الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب إعلامية فاشلة

زكرياء الفاضل

2011 / 8 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


كل حرب بين جهتين إلا وتكون مرفوقة بأخرى على الجبهة الإعلامية، لما لهذه من قدرة على التأثير النفسي في المقاتلين وكفاءة لقلب موازين القتال. والحرب الإعلامية ليست وليدة العصر الحالي بل كانت دوما مرافقة للحروب بين الأعداء منذ القدم. وما عملية إجلاء جثت القتلى من ساحة الوغى إلا درب من هذه الحرب، إذ الهدف من العملية عدم كشف الخسائر البشرية أثناء المعركة مما قد يقلب ميزان القوى في المعارك التالية من الناحية النفسية للعدو. وهنا تحضرني قصة قرأتها وأنا تلميذ بالمدرسة الابتدائية تحكي عن سكان مدينة حاصرهم العدو وبقي ينتظر نفاذ الماء والغذاء ليضطروا للاستسلام، فيدخل المدينة دون قتال. وفعلا نفذت مونة أهل المدينة وبدأ الجوع والعطش ينال منهم، وكادوا يفتحون أبواب المدينة للعدو مستسلمين لولا ذهاء حاكم المدينة الذي طلب بأن يأتوه بآخر خروف تبقى لديهم وأن يحشوه بآخر كمية شعير فضلت في المخزن. وعندما فعلوا ما أمرهم به الحاكم وأتوه بما طلب، صعد إلى أعلى سور المدينة بالخروف المحشي وألقى به من فوق السور على العدو حتى إذا سقط على الأرض انفجر بطنه وتطايرت حبات الشعير في كل مكان. عندما رأى قائد العدو الخروف المحشي اعتقد أن المدينة لا زالت تحتوي على مخزون كبير من التموين ففك الحصار وعاد من حيث أتى دون تحقيق هدفه. حيلة بسيطة بها مجازفة كبيرة لكن المنتصر لا يعاقب.
يظهر هذه الخدعة المبتدلة هي التي عزم نظام القذافي البائد، وبعض الأقلام المأجورة، على استخدامها في حربه الإعلامية مع الثوار، حيث طلع ابنه سيف الإعدام، المطلوب لسيف العدالة، في الإعلام ليكذب نبأ أسره ويعلن أن نظام أبيه أوقع الثوار في فخ وأن طرابلس لا تزال تحت سيطرة أبيه. لكن ما نسيه هذا السفاح هو أن التلفزيون الرسمي توقف عن الإرسال، والسؤال هنا: لماذا؟ أليس لأن الثوار استولوا عليه؟ وكثير من مواقع الصحف الليبية الرسمية قد توقفت عن تحديث موادها بأيام عدة قبل دخول الثوار إلى طرابلس، وهذا يعني أن عملية غزو العاصمة الليبية كان مخطط لها من قبل واحتوت على مراحل آخرها دخولهم وسيطرتهم على طرابلس. وهذه بعض المواقع الرسمية وآخر تاريخ إحداث لها:
1) موقع القناة الجماهيرية آخر إحداث له كان بتاريخ 13-8-2011
2) موقع جريدة الشمس آخر إحداث له كان بتاريخ 13-8-2011
3) موقع صحيفة الفاتح لا يعمل
4) موقع صحيفة الزحف الأخضر لا يعمل
فهل هذه علامات سيطرة القذافي على طرابلس أم /ؤشرات واضحة على سيطرة الثوار على المدينة؟ ليجبنا الهارب من العدالة الشعبية والدولية على هذا السؤال.
لقد عملت بعض المواقع المتآمرة، في صمت، مع النظام الليبي البائد بنشر خبر تكذيب القذافي لأسره وسيطرة الثوار على العاصمة تحت تغطية المهنية الصحافية والشفافية. والحقيقة أنهم يتوخون تدمير نفسية الليبيين المؤيدين للثورة وتحطيم معنوية الثوار، لكن لن يكون لهم ذلك لأن الحرب الإعلامية تتطلب التوقيت الفعال لإطلاق الهجمات النفسية على الخصم. فقد نسيت هذه المواقع أن عاهل المغرب سيرسل غدا وزير خارجيته لتبليغ المجلس الانتقالي الوطني رسالة منه يعترف به كممثل شرعي وحيد للشعب الليبي. وما كان النظام المغربي لخطو هذه الخطوة لو لا علمه بنهاية القذافي ونظامه وأنهما باتا من تاريخ أمس.
هناك عامل آخر على انتصار الثوار ونهاية السفاح القذافي يتمثل في حالة استنفار داخل الجيش الجزائري على الحدود الجزائرية-الليبية استعدادا لحالة طوارء مع وفود الهاربين، من أنصار القذافي البائد. فهل هذه علامات المنتصر أم المهزوم يا سيف الإعدام؟
في الوقت الذي كنت أحضر فيه هذا المقال نشرت قناة أورو نيوز صور الثوار وهم بالساحة التي كان يخطب منها، بالعزيزية، الديكتاتوري البائد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج