الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوية الوطنية العراقية بين اندثار الماضي وطمس الحاضر

حسين عدنان هادي

2011 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


إن التمعن والتفحص للواقع السياسي والاجتماعي في العراق بعد سقوط الدكتاتورية المتوحشة نستبصر جازمين بان العراق يسير في منزلقات ومتاهات خطيرة لا يرى العراق نورا أذا ما تم تفكيكها والعمل على أعادة صياغتها من جديد ولعل ابرز هذه المنزلقات هي أزمة الهوية الوطنية العراقية الذي صاحبت ولازمت العراق منذ تأسيسه عام 1921. أن الهوية الوطنية جاءت عن طريق تفاعل معطيات تاريخية وحقائق جغرافية وإرادة ثقافية وسياسية لتصاغ رموز الهوية الوطنية وتظهر بشكل أكثر وضوحا وتبلغ ذروتها وأوجها في بداية تأسيس الدولة العراقية لذلك أن الحديث عن بداية تأسيس لهوية عراقية يعتبر من الأمور الشائكة التي يكتنفها الغموض؟؟ فهل هي امتداد للحضارات العراقية السومرية والأشورية والأكدية؟ أم هي امتداد للحضارة الإسلامية؟ أم هي امتداد للإمبراطورية الفارسية أو العثمانية؟ أم هي نتيجة للصراع الفارسي العثماني الذي حصل على ارض العراق؟. وعليه، فقولنا بهوية عراقية، يعني قولنا بكينونة عراقية تاريخية اشتملتا الزّمان والمكان والعقيدة والفكر والأرض والحضارة والتأريخ ويعني الانتماء والتجذر لذاتنا الفاعلة والمنفعلة والمغروسة في أرض النهرين منذ فجر التأريخ. لم يعد خافيا على احد أن العراق بعد عام 2003 يعاني من أزمة هوية خانقة أدت إلى مأزق سياسي واجتماعي حقيقي يكاد يجر البلاد إلى الحرب الأهلية وبالنظر إلى التركيبة المجتمعية للعراق نجدها تعاني من مشكلة مهمة وهي عدم وجود تقارب ثقافي بين مكوناتها بسبب سمة التعصب والانزلاق مكونات المجتمع الرئيسية وراء الهويات الفرعية وتغليبها على الهوية الوطنية علاوة على ذلك أن العراق في الوقت الحاضر يعاني من حالة انقسامات وتشرذمات حزبية وطائفية وقومية ودينية وعشائرية لم يسبق لها مثيل في أية مرحلة سابقة من مراحل التأريخ الحديث. إن الديمقراطية الجديدة(التوافقية) في عراق ما بعد سقوط هبل بغداد بسبب عوقها الولادي وضعفها وتخلل بنيانها وهشاشتها وقلت تماسكها بدأت تعمل بمبدأ المساومة على حساب الإنسان العراقي والقفز على حقوقه لذلك نرى عزوف المواطن العراقي عن الهوية الوطنية والتمسك بالهويات الفرعية أو جعل الهوية الوطنية هوية فرعية وذلك بعدما أدرك بان الهوية الوطنية غير قادرة على تلبية طموحه وتحقيق أهدافه. بات من المؤكد إن العراق إبان أيام المرحلة الانتقالية وتأسيس لحكومة عراقية والعمل على صياغة دستور جديدة بأيادي عراقية ونخب سياسية مثقفة انه يدخل في عداد الاعتقاد الخاطئ جدا فان العمل على تكوين حكومة محاصصة طائفية أو بناءا لديمقراطية توافقية والعمل على صياغة دستور يمثل في مواده نقاط خلاف بين المكونات الرئيسية هو خطأ متعمدا بفعل أمريكي بحت عملا مدروسا في الكونغرس والشيوخ الأمريكي متنفذا عن طريق الحاكم المدني في العراق بول برايمر لكي لا يرى العراق نورا ولا يتمكن من تأسيس دولة ديمقراطية حقيقية لأنه سوف يشجع بقية الدول الإقليمية على تأسيس دولة ديمقراطية حقيقية, هكذا جاء دستور العراق محتضنا لفكرة الفدرالية بأيادي أمريكية لان صناع السياسة الأمريكية يدركون مدى تفسخ وتنوع المجتمع العراقي وتعدد مكوناته المذهبية والدينية والطائفية ويدركون جيدا طمس واندثار الهوية الوطنية العراقية الذي عمدوا إلى تشضيها وتمزيقها وتمجيد مكونات الشعب العراقي إلى الهويات الفرعية في النهاية سوف يلجأ المجتمع المتفكك إلى الاقتسام والتجزئة الآن تبني العراق النظام الفدرالي سوف يشجع الدول الإقليمية وبالأخص إيران وسوريا وتركيا إلى تبني هكذا نظام لان هذه الدول توجد فيها القومية الكردية . أن تعددية المجتمعية في العراق ليس عيبا وليس بالمشكلة الكبرى أنما المشكلة الكبرى الجهل الثقافي ـ السياسي للنخب العراقية بواقع الهوية الوطنية الموروث وعدم الاستفادة منه. فجميع الأحزاب السياسية ظلت منذ أكثر من قرن وحتى السنوات الأخيرة مشغولة بمشاريع خارجية قومية وطائفية وأممية منافية تماماً للوحدة الوطنية علاوة على ذلك شهدت الساحة السياسية العراقية في السنوات الأخيرة القليلة أهدار واندثار الهوية الوطنية العراقية وانشطار الكتل السياسية العراقية حيث أصبحت كل مكون سياسي تابع لأجندات خارجية لاعتبارات تتعلق بوحدة الفكر ووحدة الديانة والطائفة وان هذا المكون ينضر إلى المكون الأخر بأنه عدوا حقيقيا له لهذا تسببت أزمة الهوية الوطنية بأزمة الثقة بين النخب السياسية. إن الحديث عن بداية بناء وصياغة الهوية الوطنية العراقية من جديد ليس بالأمر الصعب وليس بالعملية الشاقة أذا ما أخذنا بنضر الاعتبار معطيات الواقع السياسي العراقي الذي يحمل في طياته الكثير من المشاكل العالقة بين النخب السياسية لكن العمل بجد وحل الأزمات والمشاكل التي تهدد طمس الهوية الوطنية وذا ما حلت فنبدأ مرحلة البناء والتأسيس لهوية عراقية حقيقية منتظرة لأكثر من قرن . أن مرحلة البناء وتكوين وصياغة الهوية العراقية يتطلب حل وتفكيك الأزمات والمشاكل العالقة بين النخب السياسية :
1_أن التركة الثقيلة التي تركها هبل بغداد قبل سقوطه تركة كبيرة وقد أثرت على الاستقرار السياسي بعد ذلك فمن المفروض ترك الماضي وراء ظهورنا وتجاوز سلبياته والعمل على بناء وصياغة سياسة جديدة سياسة التسامح والابتعاد عن تصيفية الحسابات.
2_ العمل على بناء وترصين نظام سياسي حقيقي ديمقراطي تعددي يكفل الحرية لجميع المكونات دون أهدار لحقوق وحريات الآخرين وان هذا النظام يعمل على تحسين الأوضاع الاجتماعية والصحية والاقتصادية, وان عملية البناء تتطلب أولا
أ_تشريع مجلس النواب قانون الانتخاب مع اتفاق جميع الكتل عليه.
ب_تشريع مجلس النواب قانون الأحزاب السياسية مع اتفاق الكتل السياسية علية.
3_ أن النخب السياسية والمكونات الأساسية العراقية تعاني من أزمة ثقة حقيقية فمن المفترض العمل على أقامة حوار حقيقي وفعال من اجل إرساء دعائم الثقة المتبادلة.
4- العمل على إزالة النقاط الخلافية بين المكونات الأساسية حول مسودة الدستور العراقي وان هذه النقاط قد تم صياغتها بأيادي أمريكية حقيقية وعلية أن إزالة هذه النقاط يمثل مرحلة مهمة للبدء بعراق جديد .
5- العمل على تأسيس نظام تربوي شامل بالمعنى والمضمون يعزز ويدعم ويجعل الهوية الوطنية أساسا في جميع مدارس الدولة كما ويفرض رقابة على المدارس الأهلية.
6- عدم الرضوخ والخنوع والموالاة لأجندات خارجية التي تحاول تفسخ المجتمع العراقي.
7- تطمين الهويات الثانوية ضرورة ملحة من اجل صياغة الهوية الوطنية العراقية.
أن التأسيس لحكومة قوية تؤمن بالتعددية السياسية وبناء عراق جديد يمثل في حد ذاته إجهاض للمشاريع الخارجية وخاصة المشروع الصهيو أمريكي وتفويت الفرصة على اللذين يريدون العودة الى ايام الماضية وحكم الحاكم المتجبر والمتسلط فعليه يجب أن نعمل معا متوحدين تحت سقف عراقي واحد متخذين من الهوية الوطنية العراقية شعارا وأساسا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف