الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا كنت أنفذ الاوامر !

محمد محبوب

2011 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


عبارة بليدة كان يرددها المتهمون خلال محاكمات نورنبيرغ الشهيرة (نسبة الى مدينة نورنبيرغ الواقعة جنوبي ألمانيا) ، أعضاء كبار وصغار في الحزب النازي وفي الجيش والأمن كانوا جميعا لايملكون سوى هذه الكلمات البائسة ( أنا كنت أنفذ الأوامر) لدفع الأتهامات الموجهة ضدهم من قبل المحكمة لكن هذا الدفع الهزيل لم يمنع المحكمة من أنزال العقاب العادل بهم.
وفي خضم الجدل اللاقانوني حول تنفيذ عقوبة الأعدام بحق سلطان هاشم وحسين رشيد أو تعليقها ، الأول كان وزيرا للدفاع والثاني رئيس لأركان الجيش ، طالب البعض بأعفاء الموما أليهم من عقوبة الأعدام متذرعا بذات العبارة النازية البليدة (هو ضابط مهني كان ينفذ الأوامر) بل وصل الأمر بأحدهم الى المطالبة بألغاء العقوبة عن الجميع ، حتى عن صدام حسين بأثر رجعي ! زاعما أن الجميع كان مشاركا في الجريمة ، أية جريمة حدثت في العراق وبالتالي لاينبغي تحميل عواقبها على أحد أو على مجموعة ، بل يتوجب أن يتحمل مسؤوليتها الجميع وربما يقصد الشعب العراقي كله !
هذا النوع من الطرح التعميمي الضبابي يحاول أن يلغي الجريمة والعقاب معا ويدعو الى غلق المحكمة الجنائية العليا وطي ملفات القضايا كافة واطلاق سراح ما تبقى من كبار المسؤولين من النظام السابق من الجرائم التي ثبت للمحكمة مشاركتهم بها ..
اذا كان الأمر على هذا النحو ، لماذا تعقد المحاكمات الدولية والمحلية لمحاكمة مجرمي الحرب في بقاع مختلفة من العالم وكيف يمكن لوزير دفاع الدكتاتور صدام ورئيس أركان قواته المسلحة أن يتنصلا من مسؤوليتهما في المساعدة على تنفيذ جرائم الأبادة ضد الشعب العراقي ، كيف يسمح البعض لنفسه بترديد العبارة النازية البائسة (هو كان ينفذ الأوامر)
قال الله تعالى (ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين)
كتب أحد المؤيدين لسلطان هاشم مايلي (عرف عن الفريق سلطان شهامته وكرمه وطيبه وكان من خيرة ما انجبته القوات المسلحة العراقية وكان من القادة الشديدي الولاء للرئيس العراقي الراحل صدام حسين)
كما قال آخر( ان الضابط ينفذ اوامر قائده وهذا معروف في كل العالم متسائلا هل من المنطق ان يحاكم ضباط الجيش في حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بعد زوالها )
هل الولاء الشديد والطاعة العمياء التي أبدياها كل من سلطان هاشم وحسين رشيد لصدام حسين وتنفيذهم لكل أوامر الأخير في جرائم ابادة ضد الشعب العراقي في الأنفال وحلبجة وأنتفاضة 1991 وزج الجيش العراقي في معارك غير متكافئة ترتب عليها ابادة مئات الآلوف من جنود وضباط الجيش ، هل بقاء هاشم ورشيد على هذا الولاء الشديد والطاعة العمياء لصدام حتى اليوم الأخير من عمر النظام ، هل كل ذلك يبرر الدعوة لأسقاط العقوبة عنهما !!
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحفظ عربي على تصورات واشنطن بشأن قطاع غزة| #غرفة_الأخبار


.. الهجوم الإسرائيلي في 19 أبريل أظهر ضعف الدفاعات الجوية الإير




.. الصين... حماس وفتح -احرزتا تقدما مشجعا- في محادثات بكين| #غر


.. حزب الله: استهدفنا مبنيين يتحصن فيهما جنود الاحتلال في مستوط




.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يتلاعب ويريد أن يطيل أمد الحرب