الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا وراء حادث مقتل الجنود المصريين في سيناء؟!

اسلام احمد

2011 / 8 / 22
السياسة والعلاقات الدولية


فجر حادث مقتل ضابط و5 جنود مصريين في سيناء على يد قوات إسرائيلية صدمة كبيرة في المجتمع المصري على المستويين الرسمي والشعبي , وتراوح السؤال كيف تخطت إسرائيل بكل جرأة الأجواء المصرية مخالفة للقانون الدولي ولمعاهدة السلام وقامت بقتل جنود مصريين؟! , وهل حقا حدث ذلك عن طريق الخطأ كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية؟! , وماذا وراء هذا الحادث؟! , قبل أن أجيب على تلك الأسئلة يجب أن نأخذ في الاعتبار عدة حقائق تتمثل فيما يلي :

1_ أنه في عهد مبارك تراجع دور مصر الخارجي بشدة وارتمت مصر بشكل مهين في حضن الولايات المتحدة وإسرائيل ولكي ندرك طبيعة العلاقة بين مصر وإسرائيل طيلة السنوات الثلاثين الماضية يكفي أن نعلم أن مسئول إسرائيلي كبير وصف مبارك (بكنز استراتيجي) ما يعني أنه كان عميلا لها أو على الأقل خادما مطيعا لمصالحها

2_أن تلك ليست المرة الأولي التى يتم فيها قتل جنود مصريين على الحدود مع إسرائيل وخاصة عند معبر رفح , ولكن نظام مبارك كان دائم التعتيم على تلك الأحداث منعا للغضب الشعبي من جهة ومنعا لإفساد العلاقة الودية مع اسرائيل من جهة أخرى وفي نفس الوقت للحفاظ على صورة مصر

3_أن الحادث الأخير وقع بالتزامن مع عملية كبرى تشنها القوات المسلحة بالتنسيق مع قوات الشرطة في سيناء ,هي العملية (نسر) ضد مسلحين إسلاميين وذلك على خلفية حادث اعتدائهم على قسم ثاني العريش

4_ أن الحادث يتزامن أيضا مع تفجر غضب شعبي عارم في إسرائيل ضد حكومة نيتنياهو بسبب سوء الأحوال المعيشية يهدد بإقصاء الحكومة , كما يتزامن مع شن القوات الإسرائيلية هجمات على قطاع غزة ضد حركة حماس والجهاد الإسلامي

5_أن الحادث يعد الأول بعد قيام ثورة 25 يناير ويأتي عقب المحاكمة العلنية للرئيس السابق حسني مبارك

6_أنه يأتي في أعقاب انشغال العالم بأزمة الديون الأمريكية فضلا عن الربيع العربي (الانتفاضة في سوريا وليبيا)

وعودة الى السؤال الأساسي ماذا وراء هذا الحادث؟! , الحقيقة أن الموقف مازال ملتبسا ونتيجة التحقيق لم تحسم بعد لذا من الصعب على أي باحث تقديم إجابة وافية عنه , ولكن في ضوء الحقائق السابقة ولأن الحادث قد تم بالتزامن مع غضب شعبي عارم لأول مرة داخل إسرائيل وصل الى حد التهديد بإقصاء حكومة نتنياهو فأعتقد أن الحادث متعمد خاصة أن تقرير قوات حفظ السلام الدولية كشف أن وحدة من الجيش الإسرائيلي توغلت فى الأراضي المصرية، واشتبكت مع الجنود المصريين واستهدفتهم برصاصها , وليس مروحية إسرائيلية قتلتهم خطأ كما تدعي إسرائيل , وبذلك تحقق إسرائيل هدفين بضربة واحدة , الأول هو التخلص من التظاهرات الداخلية والتفاف الشعب حول الحكومة الإسرائيلية , وهو ما حدث إذ أعلن ممثلو الحركة الاحتجاجية الاجتماعية فى إسرائيل أن التظاهرات المطالبة بـ«العدالة الاجتماعية» تأجلت بعد هجمات إيلات. ونشر اتحاد الطلاب بيانا يعلن فيه تأجيل تظاهرات مساء السبت حتى يتم حل الوضع فى جنوب إسرائيل , ولأن الحادث وقع بالتزامن مع استعداد إسرائيل شن حرب على غزة فاعتقد أن إسرائيل أرادت بهذا الحادث اختبار رد الفعل المصري فيما بعد الثورة , وهو الهدف الأهم في نظري لاسيما أن العدوان المرتقب على غزة من المتوقع أن يسفر عن وقوع قتلى مصريين جراء توجيه ضربات إسرائيلية للأنفاق برفح كما حدث في يناير 2009 , في سياق كهذا يتعين أن يكون رد الفعل المصري قويا للغاية , وفي تقديري أن على المجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة المصرية القيام بما يلي :

1_طرد السفير الإسرائيلي من مصر وسحب نظيره المصري من إسرائيل وتخفيض حجم التمثيل الدبلوماسي الى أدنى حد ممكن مع التلويح بقطع العلاقات مع إسرائيل حال عدم اخذ حقوق الشهداء المصريين

2_المطالبة باعتذار رسمي مكتوب ومعلن من جانب الحكومة الإسرائيلية

3_المطالبة بتحقيق مشترك لمعرفة ملابسات الحادث ومحاسبة الجناة , مع التهديد باللجوء للتحكيم الدولي وفضح إسرائيل دوليا إذا لزم الأمر

أخطر ما قرأته في الموضوع هو التحليل الذي طرحه اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني وأيده بعض الخبراء , وهو أن إسرائيل لديها خطة لعبور الحدود المصرية، بدعوى تأمين حدودها من الخطر الإسلامي لاحتلال مسافة تتراوح بين ٥ و٧ كيومترات من سيناء ، مشيراً لتأييد القوى الدولية لهم فى حال حدوث ذلك , وما يؤكد هذا الزعم ما صدر على لسان المسئولين الإسرائيليين حيث طالب بيان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المصريين بتشديد الرقابة على الحدود مع إسرائيل وضبط الأمن فى سيناء كما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، بأن الحادث يشير إلى ضعف سيطرة مصر على صحراء سيناء، وتوسع نشاط العناصر الإرهابية هناك، وإشارته إلى تسلل أكثر من مجموعة إلى جنوب إسرائيل من الشريط الحدودي مع مصر فضلا عما أعلنه مدير المخابرات الحربية الإسرائيلية أن لديه أخباراً أن مصر لا تستطيع السيطرة على أمنها! , رؤية الخبير الأمنى المصرى، أكدها للمصري اليوم ، عبر اتصال هاتفى، المهندس إبراهيم صلاح الإخواني المقيم فى سويسرا، وهو على صلة بمصادر المعلومات فى الخارج، وقال إن ما يحدث خطة أمريكية ـ إسرائيلية تم تسريبها منذ اندلاع ثورة يناير، وأن إسرائيل أقنعت الولايات المتحدة بأن زوال نظام مبارك يهدد استقرار حدودها مع مصر، وبالتالى فمن مصلحتها تأمين تلك الحدود باحتلال جزء من سيناء تحت أى ذريعة , في سياق كهذا اعتقد أن على الجانب المصري إعادة النظر في ملف العلاقات المصرية الإسرائيلية مع المطالبة بتعديل اتفاقية السلام بما يضمن زيادة عدد القوات المسلحة المصرية في سيناء فضلا عن ضرورة فتح ملف تنمية سيناء بما يجعلها جزءا حقيقيا لا يتجزأ من تراب مصر بعد التهميش الذي عانته طيلة السنوات الماضية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اتفق معك
ناديه احمد ( 2011 / 8 / 22 - 12:20 )
تفق معك فى ضرورة تنميه سيناء , وليس فقط سيناء بل مصر كلها , فلقد ساد الاهمال الخريطه المصريه بالكامل , ولا احب ان نتكلم وكأن سيناء دولة اخرى تم تهميشها عن عمد فنسبب لاهلها الاحساس بالمرارة والظلم . وهل تم تنميه الصعيد او الصحراء الغربية او حتى المدن الكبرى . لا اعتقد ان مظاهرات اسرائيل التى قامت لاسباب اقتصاديه يمكن حلها بافتعال صراع مع مصر مهما كان غباء قادة اسرائيل , او حتى ان تورط نفسها فى مؤامرة قد تفضحها امام العالم من اجل احتلال شريط حدودى . هناك مؤامرة بلا شك ولكن ماهى ربما نعرف قريبا .


2 - أتق الله
عمرو ( 2011 / 8 / 24 - 06:11 )
السلام عليكم

أخى الكريم مقالة جيدة و لكن عندى لك سؤال

هل اصبح عندكم دين الإسلام هوا الإشارة التى تدل على الخطر و الإرهاب فإذا كان هذا حالك فما هوا حال غير المسلمين

يا أخى أتقى الله فأنت تقول -مسلحين إسلاميين- -الخطر الإسلامي- فهل هذا يرضى الله و رسوله محمد *صلى الله عليه و سلم*

دين الإسلام دين عدل و سماحة و رحمة و لايجوز ان يوصف المتطرفيين بهذا الوصف

أخى إن كنت مسلما فاستغفر الله و اتقى الله فينا فهذا لايجوز و لا يرضى الله و رسوله محمد *صلى الله عليه و سلم* و دين الإسلام و المسلمين براء من هذا و لا حول ولا قوة إلا بالله

و إن كنت قد فعلت هذا عمدا سواء كنت مسلما او تدعى الإسلام بتسمية نفسك -اسلام احمد- فأعلم ان الله عدل و شديد العقاب و لسوف يقتص منك للأساءة للأسلام و المسلمين


3 - أتق الله
عمرو ( 2011 / 8 / 24 - 06:12 )
السلام عليكم

أخى الكريم مقالة جيدة و لكن عندى لك سؤال

هل اصبح عندكم دين الإسلام هوا الإشارة التى تدل على الخطر و الإرهاب فإذا كان هذا حالك فما هوا حال غير المسلمين

يا أخى أتقى الله فأنت تقول -مسلحين إسلاميين- -الخطر الإسلامي- فهل هذا يرضى الله و رسوله محمد *صلى الله عليه و سلم*

دين الإسلام دين عدل و سماحة و رحمة و لايجوز ان يوصف المتطرفيين بهذا الوصف

أخى إن كنت مسلما فاستغفر الله و اتقى الله فينا فهذا لايجوز و لا يرضى الله و رسوله محمد *صلى الله عليه و سلم* و دين الإسلام و المسلمين براء من هذا و لا حول ولا قوة إلا بالله

و إن كنت قد فعلت هذا عمدا سواء كنت مسلما او تدعى الإسلام بتسمية نفسك -اسلام احمد- فأعلم ان الله عدل و شديد العقاب و لسوف يقتص منك للأساءة للأسلام و المسلمين


4 - احمد
ahmed yousef ( 2012 / 8 / 7 - 22:52 )
هل انت مسلم ام تدعي الاسلام هذا التطاول لا يجوز اتقي من ستقف بين يديه يوم القيامه

اخر الافلام

.. هل نجح الرهان الإسرائيلي في ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتسهيل


.. التصعيد مستمر.. حزب الله يعلن إطلاق -عشرات- الصواريخ على موا




.. تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام


.. حراك الطلاب.. قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه أميركا بسبب إسرائ




.. لماذا يسعى أردوغان لتغيير الدستور؟ وهل تسمح له المعارضة؟