الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعم الغربي الى ليبيا وافريقيا

مكارم ابراهيم

2011 / 8 / 23
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بعد انعقاد اجتماع الدول المانحة في مونتييري المكسيك عام 2002 تم الاتفاق على اهمية وجود راس المال وخلق الاستثمارات في القارة الافريقية. وماحدث انه خلال خمس سنوات فقط استطاعت الصين ان تتجاوز امريكا واوربا وتحرز المركز الاول في السيطرة الاقتصادية ليس فقط على انغولا التي تغطي 15% من الحاجة النفطية للصين بل استطاعت الصين السيطرة على كل القارة الافريقية حيث تحمل سفنها بالنفط والالماس والمواد الطبيعية.

واليوم اصبح المصرف المركزي الصيني قادرا على ان ينقذ امريكا من ازمتها المالية متى يشاء .فالصين تمثل اليوم القوة الاقتصادية العالمية ولهذا تحاول امريكا منافسة الصين بكل الوسائل, ولكن بالتاكيد بطريقتها العسكرية(غزو, اطاحة ديكتاتوريات, نشر ديمقراطيات).


فاليوم هناك منافسة حادة بين الجبهة الامريكية ـ الاوروبية من جهة جهة وجبهة الصين من جهة أخرى على القارة الافريقية باعتبار القارة الافريقية قاعدة اقتصادية مهمة لهم .
ولهذا نجد امريكا وحلفائها من دول الاتحاد الاوربي تتسابق لعرقلة الصين من الاستمرار في شراء اراضي وارسال العمال والمختصون الى القارة الافريقية الغنية بالموارد الطبيعية, وبالاخص الى السودان حيث تبلغ الاستثمارات الصينية في السودان 20 مليار دولار وتملك نصف حصة النفط وتملك اراضي واسعة فيها فالمعروف ان السودان يعتبر من اهم مصادر الثروة الحيوانية حيث يوجد 24 مليون هكتار للمراعي وأكثر من 128 مليون رأس ماشية (37 مليوناً من الابقار، و38 مليوناً من الماعز و46 مليوناً من الاغنام، و3 ملايين من الإبل و 4 ملايين حصان او من فصيلة الخيول)ويحتوي السودان على 64 مليون هكتار من الغابات . اما في ليبيا فان الصين لديها 5 ملايين عامل ومختص.

ولكن دعونا نلقي نظرة على سبب دعم الغرب لاحدى دول القارة الافريقية وهي ليبيا بالذات. فالغرب لم يتخيل في يوم من الايام ان يثور الشعب الليبي على القذافي الذي يركع له سيليفيو بيرلسكوني رئيس وزراء ايطاليا وتركع له سويسرا التي طلبت منه الغفران عندما اودعت ابنه في السجن لرعونته وتركع له كلا من فرنسا وامريكا التي اغلقت ملف لوكربي الطائرة الامريكية التي فجرت من قبل ليبيا مقابل صفقة نفطية لشركة «بريتش بتروليوم» في أعماق السواحل الليبية الغربية. إن كل مايفعله القذافي وابنائه يغفر لهم, المهم ان لايتوقف القذافي عن تصدير النفط والغاز للغرب .

فبعد اندلاع الثورة في ليبيا كان لابد للغرب من تغيير موقفه في المساندة والوقوف الى جانب الثوارليس حبا بهم وبالعدالة الاجتماعية ونشرالديمقراطية أومن اجل الاطاحة بالصديق الديكتاتور القذافي . بل كان لابد للغرب من الوقوف الى جانب المخزون النفطي الهائل. فليبيا تعتبر ثالث منتج أفريقي للنفط مع احتياطي يصل إلى حوالى 42 مليار برميل. وهي رابع منتج أفريقي للغاز الطبيعي مع احتياطي يتجاوز 1500 مليار متر مكعب، بالاضافة الى توقعات بأرتفاع الاحتياطي إلى أكثر من 3،2 مليار متر مكعب. وفي العام الماضي بلغت إيرادات ليبيا النفطية 35 مليار دولار نتيجة بيع 1،474 مليون برميل وكان من المقرر رفع نسبة التصدير إلى 2،9 مليون برميل يوميا ورفع الانتاج من خلال انفاق 6 مليارات دولار.

والجدير بالذكر أن غالبية الدول الاوروبية مثل فرنسا, ايطاليا, والمانيا وكذلك الصين تعتمد بصورة رئيسية على الطاقة الليبية ولهذا من الضروري ان نشير الى ان 85% من صادرات ليبيا تذهب الى هذه الدول .

ولهذه الاسباب كان من الضروري على الغرب ان يوافق حتى على وجود الجني او الشيطان في المجلس الانتقالي الليبي ولاتوجد اي مشكلة لديهم من وجود الاخوان المسلمين في المجلس الانتقالي رغم انه في اجهزة اعلامهم يعتبرون الاسلام هو سبب الارهاب.

فحسب الويكيليكس فان امريكا باركت التعاون مع الاخوان المسلمين وكذلك قطر والكويت والسعودية وتركيا . لقد ادركت امريكا بانه لابد لها من تضع يدها بيد الاخوان المسلمين فهم التيار الوحيد المسيطر في المنطقة منذ اندلاع الثورات . ولهذا كان الطريق الوحيد امام امريكا والدول الاوروبية المتحالفة بهدف الاستمرار في هيمنتها على المنطقة وحماية اسرائيل باعتبارها اهم القواعد العسكرية المتقدمة كان لابد من مباركة جماعة الاخوان المسلمين .فقد باركت أمريكا والدول الاوربية المتحالفة حركة النهضة بقيادة الشيخ راشد الغنوشي في تونس وباركت حزب الحرية والعدالة للاخوان في مصر وباركت حزب الاصلاح والشيخ حميد الأحمر و اللواء علي محسن الأحمر والشيخ عبد المجيد الزنداني في اليمن . وباركت المراقب العام للإخوان السوريين رياض الشقفة.
والاهم من ذلك هو مباركة هذه الثورات من قبل الفيلسوف اليهودي ببرنار هنري ليفي فقد بارك ثورة ليبيا وبارك ثورة سوريا وبارك تقسيم السودان وبارك شاه مسعود ولكنه نسي سهواً مباركة ثوار فلسطين .

من الواضح أهمية الهيمنة الامريكية والصينية على القارة الافريقية. وقد اظهرت الصين جرئتها وقتها حيث صرح رئيس وزرائها علناً في منتدى التعاون الصيني - الأفريقي في أديس أبابا عام 2003 «إن هدف التعاون مع أفريقيا هو مناهضة الهيمنة الأميركية، ذلك إن هذه الهيمنة بدأت تبرز وجهها القبيح" فالمعروف أن واشنطن أنشأت قيادة أفريقية مسلحة (افريكوم). معاهدة شراكة عسكرية مع الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا. وبهذا تكون واشنطن قد سيطرت تماما على القارة الافريقية .


اتمنى بعد هذا العرض السريع للمصالح الغربية ـ الصينية في القارة الافريقية ان يعي الثوارالاحرار في شمال القارة الافريقية وكذلك في سوريا واليمن والبحرين ان ثورتهم قد سرقت منهم للاسف من قبل الاخوان المتحالف مع الغرب, ولكن مازالت امامهم فرصة لاستراجعها من هذه القوى الانتهازية وذلك باعادة تحشيد صفوفهم من جديد وبآليات ثورية مزودة بالوعي السياسي حول أبعاد تدخلات هذه القوى العظمى في ثوراتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يكون قانون -الحريديم- في إسرائيل سببا في إنهاء الحرب؟ | ا


.. فيليب عرقتنجي ولينا أبيض: رحلة في ذكريات الحرب وأحلام الطفول




.. مصر: مشروع قانون الأحوال الشخصية.. الكلمة الأخيرة للمؤسسات ا


.. هآرتس: استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله بالون أكاذيب




.. إسرائيل تؤكد على خيار المواجهة مع حزب الله وواشنطن ترى أن ال