الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التسيير الذاتي لامازيغن

كوسلا ابشن

2011 / 8 / 24
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


مؤامرة دنيئة تحاك ضد امازيغ ليبيا من طرف اعداء الشعب الليبو , من طرف من التزم طيلة 42 سنة من السلطة الشوفينية العنصرية للترسيخ لنظرية الامة الواحدة واللغة الواحدة والمذهب الواحد بكل الوسائل القمعية والديماغوجية .
الثورة الليبية لم تقم من اجل استمرارية الولاء للعبث والغوغاء ولا من اجل اعادة انتاج الثقافة العنصرية و انكار الذات ولا من اجل توزيع فتات الموائد على المنبوذين المحرومين , بل هي ثورة ضد الاستبداد العربي , من اجل الكرامة والحرية , من اجل احقاق الحقوق الاقتصادية الاجتماعية والثقافية والسياسية للشعب الليبو وبدون تمييز, من اجل الاعتراف بالاخر وامكانية التعايش السلمي بين الاضداد .
الاحتكام للبندقية واختيار النضال المسلح لم يأتي من فراغ ولم تكون رغبة افراد , بل كان نتيجة موضوعية للسياسة العنصرية , من اقصاء وتهميش وحرمان واستبداد , الممارس ضد المكون الاصلي والاصيل طيلة سيطرة الزمرة الارتزاقية على زمام الامور في ليبيا .
النفوسي والزواوي والازقري يعرفون جيدا من هم ومن نحت الجبال وجعلها مسكن وشيد القصور تحت الارض وهذه ارضهم وثقافتهم التي اغنوها بكل جديد عبر العصور لم يتخلو عن هويتهم , ثقافتهم , لغتهم ولا التخلي عن حقهم في ثرواتهم الطبيعية ولا التخلي عن الخيرات الاصطناعية ولا على تمثيلهم السياسي , فمن الخطأ الفادح القفز على كل مسببات الثورة وحصرها في الحالة الاجتماعية فقط , والاستمرارفي انكارالوجود الذاتي الاثنو-ثقافي والحقوق الطبيعية لابناء لواطا ونفزاوا ومطماطا ومتجارا , والاستمرار في نهج نفس السياسة الاقصائية للمشرع البعثي العروبي , فبيانات زمرة تلاميذة خشيم - ال قدافي وانضمام القتلة الشوفينيين الى صفوف النقيض واصدار مشروع الوثيقة الدستورية على اهواء معسكر بنغازي , هذا لا يعبر عن روح الثورة وامال فاعل الثورة في التحرر من الشوفينية والاستبداد وناهب ثروات البلد , وانما يعبر عن اعادة انتاج ثقافة الاقصاء وانتهاج سياسة رجعية معادية لطابع الثورة التعددي والتقدمي بمحتواه التغييري لاساليب وممارسات النظام العنصري المتهاوي . الثورة حركة تغيير تنتيج مجتمعا جديدا مناقض للمجتمع السابق وبديلا عنه , والثورة الليبية يجب تكون في مسارها الصحيح ان تنهي مجتمع الكراهية والاحادية , ان تنهي 42 سنة من التمييز العنصري والغاء الاخر , ان تعترف بكل مكوناتها المجتمعية والحق التشاركي , السياسي والثقافي واللغوي والتقسيم العادل للثروات والغاء التراتبية العرقية واللغوية والروحية .
امازيغ ليبيا ثاروا على النظام الاستبدادي العربي , لانه الوسيلة الوحيدة التي تسمح لهم بالتحررمن الاضطهاد القومي والاجتماعي , والاعتراف بتساوي اللغة الامازيغية مع العربية وبالتقاسم السلطوي على اساس الوطنية التشاركية ووضع قطيعة ابستمولوجية مع الفكر الشوفيني الناصري - البعثي , والقضية لا يمكن ان تكون الا على هذا الشكل واي انتقاص منها يعد تشديدا للنسق الشوفيني المسؤول على الجرائم المرتكبة خلال اكثر من اربعة عقود , واستمرارية هذا النسق الفكري من خلال اجندة رسمية ينبئ بكارثة مستقبلية , اذا استمر الوضع على ما كان عليه سابقا , ضحيتها ايمازيغن .
الامازيغ عانوا الكثير في معركتهم المعادية للاضطهاد , قدموا الشهداء والمعطوبين , شردت اسرهم بالالوف , دمرت بلداتهم ,هم اول من زحف على طرابلس لتخليصها من ايدي الفاشي ال قدافي وما تبقى من مرتزقته , وهذا ليس ارضاءا لسلطة علوية ولا تبعية لجهة ,هذا واجبهم المقدس للتحررمن الاضطهاد القومي والاجتماعي , وعليهم الحفاظ على مكتسباتهم المقدسة , حقوقهم وحريتهم ,والدفاع عنها اذا احسوا باستمرارية اليات التوجه العنصري المدمرة للذات المحلية .
لقد نبه احد الاخوة في مقالا له عن خطورة تكرار خطأ امازيغ اماروك في حربهم التحررية , والخطأ في رأيي هو انعدام التنظيم السياسي الموازي للكفاح المسلح لم يكن يوجد هناك تمثيل سياسي لحركة المقاومة كواجهة سياسية للمقاومة المسلحة الامازيغية , شعب قاوم واقلية خيانية فاوضت وسلبت السيادة و النتيجة كما هي معروفة اكثر من نصف قرن من العبودية والتي لن تنتهي الا بثورة مسلحة .
حركات التحرر العالمية غنية بتجاربها واساليبها النضالية وحركة تحرر الشعب الكوردي اقرب الى قضية الامازيغ , الاستفادة من تجربتهم ستغني القضية الامازيغية في النضال و الصمود وقوة الاقتراح , وكما اشرنا الى العلاقة الدياليكتيكية بين البندقية والسياسة , بين المقاومة المسلحة وممثلها السياسي , ففي خضم هذا الصراع الفكري والسياسي وفي هذه اللحظة التاريخية يجب ان يسمع صوت السياسي الامازيغي في ليبيا والعالم ويعبر عن مشروعه المجتمعي ومقترحاته في كل ما يخص الشعب وبالخصوص ايمازيغن ولا يتركوا الساحة السياسية لمن يسطر القوانين والدساتيرالاقصائية على هواه وبالمقاس المطلوب , الحركة الامازيغية الليبية عليها ان تكون قوة اقتراحية وليس مجرد ابواق تنديدية , فهي اليوم في موقع قوة وتملك ادوات التفاوض والاقتراح وتملك اليات التسيير والقيادة .
تجربة التسيير الذاتي لنفوسا في فترة الحرب التحررية وما احرزته من مكتسبات لاهل المنطقة , تجربة استعاضت عن مبدأ الاحادية بمبدأ الاستقلالية الذاتية و التعدد والحرية الاجابية . التجربة هي الضمانة الوحيدة لعدم تكرار سنوات الجحيم , هي الضمانة الوحيدة لوقف التمييز العنصري واحادية اللغة والمذهب , الضمانة لممارسة الحقوق المدنية المغيبة سابقا , هي الضمانة للتنمية الشاملة , وللضمانة من اعادة القدافية في صورة جديدة , على ثوار نفوسا الحفاظ على كتائبهم المسلحة والتسييرالذاتي المحلي والحفاظ على القيادات الادارية المحلية ولا تتسرع في الاذعان لاوامر خارجية لا تخدم مصالح ايمازيغن على الاقل في الوقت الحاضر حتى تتبين الارادة الحقيقية للطرف الاخر .
التسيير الذاتي حق مشروع للا مازيغ في غياب دولة الانصاف و الحقوق المتساوية بين كل اطياف الشعب الليبي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية للثورة الليبيبة ألهادرة .. وأسئلة ..
ماجد جمال الدين ( 2011 / 8 / 24 - 08:13 )
أولا ـ تحية للثورة الليبيبة ألهادرة وللشعب ألأمازيغي ألمكون ألأصيل لشعب ليبيا ولكل من شارك في إسقاط ألنظام ألقمعي والشوفيني من كل ألقوميات وألأعراق ،ووقفة إجلال أمام شهداء ألثورة .
هنالك بعض ألأسئلة ألتي أتوق لمعرفتها :
1. هل ألشعب ألأمازيغي وأللغة ألأمازيغية هي نفسها في كل بلدان ألشمال ألأفريقي : ليبيا ،تونس ألجزائر ، ألمغرب والصحراء وموريتانيا . وهل تختلف هذه أللغة وأللهجات وألأعراق بين ألمناطق ألساحلية وألداخلية ألصحراوية ، كالطوارق مثلا .. ألمعنى من ألسؤال : هل يمكن ألحديث عن قومية أمازيغية يمكن توحيدها على ألمستوى ألثقافي ألإجتماعي وألنضالي ألسياسي ..
2. ألحضارات ألعريقة في شمال أفريقيا كانت قبل ألإسلام بكثير فهل كان يتم ألتعتيم عليها في وسائل ألتربية وألتعليم وأجهزة ألثقافة وألإعلام ، كما كان يحدث عندنا في ما يسمى ألمشرق ألعربي ، ومنذ ألغزو ألإسلامي قبل 14 قرنا ؟
تحياتي


2 - تحية للاخ ماجد جمال الدين
كوسلا ابشن ( 2011 / 8 / 24 - 15:45 )
اللغة الامازيغية المعيارية ( الفصحى ) من اقدم اللغات وقد اشار اليها مارسيل كوهن في مؤلفه ّ الكتابة ّ على ان الكتابة الامازيغية عاصرت الهيروغليفية وسومرية , هذا يدل على انها كانت لغة التداول والتدوين لدى الامازيغ وبحرفها تيفيناغ الذي حافظ عليه اخواننا ( الطوارق ) وكذا المرأة الامازيغية التي حافظت عليه عبر المشم والزخرفة, الا ان هذه اللغة ابتعدت عن ميدان التدوين بسبب الغزوات الاستعمارية وفرض لغة المستعمر المعيارية على الشعب الامازيغي.
هناك بعض الاختلافات بين اللهجات من منطقة لاخرى وهذا يدل غنى كلماتها كما يوجد كذلك مشتركات , هذه اللهجات من اصل واحد , الا ان التأثير الاستعماري السلبي والبعد المناطقي اوجدا الاختلاف . وحاليا من هذا التنوع و الغنى رجعت اللغة الامازيغية المعيارية الى طبيعتها .
الامازيغ تجمعهم وحدة جغرافية وثقافة مشتركة وحضارة مشتركة ولغة مشتركة وتاريخ مشترك وكفاح مشترك , هذه المميزات الهوياتية ميزتهم عن باقي الامم
الحركة الامازيغية , كحركة تحرر قومي , تناضل من اجل الاعتراف القومي للامازيغ في ارضهم , هذا النضال تخوضه تنظيمات سياسية وثقافية وحقوقية امازيغية .


3 - تحية للاخ ماجد جمال الدين
كوسلا ابشن ( 2011 / 8 / 24 - 16:16 )
الحضارة الامازيغية هي الطابو الاكبر في الاعلام العروبي والمدرسة الاستعمارية , اقصيت من الاعلام الكولونيالي ومن البرامج التعليمية و كل ما يشير للحضارة الامازيغية واستبدلها بحضارة الحجاز والشرق الاوسط , وما سمح بتداوله قدم على اساس انه عربي , الحضارة الامازيغية بعد الغزو الاعربي , مثل الامبراطورية المرابطية والموحدية والمارينية ودولة الوطاسية والسعدية كما اقصي تاريخنا وحضارتنا قبل الاستعمار الاعرابي . التعليم في شمال افريقيا بعيد عن الاسس العلمية المتعارف عليها , قد اصبح حبيس الايديولوجية البعثية الخرافية و التدميرية واعلامها الرجعي التخريبي.
مع تحياتي

اخر الافلام

.. عاجل | طائرة مساعدات إماراتية ثالثة تصل إلى مطار رفيق الحرير


.. حزب الله يقصف قاعدة رامات ديفيد بصواريخ -فادي 1-




.. طواقم إسرائيلية تعمل على إخماد حريق بمنحدرات صفد


.. مظاهرة ألمانية في برلين مناهضة للحروب في الشرق الأوسط




.. بلا قيود يستضيف أسعد درغام النائب في مجلس النواب اللبناني عن