الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضياع أمة

فاطمة الفدادي

2011 / 8 / 21
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


بلغت أوضاع الوطن العربي مرتبة قصوى من التردي والتراجع، حيث انطلقت أصوات تحذر من الخطر الرابص عند حدود هذا الوطن والمتربص بكل واحد منا، خطر الاقتلاع من الجذور ومحو الهوية وقد أخذ هذا التحذير أشكالا مختلفة، وانطلقت الصرخات المنددة بهذه الخروقات من مختلف مناطق هدا الوطن والمتربص بكل واحد منا، خطر الاقتلاع من الجذور ومحو الهوية وقد أخذ هدا التحذير أشكالا مختلف مناطق هدا الوطن.
واليوم، وبعد أن أصبح للعدوان ذراع طويلة امتدت لتضرب حيثما تشاء بالمباركة العربية ... اليوم وفي ظل التمزق العربي وكل مسلسلات التطبيع والاستسلام الزاحفة على الوطن العربي، لكن هدا الانحطاط العربي يأخذ شكل أحجية: الكرامة الوطنية، الاحتكام إلى العقل، تاريخ الأمة، القيم الوطنية، دور الشعب، وحدة الأرض واللغة...إن انتصار الإمبريالية لم يكن في فرض الكيان الصهيوني بل في خلق صهيونية، بل في خلق صهيونية عربية انتقلت من السر إلى العلن ومن النظر إلى العمل المكشوف، صهيونية بلا لعتمة تتوسل إسرائيل وتقمع الشعب العربي.
لكن السؤال المطروح إلى متى سيظل العرب هكذا ؟ أي أنهم يعيشون أزمة انحطاط على جميع المستويات ومن ضمن هدا الانحطاط تحطيم العقل في مستوياته كلها: قمع العقل الحاضر والعقل الموروث، استيراد النزعات اللاعقلانية فكأن وظيفة العقل هي تدمير كل مايعتبرالعقل مرجعا إن دور المعرفة في أزمة العقل لا ينفصل عن الإنتاج الاجتماعي الايجابي، فمسار المعرفة هو مسار بحث الانسان عن الحرية، أما دور المعرفة في أنظمة استبدادية فهو اكتشاف كل الوسائل والمناهج الموضوعية من أجل البحث عن خطاب عربي جديد يبشر بجمال الزمن الآتي، بقرب انبعاث القوة الهاجعة في طي الزمان وبالتحقيق المبدع للجوهر العربي المستمر وفي هدا الخطاب كانت القدس ، مدينة مقدسة تجد لها مكانا في تراجيع صوت الخطيب وهو يوعد بالنذير، وكان توحيد الأمة وبعث مجدها الخالد يتكئان براحة وفرحة على وسائد البلاغة والإنشاء المتقن
الإيقاع، إلى أن يمر ما يمر. والتقدم الاجتماعي واقتراب مملكة الحرية يجد أن كل ما
يطلبان في لغة خطابية تختزل النظرية العلمية ، حيث يدخل الاستعمار أو يخرج، تصبح القدس سلعة يبيعها الخونة ويشترون بثمنها مساعدات اقتصادية أمريكية أو مجموعة من خبراء الأمن والإعلام لقمع الشعب العربي الذي لايزال يدافع عن القدس وبغد مرور أربعة عقود تظل إسرائيل قائمة وتصبح جزءا أليفا من حياتنا اليومية، حيث تنتزع شرعية تتزايد كلما نقصت كرامة المواطن وتضاءلت شرعية الحاكم وأخذت الأمور شكلا مختلفا، فكان الهدف القديم الذي كان، لايدور حول القدس وتحرير المجتمع والاستقلال الوطني
وتحقيق الكرامة الوطنية، بل يدور حول قمع من يفكر في التحرير والاستقلال والكرامة، حتى أصبح الفكر الوطني والإنسان الوطني هو العدو الأول.
وفي هدا الفضاء الذي تغتال فيه الكرامة الوطنية ويعرض وجود الأمة للخطر، تصبح القوى الوطنية الفلسطينية قوى زائدة يتم قصفها ليلا وخيانتها نهارا، ويغدو الفلسطيني
مباحا لمن يحسن الرمي بالرصاص، فإن لم تكفي الرصاصة كانت السكين جاهزة، وإن غابت السكين فصفعة على الوجه تكفي. فإن كانت اليد مشلولة استلم الفلسطيني إهانة لفظية، وهدا طبعا أضعف الإيمان، إن الدفاع عن فلسطين هو جزء من الدفاع عن الهوية الوطنية العربية، ففلسطين- كمانعلم- عربية والقتال مع الفلسطينيين هو دفاع عن الحدود
الوطنية والكرامة الوطنية واحترام التاريخ واللسان العربي، إلا أنه يمكن الوقوف وقفة تأمل مع هدا السؤال الأخير، ماذا يفعل المثقف العربي أمام هدا الدمار الذي يهز مختلف الأماكن العربية هده الأماكن المقدسة؟ لمن يكتب؟ وكيف يكتب؟
ماهو الدور الذي يمكن إسناده للأنظمة العربية في ظل هده الظروف، وكيف يمكن لهده الشعوب المسجونة في زنازين الحكومات العربية المساهمة. رغم كل هده الأسئلة فالضياع لازال قائما على جميع المستويات فإلى متى سنبقى نعيش في ظل هده الظروف، إلا أنه يمكن أن نعزي هده الظروف الراهنة بهدا البيت الشعري.
ليس العيب أن يسقط الإنسان ولكن العيب أن يظل حيثما سقط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل نجح الرهان الإسرائيلي في ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتسهيل


.. التصعيد مستمر.. حزب الله يعلن إطلاق -عشرات- الصواريخ على موا




.. تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام


.. حراك الطلاب.. قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه أميركا بسبب إسرائ




.. لماذا يسعى أردوغان لتغيير الدستور؟ وهل تسمح له المعارضة؟