد العم ناصر يرضى براتب البرلمان .. سيطلب اقل القليل وينشد الاصلاح في كل شئ ...

والعم ناصر لم يصم هذه السنة ، لاسباب صحية ، وكهربائية ... فلقد منعت الكهرباء كثيرا من رجالنا السبعيينين او حتى الشباب من الصوم بطريقة او بأخرى الا وهي ... نقطع الكهرباء في العهد الحالي كي لاتنتخبوا الحكومة الحالية وتنتخبو قائمة اخرى ... وهكذا هو دأب حكوماتنا في الحض على الخطيئة ، ففي عهد هدام اللعين كان الدين خطيئة ، وجاء متدينون اليوم الى حكوماتنا الحالية فاذا بهم يأكلون الاخضر واليابس ويقلدوا هداما وغيره في تحطيم عقائد الناس ... حتى اصبح القابض على دينه كالقابض على جمرة ، ويجب ان تتحمل .. تصوم بدون كهرباء ، كأننا في جزر الواق واق ... ولسنا في مدينة البصرة التي تضخ خيرات نفطها الى العراق بأجمعه ... وتقبض الفتات ...

يجلس العم ناصر في ديوانه العامر بخيرات رمضان ، ويعتذر انه ليس بصائم ، ويدعو الناس الى اجتناب التخمة ... في اشارة الى تخمة حكوماتنا وجوع الشعب الصائم ، فالشعب صائم بدون صوم ... في الايام العادية ، ثم يصوم صومين في شهر رمضان ، والصوم الثالث هو انقطاع الكهرباء ....

وانا استغرب ان كان هنالك احد لازال لحد الان لا يعرف العم ناصر ...

عمو ناصر البصراوي الطيب .. حبوبي ... يجلس في في ديوانية جميلة ويحمل قلما ، وينقط لسانه عن السكر ، وكلماته جميلة جدا ، وطريقته في الاقناع بسيطة وذكية ، سرق الانظار ، بدون استديوهات هوليود بل بحكاية شعبية بسيطة ، تنبه الناس الى ما صرح المسؤول الفلاني في البرلمان ، ويقول : انا لم اقل ، بل فلان الفلاني في البرلمان قال ذلك ، ثم يستشيط غضبا ان الناس لم تنتبه لما يقوله البرلمانيوون .... وفي نهاية الحلقة ... ينشد انشودة عجيبة غريبة مليئة بالتهكم ... عن محبوبته التي ذهبت ، وانها كانت اذا اتت يأتيه الهوا من كل جانب ... وهو يعتبرها حزورة .. والجواب واضح الرجل المسكين يسأل عن الكهرباء ...

وهو كغيره من كبار السن في العراق ، يعاني من ويلات التقاعد ، وويلات الكهرباء ... ثم يحكي العم ناصر عن خطيئته ايام الطفولة ، وكيف انه كان يمارس الفساد الاداري في اخذ دينار او اثنين للذهاب الى السينما يأخذه من اموال الجارة العجوز التي كان قد توفي ولدها ويعطف عليها اهل الحي من باب كفالة الضعيف -وهي من اخلاقنا التي فقدناها – وكانت تأتمنه على مالها وتعطيه شيئا منه ، لكنه يأخذ بعض المال ويذهب الى السينما ايام مراهقته ، وهي راضية بذلك ولكنه يحاسب نفسه ... ويقول بأنه كان فاسد اداريا وماليا ، فياليت حكومتنا تتعظ من كلمات العم ناصر ...

العم ناصر مثل ذلك الحكيم في قرية قرر ملكها ان يقتل كل كبار السن والحكماء ، ثم حار اهل القرية حين توفي والد الملك وولد له مولود ماذا يقولون له ، وكان اهل القرية قد اخفوا حكيما واحدا عن انظار الملك كي لا يقتله ، فجاءوه وسألوه ماذا يقولون للملك في هكذا مناسبة اجابهم قولو له : نهنئك بالمولود ونعزيك بالمفقود ... فتعجب الملك من كلامهم وقرر ان لا يقتل الحكماء وكبار السن ... وهكذا كان ...

يبدو لي ان العم ناصر هو الحكيم الوحيد الذي بقي بيننا ينصح هؤلاء الجالسين في البرلمان والقابعين على رؤوسنا يسيرون امورنا كحكومات وقد كرهنا كل الحكومات ... والامر الوحيد المفيد في شأن كل حكومة هي ان لا تترك الامور سىدى ووتقضي على من اراد في الارض فسادا فاذا كان اهل المليشيا وقطاع الطرق ... هم عملاء كل حكومة ؟ فمالفائدة اذن من وجود هكذا حكومات ؟

في النهاية يختم العم ناصر حلقته بنصح الحكومة والشد على اياديها بطريقة عقلائية ابوية ، وهي لا تستحق ولكنه ( يكسر ويجبر ) في كل حلقة ... وينصحهم ويهديهم سبل الرشاد ... يذكرني العم ناصر برجل يأتي من اقصى المدينة في سورة ياسين .. يقول ... يا قوم اتبعو المرسلين ... رجل يهدي الى الصلاح ... في زمن يصعب فيه الاصلاح .. ( وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى ) ... واجمل مافيه هو النهايات التهكمية التي يختم بها حلقاته قبل ان يختم بالنصح والارشاد ، في الامس كانت النهاية التهكمية ... ان قال ان برنامجه برعاية ( شركة ميو ميو بزونة للاغاني العراقية ) ... ! والذي شاهد الطريقة التي يسخر بها من حرامي البيت في انشودته الشعبية ... يعرف تماما .... كيف يهزأ ويسخر وتهكم من واقع ... لم يعد امامنا تجاهه سوى ان نتهكم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس