الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تسقط الاقنعة

فاطمة الفدادي

2011 / 8 / 21
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


حلت السنة الميلادية الجديدة، وكان الكل يتمنى أن تكون سنة أمن وأمان ولم يتخيل الكثيرون أن تكون سنة التغيير والثورة بامتياز، تغيير أنظمة وإطاحة برؤوس حكام ظلوا لسنوات عالقين ومتمسكين بكراسي السلطة حتى الموت.
حدث مالم يكن في الحسبان سواء في تونس أوحتى مصر وليبيا، بحيث أن حكام هذه الدول لم يتوقعوا يوما أن تنتفض شعوبهم ضدهم، كانوا دائما يحتاطون من الانقلابات التي يمكن أن تحاك ضدهم من الجيش والمقربين منهم، كان آخر همهم أن تنتفض الشعوب ضدهم وتعبر عن رفضها لأنظمة استبدادية لا تفكر إلا في اكتناز ثروات البلاد وسحق العباد، إن مايحدث اليوم ماهي إلا صرخات قوية عانت من الظلم والاستعباد،كما قال عبد الرحمان الكواكبي في كتابه الاستبداد: "ماهي إلا صرخة في واد إن ذهبت ذهب أصحابها".
لطالما خاف الحكام من الوسائل التقليدية التي يمكن أن تعصف بكراسي حكمهم (كالانقلابات والسم وغيرها )، عندما تسقط الأقنعة فيحاول الحكام في لحظات احتضارهم الأخيرة التوسل لشعوبهم من أجل البقاء في مناصبهم مع وعودهم المعسولة بالإصلاح والتغيير الاقتصادي والاجتماعي وتأمين الحاجيات الضرورية التي تضمن للشعوب كرامتهم، لكن للاسف الشعوب نالهم من الأذى ماحسبهم به وكفى، وتارة أخرى يحاولون الدفاع عن كراسي حكمهم بقتل المتظاهرين وبخطابات الوعيد والتهديد كما يفعل مثلا اليوم القذافي مع شعبه، لكن كل هذه الأشياء لم تحبط من عزيمة الشعب الليبي وإنما زادته إسرارا على مواصلة ثورته والتصدي لجنون العظمة التي يتمتع بها هذا الذي يسمي نفسه عقيدا وينصب نفسه ملك ملوك إفريقيا، يا ترى من نصبه أو اختاره؟ هذا المجنون الذي يظن أنه بهذا اللقب امتلك إفريقيا من مشرقها إلى مغربها وكأن الحكام والرؤساء في هذه الدول عبيد عنده أو من رعاياه، فنرجسية القذافي جعلته يظن أن العالم كله ملكا له وأن الناس في ليبيا ماهم إلا جرذان يستطيع في أي وقت أن يسحقهم، أو حتى أنه يمكن أن يشويهم ويحرقهم بتفجير أنابيب البترول أو الغاز.
أين هم أولئك الذين كانوا يهتفون بحياة القذافي ويمجدون حكمه، وأين هم في مصر وتونس، أين هم أولئك الذين كانوا ينظمون أشعارا وقصائد طوال يمدحون فيها هؤلاء الحكام ويبدون فروض الطاعة والولاء، وكأننا في العصر العباسي أو الأموي طمعا في جني المال وليس حبا فيهم، وأين أولئك المغنون الانتهازيون الذين كانت تنشط حركتهم في الأعياد الوطنية فيتغنون بمحاسن حكامهم وشمائلهم، ويرقصون على آلام الشعوب ومعاناتهم وقهرهم وفقرهم.
آه عندما يصبح الفن مجرد عمل انتهازي وعمل تكسبي، ويغيب عنه روح الإبداع ويصبح مجرد سلعة معروضة أمام أصحاب المقامات الرفيعة، قابعا تحت أبراجهم العاجية يستجدي حسنة منهم، فيدوس بذلك على أحلام البسطاء لأنه لايعبر عنهم ولا يحكي بلسان حالهم. عندما تسقط أقنعة الصمت ويخرج الكل ليبحث عن أبسط الأشياء، أبسط الحقوق ، عندما يخرج الكل لينتفضوا ويوقعوا على كلمات واحدة في( تونس مصر ليبيا اليمن البحرين) الكرامة وحق الشغل لكل المعطلين والقضاء على الفساد بكل أنواعه و الإصلاح لمؤسسات الدولة، في الحقيقة هي مطالب بسيطة ومن حق كل واحد منا التمتع بها، لكن في الألفية الثالثة للأسف صارت حق ينتزع ولا يعطى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا