الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومات فاشلة

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2011 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


على مدار أكثر من ستين عامآ وحكوماتنا فاشلة وغير قادرة على حل مشكلاتنا الحياتية ، صحيح أن مصر واجهت طوال تلك الفترة مشكلات سياسية وعسكرية تتمثل في الفساد والحروب وغيرهما ، الا أنه من القائل أن الدول جميعآ لا تواجه مثل هذه المشكلات والتحديات وأن الحياة تسير بوجه وردي دائمآ ، ولكن الدول عن طريق حكومات رشيدة أو بمعنى أصح حكومات واقعية تستطيع أن تواجه مثل تلك المشكلات وتعمل على الحد من تأثيرها السلبي والا لما اعتبرت حكومات قوية ومتميزة فالتحديات هي التي تبرز الفارق بين الحكومات الحقيقية القوية والورقية الضعيفة .

نحن بحاجة الى حكومة تقوم على التكنوقراط بشكل حقيقي ، والتكنوقراط هنا ليسوا هؤلاء الدكاترة الذين يعملون في الجامعات ، فهؤلاء أكاديميون يعملون داخل أسوار الجامعات والمكتبات لا علاقة لهم بمجال العمل الواقعي في الوزارات والادراك الكلي أو حتى الشبه الكلي لمشاكل كل وزارة وخطط وواقع العمل اليومي والخطط التي تم وضعها في السابق ولم تلاقي نجاحآ والوقوف على أسباب ذلك لتلافيها في المستقبل بالاضافة الى العلم بالمشاكل التي تعانيها مشروعات قومية هنا وهناك أو الاحتياجات التنموية لهذه المحافظة أو المدينة او القرية ، وهو ما يتطلب وجود عاملين في الوزارة متابعين ومدركين لهذه الأوضاع منذ بداياتها وما نشأ بسببها .

وليسوا مجرد أساتذة في الجامعات لا يصلح أغلبهم حتى كمستشارين ، فالمستشار لابد أن يكون وثيق الصلة بما سيستشار فيه وواقف على أبعاد الأمور ، الدكتور هو رجل أو امرأة تعب في رسالة دكتوراه حقيقية (أو هكذا هو المفترض بعيدآ عن المزورين ومشتري الشهادات وراغبي الشهرة) ويظل تعبه وجهده هذا في اطار العمل الأكاديمي حتى لو داخله بعض من العمل والبحث الواقعي ، الا أن هذه الرسالة أو تلك حتى التي يشرف عليها ترتبط بقضية معينة وليست كل القضايا ولفترة زمنية معينة وليست مستمرة ودائمة ، فيما يظل أصحاب الخبرة الواقعية والمستمرة والممارسون والمهنيون الحقيقيون اللصيقوا الارتباط بخطط العمل اليومي هم الأقدر على متابعة وتنفيذ ووضع خطط العمل اليومي .من ناحية أخرى وضرورية فانه من الواجب على الوزراء المختارين على أساس مهني بحت لا أكاديمي من الواجب عليهم الاضطلاع على الدراسات الواقعية وليست مجرد الأكاديمية التي تم اجراؤها هنا وهناك عبر مراكز البحوث التابعة للجامعات والتابعة كذلك للوزارات لتحديد جانب من الأهداف العامة وسبل التنفيذ والعلاج وتوفير النفقات العامة ، لما في ذلك من تأثير على حجم نشاطهم وكيفيته وبالتالي التأثير على عملية التقييم المهنى لهؤلاء الوزراء .

لابد من تغيير العقلية التي تحكمنا في مجال العمل العام والحكم على الكفاءات لكي نتجاوز عالم الفشل والتدهور الذي نعاني منه منذ سنين أو حتى قرون طوال ، فهذه العقلية الحالية الحاكمة لنا لم تنتج مجتمعآ متطورآ ومتقدمآ وانما انتجت مجتمع لا زال حتى يومنا هذا يتحدث عن مشكلات رغيف الخبز ومياه الشرب وأنابيب البوتجاز ولم تستطع حكومات الدكاترة على مدار عشرات السنين من أن تجد لها حلآ ، لابد أن نفصل بين ما هو أكاديمي ينتمي الى الجامعة وبين ما هو ممارس مهني يحتك ويتعرض لمشكلات عمله على مدار يومي ويقف على المسببات والظروف ويكتسب الخبرات في مجال العلاج كجزء من عملية التقييم المهني وفقآ لأبجديات علم الادارة العامة .

بالعلم والفكر المنهجي الواقعي فمن المعروف علميآ وواقعيآ أنه ان أثبت منهج ما أنه فاشل ولا يحقق انجازات أو اختراقات في مجال النمو والتنمية وحل المشكلات فانه لابد من تغييره بعيدآ عن الخيالات والتنفيذ الأعمى والتقليدي للأجندات والمناهج السابقة التي سار عليها الأولون الذين أيضآ لم يستطيعوا النهوض بمصر ، فلنغير طريقة حياتنا وطريقة تفكيرنا لنستطيع أن نبني مصرنا الجديدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية