الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤامرة على مصر : المد الشيعي

صلاح الجوهري

2011 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


المؤامرات على مصر كثيرة وعديدة وان من بين تلك المؤامرات ليس فقط التي تحاك من اعدائها التاريخيين التقليديين ولكنها مؤامرات تحاك ايضا من حلفائها العرب ومِن مَن يحسبون على القومية العربية. فالسنين الأخيرة بينت لنا أعدائنا الحقيقيين الذين يريدون تورط مصر بحرب مع إسرائيل والذين لا يتورعون باستخدام اخس الوسائل وأحقرها لتحقيق هذا الهدف. وآلياتهم في ذلك هو الدين الذي شرع الكراهية ضد اليهود كعقيدة.

حزب الله اللبناني عدو لمصر وشوكة في ظهر القومية العربية يعمل على اثارة القلاقل في المنطقة لخدمة هدف اسمى هو اقامة الدولة الإسلامية الايرانية وخدمة المد الشيعي على حساب المد الوهابي في منطقة الشرق الأوسط. وعلم حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله ان مصر تقف بينه وبين تحقيق هدفه من الانتشار الشيعي في المنطقة وإقامة الجمهورية الإسلامية. ولم يخفي حسن نصر الله ولائه العقيدي والسياسي لإيران والجمهورية الإسلامية، قائلا ابان توليه منصب الأمين العام للحزب: "مشروعنا لا خيار لنا أن نتبنى غيره كوننا (مؤمنين)عقائديين هو مشروع الدولة الإسلامية وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية اسلامية واحدة وانما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه الإمام الخميني."

فلبنان ليس في حسبانه ولا يهتم لأهل لبنان ولا لأطفال لبنان بل يستخدمهما حسن نصر الله كدروع بشرية لإحراج إسرائيل امام العالم وتقديمهم كتقدمات بشرية لخدمة الهدف الأسمى وهو إقامة الدولة الإسلامية التي يحكمها الفقيه الخميني.

نجحت إيران في السيطرة على لبنان سياسيا وعسكريا بظهور حزب الله به بعد حرب لبنان عام 1982واتخذ لبنان مقرا إقليميا للثورة الإسلامية التي أطاحت بشاه إيران قبلها بثلاث سنوات، ولم يكن حزب الله مقاوما لإسرائيل فحسب بل كان مقاوما لدعاوى خروجه من لبنان كقوة إحتلال إيرانية ولم يتوانى لتوجيه سلاحه نحو اللبنانيين لإدارة المد الشيعي في منطقة الشرق الأوسط وشارك حزب الله بالحرب الأهلية في لبنان عام 1988 تلك الحرب التي قسمت لبنان إلى مناطق شيعية يحكمها حزب الله مواليا لإيران ومناطق تسيطر عليها حركة أمل المدعومة من سوريا. كما وجه حزب الله سلاحه لللبنانيين عام 2008 بعد أن كشفت الحكومة اللبنانية فضيحة تجسسه على المسئولين اللبنانيين. وجه " سلاح المقاومة" ضد اللبنانين بعد أن تسبب بحماقته في جر لبنان وجنوبه إلى حرب غير متكافئة شنتها إسرائيل في يوليو تموز 2006 بعد اسرة وقتله جنود إسرائيلين ضمن المنطقة الخضراء. وكان هدفه من هذا التهديد بقائه على الأرض اللبنانية وأن نزع سلاحه أمر غير مطروح للمناقشة. أي أن باق على حماقته.

بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان في مارس آذار 2005 خسر حزب الله حليفا استراتيجيا على الأرض اللبنانية (فاعداء الأمس حلفاء اليوم خاصا مع تولي بشار الأسد مقاليد الحكم في سوريا) فكان على ايران وحزب الله تقوية العلاقة بينه وبين سوريا ليس على الارض اللبنانية هذه المرة ولكن في النور ضمن تحالف سياسي بينها وبين سوريا في شخص بشار الأسد مستخدمة ذريعة "العداء لإسرائيل".

نجحت إيران في خلق حرب أهلية في لبنان والأن تعمل على تصدير هذه الحرب إلى سوريا مستخدمة دميتها "بشار الأسد".

بشار الأسد ليس رجل سياسة ولا رجل يصلح لأي منصب سياسي، فقد كان مدمنا للمخدرات وكان يعالج في مصحة للعلاج من آثار الإدمان. ولم يكن والده حافظ الأسد يوما ما يؤهله للرئاسة لعلمة بحماقاته المتكررة، بل كان يؤهل أخاه الأصغر "باسل الأسد" لخلافة سوريا ولكن القدر لم يمهله هذا المنصب بعد أن سقط من فوق حصانه أثناء ممارسته رياضة الفروسية واحتسب لدى سوريا "شهيدا" !!!!!!

بشار لم يملك من الذكاء ما يؤهله أن يقود شعبا، ولكنه وجد نفسه فجأ في منصب لم يكن في حسبانه وفتحت له الدنيا مصراعيها، لكن غبائه الشديد كان مطمع للكثيرين لاستغلاله وأولهم إيران التي رأت فيه الزعيم الساذج التي يمكنها اللعب به لتحقيق أغراض توسعية وذلك بإعلان عدائه للهيمنة الأمريكية والعزف على نغمة المقاومة والبطولات الزائفة.

بلع بشار الأسد الطعم كما الأحمق وصدق أنه سيتزعم الأمة من بعد والده المستبد، نحو نصر قريب لتحرير مرتفعات الجولان، ولكن بغبائه المعتاد تورط في قتل المتظاهرين السلميين مستخدما أسلحة وعناصر عسكرية وقناصة إيرانيين حسبما جاء بصحيفة الدايلي تلجراف، بل كان بشار الأسد بلوى حقيقية على شعبه. وزمن تراجعه عن جرائمه قد ولى وسيطالب المجتمع الدولي برأسه آجلا أم عاجلا.

وها اليوم إيران تتخلى عن بشار بتعيين شيباني سفيراً لإيران في سوريا لاحتواء "تبعات" السقوط المحتمل لنظام الأسد الحليف الغبي في الشرق الاوسط، وهدف هذا التغيير هو فتح جسور حوار جديدة مع المعارضة حتى لا تخسر إيران وجودها كاملا في سوريا. وقد صرح رئيس مركز الدراسات العربية الإيرانية علي نوري زاده في حوار له أن المهمة الرئيسية للسفير الجديد هي التعامل مع التطورات المستقبلية بحكمة بعد السقوط المحتمل لنظام بشار الأسد قائلا إن البلدين لديهما تعاون واسع على مختلف الأصعدة وأن تسريب حيثيات هذا التعاون يسبب الكثير من الكوارث لإيران.

لم يحرر بشار الجولان، ولم تطلق طلقة واحده من هضبة الجولان نحو المستعمر الإسرائيلي منذ أن اعتلى سدة الحكم وحتى الآن، ولم تستخدم الجولان كمنطقة إعداد للعمليات العسكرية ضد الاحتلال بتاتا على غرار سيناء. والآن تسعى سوريا وشعبها الأبي إلى تحرير سوريا من بشار الأسد وأعوانه من الإيرانيين.

الحالة الفلسطينية الأسواء حالا على الإطلاق، وخاصة قطاع غزة، التي سيطرت عليها حماس كاحتلال إسلامي راديكالي على شعب فقير مدعومة بحزب الله وإيران. فبعد أن جاءت حماس للسلطة بخدعة الداهية جورج بوش استطاعت أن تعزل شعبها الفقير والمريض عزلا سياسيا وحياتيا عن باقي أجزاء العالم وبدأت في خلق مناوشات حمقاء ضد إسرائيل لا تجني منها أي مكاسب سياسية أو عسكرية لاتعدوا أن تكون مجرد حماقات. وخلقت على أرضها ساحة صراع بين المد الوهابي والمد الشيعي بذريعة مقاومة إسرائيل فتستعطف بها إيران تارة وأموال النفط تارة أخرى والمستفيد الوحيد في هذا ليس الشعب الفلسطيني الكادح والمطحون، بل يستفيد منها قياداته التي تتاجر بالقضية الفلسطينية.

ولعل أبرز المتاجرين بالقضية الفلسطينية كان ابو عمار أو "ياسر عرفات" الذي ظهرت له أموالا طائلة بعد وفاته تصل إلى 3 مليار دولار منها مليار دولار على الأقل في صورة تعاملات في النور. فقد ذكرت مجلة فوربس عام 2003 أن أموال عرفات المتداولة قد تصل إلى 300 مليون دولار على الأقل فالمساعدات التي تلقتها منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها كانت تصل إلى مليار دولار سنويا حسب تقرير صدر عن صندوق النقد الدولي عام 2000 حتى أن "مشتاق خان"، وهو محاضر كبير في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن حينما صرح لقناة البي بي سي أن عرفات حصل على اتفاق غير اعتيادي بعد اتفاقية اسلو عام 1994 بأن الضرائب التي كانت تجمعها إسرائيل من الفلسطينيين كانت تودع لحسابات شخصية لعرفات وكان إجراء كهذا كان معلوما من قبل جميع أطراف عملية السلام، وكان هدف هذا الإجراء هو تدعيم قوته وشعبيته بين الفصائل الفلسطينية وشراء أصواتهم السياسية مقابل السكوت امام المحتل أو أن يكون عرفات هو الناطق الوحيد بلسان حال الفلسطينيين، كانت إسرائيل تعلم هذا وتدعمه مقابل تهميش دور الفصائل الفلسطينية وكسب حليف مطاوع على مائدة الحوار وهو ياسر عرفات.

فلا عجب بعد ان مات الرجل تناحرت الفصائل الفلسطينية من أجل الإوزة التي تبيض ذهبا، القضية الفلسطينية.

علم جورج بوش أن الانتخابات التي لو فازت بها حماس ستقوض فرص السلام مع إسرائيل وإسرائيل كانت تعلم هذا وتتمناه. فصرح من قبل الانتخابات ما بين فتح وحماس أنه يعتبر حماس جماعة إرهابيه ولن تلتزم أمريكا بالحوار معهم حال فوزها بالانتخابات. طبعا مقالا كهذا في الشارع الفلسطيني قبل الانتخابات سيصب في صالح حماس، وهذا ما كان تطمع فيه إسرائيل ونفذها بوش. وفازت حماس بالانتخابات وعلى أثر هذا الفوز إستطاعت إسرائيل أن توقف ومفوضات السلام وعزلت غزة عزلا سياسيا تاما وقسمت الدولة الفلسطينية الوليدة ما بين فتح وحماس وتناحرت الفصائل الفلسطينية. وهذا ما كانت تريده إسرائيل تماما فقد جمعت البيض الفاسد في سلة واحدة هي غزة.

طبعا قطاع غزة ارض خصبة لمهاجمة الإسرائيليين وتدعيم شوكة الحكم الشيعي للمنطقة فأعلنت حماس تحالفات كثير منها تحالف الإخوان وحماس، وتحالف حزب الله وحماس. وطبعا لا ننسى التحالف السوري الحماسي حتى أن مقر إقامة خالد مشعل بسوريا مقرا فاخرا وثيرا مكيف الهواء، بينما شعبه بين حجري الرحى، ظلمات الحكم الإسلامي من ناحية وقسوة ومرارة الحصار الإسرائيلي من ناحية أخرى.

خلق حزب الله مدعوما من إيران أرجل كثيرة في المنطقة تمهيدا لإقامة الدولة الإسلامية الكبرى بولاية الفقيه، لبنان وسوريا وفلسطين ومحركها الأساسي بين الشعب الجاهل هو العداء لإسرائيل، وذريعته مقاومة المحتل كعقيدة، فكان العداء لإسرائيل هو المحرك والذريعة والستار لإقامة هذه الدولة المتشرذمة، التي رأسها في إيران وتمد أذرعها في لبنان وفلسطين وسوريا. ونجحت في الوجود بقوة في لبنان وتقسيمه، ، ونجحت في عمل تحالف إيراني سوري مستخدمين القضية الفلسطينية وقضية الجولان والعداء لإسرائيل ستارا لتقوية سوريا إقليميا خاصا بعد انسحابها الجزئي من لبنان. ونجح في تحالف حزب الله وحماس.

طبعا هذا دون ذكر التحالفات التركية الإيرانية فهذا لها شأن خاص سنتابعه في مقالات أخرى ولعلي قد أوضحت بعضا من هذا التحالف في مقال لي سابق على الحوار المتمدن عنوانه (غزة والتمثيلية التركية).

لكن ماذا تبقي؟

لقد بقيت مصر، تلك الشوكة في حلق النظام الإيراني الفاشي، وخنجر في ظهر حزب الله.

لم تنحني مصر بتاريخها الكبير في الصراع العربي الإسرائيلي وبمثقفيها ووعيها السياسي أمام حزب الله الذي يسعى لإثارة القلاقل داخليا وخارجيا، داخليا في مصر بالتجسس لحساب حزب الله وزعزعة إستقرار مصر بفعل عمليات تخريبية وارهابية تستهدف السياحة. وخارجيا بتورط مصر ضمن حرب ضد إسرائيل لخلق حالة حرب باردة والمستفيد منها هو الوجود الإيراني بسبب تنامي الدعوات الجهادية ضد إسرائيل وهذا يصب في مصلحة الوجود الإيراني في المنطقة لاستكمال المشروع التوسعي للدولة الإسلامية. ولعل حزب الله اليوم وجد لنفسه قدم في مصر بعد الثورة متمثلا في التحالف بين الإخوان وحركة حماس. وفتحت الثورة المصرية دون قصد الباب على مصراعيه للتبرعات المصرية لغزة عن طريق الإخوان. فأموال مصر تذهب لغزة لتفسد الأخيرة حياة مصر.

علمت مصر نوايا النظام الإيراني وكانت تقوده بشده في الماضي ولكن بسبب الانفلات الأمني والفوضى المصاحبة للثورة، ركب حزب الله الموجة وعمل على تخريب مصر عامدا متعمدا وحانت له الفرصة في الثورة بحرق اقسام الشرطة والاستيلاء على السلاح بها والهجوم على السجون المصرية بأسلحة وذخائر إيرانية الصنع تلك السجون التي كانت تأوي الإرهابيين من الإسلاميين واعداء مصر الحقيقين الذين ما ان تحرروا من السجون فروا إلى غزة.

نعم يبدو ان "غزة" مفتاح أي خراب وتوتر في المنطقة، فمنها تنطلق العمليات الإرهابية في مصر، ومنها ينتشر الإرهاب في سيناء. وهي الجرثومة التي تستخدمها إيران للتحكم في المنطقة.

الأحداث الأخيرة في إيلات وضحت لنا كيفية إدارة حزب الله لتورط مصر عن طريق حماس وقطاع غزة كأتي:

تسلل عناصر إرهابية من غزة إلى سيناء للإعداد لعملية إيلات في أرض سيناء ثم الإعداد للعملية والتنقل لمسافة تصل إلى 300 كيلومتر جنوبا التسلل مرة أخرى من سيناء إلى إيلات لإيهام الجيش الإسرائيلي بأن المتسللون مصريين للإيقاع بين مصر وإسرائيل. ودق اسفين ما بين الحكومة المصرية والإسرائيلية وذلك بتفجير الغاز وعمل عمليات عسكرية وارهابية ضد السياح في سيناء

صدق الإسرائيليون هذه الخدعة إلى الحد الذي جعلهم يطاردون العناصر الهاربة حتى أرض مصر ويرتكبون مخالفتان صريحتان لبنود معاهدة كامب ديفيد أولا بمطاردهم وثانيا بإطلاق النار عليهم. وكأنهم عناصر ارهابية مصرية سمح التراخي الأمني في وجودهم ونجاحهم في تنفيذ عملياتهم.

صدقت إسرائيل هذه الخدعة وكانت لها اسباب، فبعد الثورة حدثت تداعيات كثيرة في مصر توكد ان مواجهة ما بين مصر وإسرائيل ستكون وشيكة. فالتراخي الأمني في سيناء بلغ ذروته.

- فقد فجر انبوب الغاز اربعة مرات دون توقيف أحد أو تحديد هوية أحد من منفذي التفجيرات.
- إعلان الظواهري أن سيناء إمارة إسلامية، لتكون سيناء قبلة الجهاد الأكبر بعد أن كانت أفغانستان.
- نجاح الإرهابيين في شن هجوم كثيف على قسم ثان العريش وقتل وإصابة العشرات وذلك باستخدام ما بين ستين سيارة رباعية الدفع ودراجة بخارية
- كذلك الدعاوى المتكررة من القيادات الإخوانية لإلغاء معاهدة السلام وجر البلاد لحالة الحرب الباردة مرة أخرى، والتحالف المعلن بين الإخوان وحماس ولقائهما الأخير الذي فيه يقبل خالد مشعل رأس محمد بديع.
- إطلاق سراح الإسلاميين في السجون وعودة الهاربين منهم من أفغانستان وباكستان إلى الأراضي المصرية
- هذا غير نجاح الأجهزة الأمنية المصرية بضبط "عدد قليل محدود" من مهربي السلاح أخرهم الترسانة التي ضبطت في منطقة وادي النطرون والتي كانت تحمل شحنة من الصواريخ المضادة للدبابات وللطائرات بالإضافة إلى منصات إطلاق هذه الصواريخ.

كل هذه الأحداث مهدت لفكرة أن مصر فقدت السيطرة على أمنها القومي من ناحية سيناء ودعمت عملية إيلات لهذه الفكرة.

توريط الأطراف عمل يجيده حزب الله جدا، والوقوع في الفخ عمل تتقنه إسرائيل جدا.

ربما نتذكر في حرب لبنان الأخيرة 2006 كيف كان حزب الله يستخدم دور الأيتام والمساجد لإطلاق صواريخ الكاتيوشا على إسرائيل وهو يعلم أن الرد سيكون على نفس البقعة التي تنطلق منها هذه الصواريخ اوتوماتيكيا بسبب الأقمار الصناعية التي تكشف مناطق الإنبعاث الحراري وترسله لأقرب مقاتلة لتبدأ عملية القصف. وتذهب أرواح الأيتام كقربان قدمه حزب الله لإسرائيل من أجل فضحها إعلاميا لتتوقف الحرب. حزب الله يتقن هذه اللعبة الخسيسة.

اما بخصوص توريط مصر فالجانب المصري لم يتخذ الإجراءات المناسبة للحيلولة دون وقوع عمليات ضد إسرائيل أو ربما يكون قد علموا وتغاضوا عنها للضغط على إسرائيل لتعديل اتفاقية السلام بما يسمح بالوجود المكثف للجيش في المنطقة الحدودية (ج) ما بين مصر وإسرائيل. فصعب علي أن أصدق ان منطقة كهذه تخلوا من أي نشاط استخباراتي من الجانب المصري حتى تنجح مجموعة من التسلل دخولا وتجهيزا وخروجا واستخدام سيناء كقاعدة لانطلاق العمليات العسكرية ضد إسرائيل.

هذه عملية من حزب الله هدفها توريط مصر من جهة ومن جهة أخرى تعديل اتفاقية كامب ديفيد بما يسمح بتواجد أمني وعسكري مكثف في المنطقة (ج) يرجع للمنطقة إلى التوتر بين مصر وإسرائيلي مرة أخرى. وهدف التوتر هذا سيزيد من فرض الوجود الشيعي والإسلامي بمصر عازفا على وتر المقاومة. ولا ننسى خطاب حسن نصر الله في حرب لبنان الأخيرة كيف كان يحرض الشعب المصري على قياداته ويدعوهم للثورة ضد أنصاف الرجال.

صحيح أن هدم اتفاقية السلام صعب لكن سهل خلق حالة من حالات التوتر التي يعيش ويقتات عليها حزب الله وعناصره الإرهابية مستغلين الدين والعداء لإسرائيل كعقيدة إسلامية في التواجد بالشارع المصري

الجانب المصري سارع إلى إعلان شهادة الجنود المصريين على يد القوات الإسرائيلية على الرغم أن ثلاثة من الشهداء على الأقل لم يقتلوا برصاص القوات الإسرائيلية الذي كان يتعقب المنفذين بل قتلوا بسبب حزام ناسف كان قد وضع أحد الإرهابيين حول جسده وحينما استوقفته شرطة الحدود فجر نفسه. هذه الحادثة هيجت الرأي العام المصري وحملت إسرائيل مسئولية القتلى المصريين. هذه النظرية قد أعلن عنها اللواء سامح سيف اليزل رئس مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية. لذا تسرعت القاهرة بشجب التصرفات الإسرائيلية دون تحقيق وتسرعت بالإعلان عن سحب السفير المصري ثم تراجعت عنه، لذا ظهر للمواطن المصري تهاون وتخبط من الحكومة المصرية إزاء هذه الحادثة.

نجح حزب الله في لبنان وسوريا وفلسطين وسينجح في مصر طالما يجد آذانا لا تصغي لصوت العقل، فالمواطن المصري عاطفي يأخذ كل الأمور بعاطفية زائدة دون أن يتأكد من هو عدوه الأول. لأن الحالة المزرية للعقل المصري أصبح لا يميز بها أي شيء، تقوده الكراهية التي يغذيها الدين ويلعب بها السلفيين والجماعات الإرهابية والإخوانية وإلا لماذا لا تقام جنازات عسكرية لشهداء قسم ثان العريش وتقام تلك الجنازة لمن قتلوا على الحدود مع إسرائيل بواسطة حزام الإرهابيين الناسف؟؟؟!!! هل الدم المصري غالي على الفاتورة الإسرائيلية ورخيص على فاتورة الأشقاء العرب والمسلمين؟

أرى أن تعديل إتفاقية كامب ديفيد قد يكون ضروريا ولكن بحساب وحساسية شديدة لأن شرها اكثر من نفعها. لأنها ستضع مصر وإسرائيل في حالة إستنفار أمني جديد وتوتر بالمنطقة قد يؤدي إلى حرب باردة تقتات عليها موجات الكراهية التي يغذيها الإخوان وحزب الله.

لذا تعديل الاتفاقية في مزيدا من الوجود العسكري بسيناء سيؤذي مصر جدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال أي كلام
فواز عبد السلام ( 2011 / 8 / 22 - 18:31 )
المقال متحامل وعاطفي وطائفي فهو قد ألصق الحادثة الأخيرة في سيناء بظهر حزب الله اللبناني بدون أي دليل وأتى بمعلومات مضحكة عن الرئيس السوري وأنه كان مدمن مخدرات ولاأدري مصدرها ، كما أظهر جهلا فاضحا عندما ذكر أن باسل الأسد هو أصغر من بشار وأنه قتل أثناء ممارسته للفروسية .


2 - باسل الأسد من الموسوعة العالمية ويكيبيديا
خالد المعلم ( 2011 / 8 / 22 - 19:54 )
باسل الأسد تعتبر رواية وفاته بحادث سيارة قرب المطار هي الرواية الرسمية السورية، علماً إن العديد من الشهود أكدوا عدم حدوث أية حادث في ذلك اليوم وعدم رؤية أية سيارة في الموقع، وأكد كل من كان في دمشق ذلك اليوم هذه المفارقة، وأشاع الكثيرون أنه قتل بسبب صراعات عائلية ربما كانت السلطة هدفها الحقيقي، أو(بسبب منعه لبعض أفراد عائلته من إجراءصفقة مخدرات وتم القبض عليهم من قبل السلطات المعنية وكان هو السبب في ذالك) وكان ذلك في مدينة اللاذقية أصلا وليس في دمشق،. ومع ذلك فالبعض من سكان الشام أكد وجود سيارة من طراز مرسيدس في طريق المطار وكانت مقلوبة ولكن الحرس منع المواطنين من الاقتراب من موقع الحادث وقد تكون هذه السيارة مرتبة أيضا لإخفاء السبب الحقيقي لوفاته.

تتردد شائعات عندنا بالضيعة عن علاقة بشار الأسد بالمخدرات كما ذكرها الكاتب المحترم ولا اعلم من اين استقى هذه المعلومة .. لهل الكاتب سوري الأصل ... ربما

على اي حال شكرا للكاتب على المقال الرائع..


3 - شكر وتعقيب واستدراك
صلاح الجوهري ( 2011 / 8 / 23 - 10:19 )
شكرا للأخ فواز على تعليقة ... فعلا لك الحق أن باسل هو الشقيق الأصغ لبشار (وهذا استدراك) أم باقي تعليقك فردي عليه هو قراءة وإستنتاج لأحوال المنطقة يحق لي ان استشفها وهذا حال جميع الكتاب أن يسرحوا بخيالهم ويحللوا المعطيات ليخرجوا بنتائج لأني ليست جهة قضائية ولا جهة تحقيق. أما بخصوص المخدرات وعلاقة بشار الأسد بها فيكفي أن تقرأ تعليق الأخ خالد المعلم الذي اشكره على تعليقه أو أن تذهب إلى جوجل وتكتب بشار الأسد والمخدرات ستجد ان عائلة الأسد كانت ومازالت تتاجر في المخدرات وبشار يستعين بكبار التجار ليحموه وقد أصدر عفوا عن تجار المخدرات منذ فترة لإسترضائهم بسبب المصالح المشتركة. وقصة ادمانة للمخدرات هي قصة متواترة استقتها من احد الأصدقاء السوريين. فأنا لست سوريا يا أخ خالد المعلم.
هنا المقال إن كان لا ياتي بجديد لا يكون ذا قيمة وهو يطرح افكار واستنتاجات .. ولا احب ان اجتر افكار غيري وأن اطرح موضوعات سبق طرحها.
لك الحق حينئذ أن تختلف أو تتفق معي . فكل ما جاء في المقال قراءة واستنتاج وربط الخيوط المتفرقة


4 - تعقيب خبر من العربية
صلاح الجوهري ( 2011 / 8 / 23 - 10:57 )
ذكر دبلوماسيون غربيون أن الحكومة الإيرانية خفّضت أو أوقفت المساعدات المالية التي كانت تقدمها لحركة حماس بسبب تلكؤ الأخيرة في دعم النظام السوري الذي يواجه احتجاجات شعبية كبيرة منذ منتصف مارس/آذار الماضي.

وأضاف هؤلاء الدبلوماسيون أن السلطات الإيرانية اتخذت هذا الموقف في أعقاب رفض -حماس- طلباً إيرانياً لتسيير مظاهرات تأييد للنظام السوري في المخيمات الفلسطينية في سوريا.

ومن ناحية أخرى أشار تقرير الصحيفة إلى أن حماس تتلقى الدعم المالي أيضاً من الإخوان المسلمين في مصر، حيث يشكلون القوة السياسية الأكثر تنظيماً وشعبية هناك، وقال دبلوماسيون إن الدعم الإخواني انخفض هو الآخر بسبب تحويله لدعم -الثورات العربية-.


5 - مقال رائع
محمد بن عبد الله ( 2011 / 8 / 23 - 11:15 )
لا يهمني مدى دقة المعلومات بشأن عائلة الأسد

أما بخصوص شيخ الجبل حسن نصر الله وجماعة الفداوية الحشاشية التي يتزعمها فتاريخة التحريضي لا يخفى..

كذلك أطماع عصابات الاسلاميين في قاعدة لهم في سيناء ..

وأؤيد تماما رأي الكاتب عن التغاضي عن النشاطات التخريبية أملا في فرض تغيير لبعض بنود الاتفاقية


6 - مقال من الروعة
عبد الله بوفيم ( 2011 / 8 / 23 - 11:33 )
بوركت اخي الكريم صلاح الجوهري على تحليلك المفيد جدا والذي يفضح الاعيب الشيعة وعلى راسهم حسن نصر الله وسادته في طهران
الذي خلصت إليه مؤخرا, علما أني كنت من الذين لم يكونوا يرون فارقا ولا فرقا بين المسلمين سنة وشيعة, بل وكنت احارب واعاتب كل من يتهجم على المسلمين الشيعة
خلصت أن الشيعة العرب والعجم خدام للصهيونية العالمية, وأن نصر الله عقد صفقة مع اسرائيل يخدم فيها مصالحها في زعزعة استقرار الدول العربية والاسلامية مقابل اظهار اسرائيل حسن نصر الله وحزبه على انهم ابطال
نفذ الاتفاق وبلع المسلمون الطعم وسجل التاريخ ان نصر الله بطل مسلم, ولم يكتفي نصر الله بذلك بل طمع في مصر وسار يهدد ويتوعد ناسيا ان مصر اعظم شأنا من أن يتطاول عليها امثاله
لقد كان تطاوله على مصر هو من صغره في نظري واحتقرته وراجعت قناعتي فيه بعد ان داخلني الشك فيه وفعلا خلصت إلى انه خادم مطيع للصهيونية العالمية, ينفذ تعليماتها بايعاز من سادته في طهران الذين تعاقدوا مع الصهيونية على اقتسام المشرق العربي
بوركت اخي الكاتب, فمقالك معري للحقيقة التي يخدمها في العالم الاسلامي, هم من خربوا افغانستان, والعراق وسوريا وليبيا


7 - متابعة
صلاح الجوهري ( 2011 / 8 / 24 - 10:12 )
شكر للأخ محمد بن عبد الله والأخ عبد الله بوفيم على تعليقهما.
سيناء كانت ولا تزال مطمع لكثير من القوى الإقليمية نظرا لأن الطرف المصري لا يستفيد منها مطلقا فلا تعمير ولا انشطة صناعية أو زراعية تتستغل في ارض سيناء واليوم وبسبب ما تواجهه مصر من إضطرابات وهروب للمستثميرن يمكن للحكومة أن تفكر في سيناء كمنطقة حرة تشجع الإستثمار فيها خاصة الإستثمارات العقارية والسياحية وتبدأ في جذب المستثمر من دبي وابوظبي إلى منطقة غنية ومعتدلة المناخ مثل سيناء. ولن تتكلف الحكومة شيئا سوى الأرض.
أما بخصوص عائلة الأسد فلها تاريخ طويل في تجارة المحخدرات وقد بحثت على الجووجل والأحخبار تتناقلها كل وسائل الإعلام.
وفكرة أن الأمن مصري يتغاضى عن الحماية للضعغط هو اسلوب استخدمه الأمن المصري عقودا كثيرة كما حدث في السماح بتفجير كنيسة القديسيين واليوم يستخدمونة في الضغط على إسرائيل لتعديل الأتفاقية وهو خطر شديد على مصر، الرجوع لحالة الحرب الباردة.
أما بخصوص تعليق الأخ عبد الله بوفيم، سعيد بوعيك تجاه حزب الله فهم لا يختلفون كثيرا عن الإسرائيلين وطموحاتهم التوسعية تجعلهم يستخدمون اخس واحقر الوسائل للوصول لهذه الغاية...

اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب