الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القائد الأدنى يعبر النهر

محمد رضا

2011 / 8 / 22
الادب والفن


القائد الأدنى يعبر النهر
ويحاول ترقيع التاريخ


في البدء كانت الصرخه
وكان الدم يخلتط بالمياة الغازية والدموع والبلازما
وفي الوسط كان مجلس الألهة
ينعقد إلا قليلا
واحد انسل الى الشاطيء
واحد الى التلفزيون
واحد أدى التحية مرة ومرة لم يجد إلا اصبعا
ليعبر به عن وقاحة التاريخ

ولدان وامراة من تبقوا
لم تكن بيعة بالمعنى الأصيل
إلا لصالح شيطان
وخزائن بني الأشقر
ولملك الصحراء وأميرها
وللجنية ذات الضفيرتين والأسورة

كنا كثرة
أبي الذي ليس بأبي
أمي الصناعية بأصابعها البلاستيك
أخت ترتجف مثل قطار يعبر قضبان الصعيد
ولد صغير لا يعرف غير وزن حقيبته
لكن أخي كان كثير جدا
وثوري جدا جدا
يستيقظ في الصباح
ويهتف مع ثمانية ملايين منه
يصلي على الرصيف
يدخن أرجيلة الحرية
ويختلف مع نفسه
كل ما يمكن أن يوصف به
مريض بالفيروسات النهرية بالضبط

مرة كان يجافي النوم ليحرس التمثال
وسكينه الخشبيه تلتمع في الظلام
فمر عليه الذئب
مرة يعقد حاجبيه أمام الطاعون فيرديه
مرة يهز الأرض كجيش فردي
ومرة يطلق لحيته ويؤم الميدان
وفي كل مرة يرفع يده لي للأعلى
ويناديني مرتين لأنتبه للراية
واتجاه الريح

كان الجنرالات في المطبخ
وقفت وعائلتي المتبقية من فرد واحد مستنسخ بطفرات
تشتم الرائحة
وصراخاتهم تتعلى فوق بعضهم البعض
حفنة تظن الرائحة حساء الخرشوف
البعض يقسم على دجاج محشو بالكهرمان
واحد كتب على ورقة بوضوح
أنا لم أعد أعي شيئا
وكنت أتمشى كثيرا بين الحديقة
والممر الصغير وأصفر
بنغمات جنائزية

على سرير الهراء
نصب القائد الأعلى مجسما صغيرا لنفسه
وضحك كثيرا
حتى كادت تفيض دمائه
من انبوبه الوريدي الوردي الملفق
وعبث بأنفه كأنه يؤكد حضوره
ويدبر مكيدة على الهراء مباشرة
وأمام ملياري خفير

في الجانب الاخر من النهر
كأن الكادر يتحول سنيمائيا
إلى جامع النور
كان مجهولون في الشارع
يقتحمون ميدان العباسية
ويرقصون السامبا بجنون كامل
على ضوء القنابل
ومئذنة الجامع تتلوى بوجع حقيقي
تكاد تقيء على الاسلاك الشائكة
وعلى نجوم الضباط وخوذاتهم

ابي الذي لم يحضر أي حرب او اعتصام
أو مشادة كلاميه
قال انتم لستم سوى ارتال نمل معاقة
لم من تحرروا العبيد لم تعتقوا الخبز
ولا تملكون مفاتيح الجنة
واقترب برقبته وقال
من لم تصبه رصاصة في القلب
فليس بثائر
وشرع يدبس أوراقه بلهفه غريبه

انا الذي احرق دوواينه
لأنه يحب رائحة الأحبار
وأهدى جنحرته للعناكب
ارتب السحابات يمينا ويسارا
واصف مع اخي اطواف النهر
لنصنع معا قانون جديدا التغيير
لكن الريح ليست معي
ومفكرتي في جعبة العسكر
تلهث كي تنقذ التاريخ


محمد رضا
17-9-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟