الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ينبئنا الحاضر بمستقبل كئيب!!!

سالم اسماعيل نوركه

2011 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ينبئنا الحاضر بمستقبل كئيب فلا يغرنكم كلام بعض السياسيين بمستقبل مشرق ،فلا شروق (بغياب الشمس)،ينبئنا الحاضر بأننا في تخبط عظيم وينبئنا بأننا غير فالحين في إدارته فإذا كنا كذالك فكيف يكون المستقبل مشرقا في الوقت الذي نعيش حاضرا داكنا ،حاضرا يخاطبنا ويحذرنا بأن القادم أكثر دكنة ،وكما يقال إذا رأيت الحاكم يبتسم للغد فلا تظنن أنه حتما لنا يبتسم،فهو قد حرق اليوم قبل الغد (إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن إن الليث يبتسم) .
لماذا نتشائم من الغد(المستقبل) ،أليس من صنع أيدينا؟ وهل يمكن القفز فوق الحاضر صوب المستقبل ؟ لا لأن الحاضر مثقل بكثير من المشاكل والصعوبات بسبب سوء الإدارة وسوء التعامل معه ،ومن رحمه لا يولد مستقبل مشرق ،من مبدأ الأسباب والنتائج ،فلكل نتائج أسبابها ،أي المقدمات والنتائج ،كما إن ذالك الماضي ترك لنا هذا الحاضر ،كذالك هذا الحاضر يقدم لنا مستقبلا حتما لا نرضاه ولكنه قدرنا من صنع أيدينا ووليد أفكارنا وبرامجنا،خذ مثلا في عالم السياسة
(فكل القنابل التي تنفجر اليوم فهي من صنع الأمس ،والتي تنفجر غدا هي من صنع اليوم) ألم يكن للحرب الباردة مقدمات وقبلها للحرب العالمية الأولى 1914-1918 وكذالك للحرب العالمية الثانية 1939-1945 واليوم الحرب الدائرة ضد ما يطلق عليها الحرب ضد الإرهاب ،وما يسمى اليوم بالربيع العربي!وسقوط الأنظمة الدكتاتورية الواحدة تلو الأخرى وبثمن باهظ جدا بالأرواح البريئة والأموال والذي لا حقا يتحول إلى ربيع أمريكي وأوربي ،هذه الثورات ستشغل المعامل التي كادت تغلق في أمريكا وأوربا والشركات ،وسوف يبيع الأخر خردته في العالم العربي من السلاح( الأستوك وغيره)وربما يتساءل البعض :هل أنت ضد سقوط هذه الأنظمة ؟والجواب بلا تردد بأنني مع سقوط هذه الأنظمة اليوم قبل الغد ،هذه الأنظمة نشأت من رحم الفشل وقدمت المزيد من الفشل ،جاءت من ماضي مظلم وعيشتنا حاضرا مظلما وقادتنا إلى مستقبل مجهول في ظلمته .
لا يأتي الطريق إلى المستقبل من شعارات فارغة ولا بالبرامج الكلامية والوعود الكاذبة ولا من بوابة الفساد المالي والإداري ولا من بوابة الطائفية ولا من بوابة تمجيد الفرد ولا من الأيدلوجيات ،يأتي الطريق إلى المستقبل من خلال وضع حلول لمشاكل الحاضر وهي كثيرة وبعدها ومعها التفكير بالمستقبل وهذا لا يعني التخبط في العمل ،في العالم العربي مثلا يبنى مشروع بعد فترة قليلة لا بد من إزالته لأنه لم يبنى بمواصفات العصر وبني في المكان الخطأ .
لماذا نخشى من المستقبل ،ما هي إشارات الحاضر السلبية التي تخيفنا من المستقبل ؟؟علينا أن نسرد بعض الحقائق المرة المتعلقة بالحاضر لنعلم بأن خشيتنا حقيقة وفي محلها بعيدا عن الأحلام (الوردية)لبعض ساستنا والتي يراد بها عبور مرحلة وخداع الناس الذين يخدعون بالكلام ,
حاضرنا عبارة عن مشاكل أقنصا دية حقيقية ،فشل في الصناعة والزراعة ودولة تعطي رواتب بلا أنتاج حقيقي ،وتحول المجتمع إلى استهلاك كل ما نستورده من بضائع أجنبية وجود جيوش من العاطلين ،سوء توزيع الثروة وهدرها بالفساد المالي والإداري ،العمل بلا تخطيط بل قل بالتخبط ،عدم وضوح ملامح الدولة والعمل خارج نطاق الدستور والقانون ،وجود ناس لا يملكون قوت اليومي ،وجود ناس بلا سكن ،انتشار بيوت التنك والصفيح والبناء العشوائي لفشل الدولة في علاج أزمة السكن ،ظهور أمية بين من هم في سن الدراسة والشباب ،وجود عمالة الأطفال الهاربين من مقاعد الدراسة لإعالة أسرهم ،وجود الأرامل والأيتام نتيجة للحروب المتلاحقة ،فشل البينة التحتية ،الفشل في تقديم الخدمات من قبل مؤسسات الدولة ،الفشل في إدارة مؤسسات الضمان الاجتماعي ،منح الضمان لمن لا يستحق وحجبه عن مستحقيه نتيجة للفساد الإداري ،وجود عوانس لعزوف الشباب عن الزواج لصعوبة الحياة ،تقطع مساحة البيت الواحد إلى عدد من البيوت وبمساحات لا يصلح للسكن فمناطق وأحياء العاصمة بغداد تتقطع وكذالك المحافظات ناهيك عن البيوت العشوائية (من لا جاره) ،عدم وجود سياسة واضحة للدولة في كل المجالات وعدم الوصول إلى المشتركات ،ضعف القدرة الشرائية ،وتحولت الدولة إلى دولة الموظفين على حساب باقي أبناء الشعب مع إن هناك تفاوت مخيف في الرواتب من راتب لا يتجاوز 150 ألف إلى رواتب بالملايين ،عدم وجود رؤية واضحة نتيجة تخبط السياسيين لمعرفة أصدقاء وأعداء العراق ،اختلاف الفظيع بين نوايا السياسيين وعدم وجود المصداقية بينهم ،السكوت على تجاوزات دول الجوار على العراق ومنها تلك التي تضر بمصالح العراق كدولة (ذات سيادة )،الغموض في علاقة العراق الخارجية مع الدول ومنها أمريكا ،عدم وقوف أمريكا كدولة محررة للعراق أو محتلة سميها ما شئت للدفاع عن مصالح العراق أمام عدوان الدول عليها ومنها دول صغيرة الحجم .
هذه هي حقيقة حاضرنا مثل هذا الحاضر لا يؤدي إلى مستقبل مشرق ،بل يؤدي إلى مستقبل أكثر وطأة من حاضرنا والعاقل يكفيه الإشارة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم كوريا الشمالية: حان وقت الحرب! فهل يشعل صراع الكوريتين


.. لافروف: ما يهم روسيا هو عدم صدور أي تهديد غربي لأمنها| #الظه




.. الملف النووي الإيراني يستمر الشغــــل الشاغـــل لواشنطن وتل


.. أول مرة في العالم.. مسبار صيني يعود بعينات من الجانب البعيد




.. ابتكار جهاز لو كان موجودا بالجاهلية لما أصبح قيس مجنونا ولا