الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عين على الثورة والديمقراطية والجهاد

حسن محمد طوالبة

2011 / 8 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أثارت الهجمات الصهيونية على الاراضي المصرية في سيناء , الكثير من الجدل بين ما حصل من تغيير في مصر الثورة , وبين الديمقراطية والجهاد ضد العدو الغاصب للارض العربية . بمعنى أخر هل من تناقض بين الثورة والديمقراطية والجهاد ؟ بين ثورة الجماهير السلمية من أجل الحرية والديمقراطية وبين الجهاد ؟ . وهل يلغي النظام الديمقراطي حق الجماهير في تحرير الارض المحتلة ؟ .
بداية لابد من تقرير حقيقة جلية هي أن الثورات والانتفاضات العربية ليست منقطعة عن السجل النضالي للامة العربية . فما جرى منذ بداية العام الجاري , هو امتداد للثورة العربية في فلسطين والمقاومة في العراق , فقد دفع الشعب العربي في هذين القطرين ألوف الضحايا من خيرة شباب الامة , أثناء مقارعة الاحتلالين الصهيوني والامريكي .
المرحلة التي يمر بها الوطن العربي والامة العربية , مرحلة محملة بأسئلة عديدة ,
والامر المهم هو كيف نواجه هذا الخلط في الاوراق , وبالذات في فهم الانتفاضات العربية , وما هو الدور المطلوب من المثقفين العرب لينهضوا به لتقديم قراءة عربية , أكثر حرصا على الموضوعية والحقائق التاريخية , وعلى الدفاع عن القيم والمبادئ , وعن الحق والخير , وعن القيم الحضارية والانسانية . فهذه ألقراءة للانتفاضات العربية , أصبحت واجبا وطنيا وقوميا , لان هناك اتجاها خطيرا , يجري على الصعيد العالمي , وبعض الاوساط العربية , للانقضاض على جهد الجماهير العربية , أو التسلل من أجل اختراقها , واجهاض تحركها , لبث اليأس في داخلها , وابقائها مستكينة خاضعة لانظمة الحكم الديكتاتوريه .
ان ما حصل هو حالة جهادية بكل المقاييس , فقد قدمت الجماهير ألوف الضحايا بين قتيل وجريح ومعوق ومشرد , فهذا جهاد ضد الظلم , وضد الفساد المستشري في أنظمة الحكم المستبدة . وفي منطق الحالة الجهادية , القائم على التوازن والتكامل بين الموازين المادية والمعنوية , وبين الموازين العقلانية والروحانية , يظهر أن المعايير النظرية الخالصة , عاجزة عن استيعاب الحالة الجهادية المعاصرة لدى الجماهير العربية . فالمعقول في الحالة العربية , هو منطق الجهاد الذي يحسب الامة بموازين تاريخية , ويحسم الموقف لصالح المستقبل , لانه دفاع عن الحق والعدل والحرية والكرامة .
جاءت انتفاضات العرب لتؤكد حقيقة من حقائق هذا العصر , وهي أن الجهاد مشروع مستقبلي بالنسبة للعرب ,ولكن الغرب الذي يدرك هذه الحقيقة , عمل منذ
القرن الماضي , بخطوات متسارعة لقطع الطريق على أبناء الامة العربية , حتى لا تصل الى مثل هذه الحالة الجهادية .
لقد عبرت الجماهير في انتفاضاتها الجهادية عن طاقة روحية , وموقف مبدئي قائم على اختيار اضطراري , يجمع بين ارادة البقاء وبين ارادة الحياة . فالامة هي في طور انبعاث , ولابد أن تزيدها التحديات اصرارا على اكمال مشروعها الحضاري والانساني . ومهما يقال عن هذه الانتفاضات فهي تعبر عن طور جديد في نهضة الامة , كما تعبر عن حالة انبعاث جديدة أيضا , في هذه الانتفاضات روح جديدة مفتقدة في الوطن العربي منذ مدة , هذه الروحية هي ما يجب أن نؤكد عليها , وننطلق منها في رؤيتنا وتحليلنا للواقع العربي .
البعض ينتقد أي فعل جهادي ضد المحتل , بدعوى أن الوقت غير مناسب , ولاسيما
أن السلطة عازمة على التقدم الى الجمعية العامة للامم المتحدة , في أيلول المقبل , بطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة , وما يواجهه هذا الطلب من اعتراضات أمريكية وغربية بعامة .
وعليه يأتي السؤال : هل الحالة الجهادية تعني اللاعقلانية , ام أنها عقلانية من طراز أخر ؟ , نعرف أن الغرب يفهم الجهاد بأنه ارهاب ,وأنه حالة لاعقلانية ,
أما بالنسبة لنا فهي الشيء الوحيد المعقول .
الامر المعقول والمنطقي هو أن الانتفاضات العربية , هي التعبير عن روح الامة , واستعدادها للتضحية من أجل نيل الحرية والكرامة , ومن يبتعد عن هذه الحقيقة, فانما يبتعد عن نفسه , وعن حقيقة أمته , وسوف يكتشف هؤلاء فقدانهم بوصلة الامان , وبوصلة الحقيقة .
شكلت الثورة العربية في فلسطين , والمقاومة العراقية الباسلة , حافزا ودافعا للجماهير العربية للتحرك ضد التسلط والطغيان , وضد الشعارات والكلمات التي لاتجد أذانا صاغية لها . وقد عانت الثورة الفلسطينية والمقاومة العراقية تعتيما متعمدا , او عدم فهم ما يجري , واليوم تعاني الانتفاضات العربية خلطا كبيرا في الفهم , ولذلك تباينت المواقف , بين مؤيد للانظمة او مؤيد للجماهير .
الجماهير على حق , لانها تشكل البحر العميق , والانظمة ليست سوى موجات على
شاطئه , سرعان ما تنتهي وتتلاشى .فمن وقف مع الجماهير , فهو يقف مع نفسه , ومع امته , ومع مستقبلها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر إسرائيلية تتحدث عن مفاوضات جديدة بشأن الهدنة في غزة


.. شاهد| مسيرة في شوارع دورا جنوب الخليل ابتهاجا بخطاب أبو عبيد




.. مقتل طيار بالقوات الجوية البريطانية بعد تحطم طائرة مقاتلة


.. دمار هائل خلفه قصف روسي على متجر في خاركييف الأوكرانية




.. حكومة السلفادور تلعن نشر آلاف الجنود لملاحقة العصابات