الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تجليات فقيه الثورة...!؟

جهاد نصره

2011 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


في إحدى خطب الجمعة ـ أقصد إحدى المقالات السياسية ـ أكَّد مؤسس لجان إحياء المجتمع المدني السوري الشيخ ميشيل على أن { الإسلام لم يجبّ الأديان التي سبقته.. وأن جميع الأنبياء إخوة .. وأن الدين الإسلامي تعالى وتجرَّد على كل ما هو دنيوي وبشري فهو رسالة إلهية خالصة وعليه فإنه دين تواصل وتكامل مع الأديان الأخرى } ثم يتابع فضيلته فيقول:
{ صحيح انه «الدين الحق»، إلا أنه لا يقتصر في الوقت نفسه على ما أنزل على سيدنا محمد، بل يشمل صحيح الأديان السماوية الأخرى، الذي يرى فيها جزءا أصليا، تكوينيا، من رسالة إلهية / كونية، سبق بعضها نزول الوحي على الرسول العربي. بهذا الفهم التواصلي / التكاملي، لم يأت الإسلام ليجبّ ما قبله من أديان، كتابية كانت هذه أم غير كتابية، وإن لم يقبل كل ما جاءت به، وأفرد مكانا خاصا في دعوته لرسالتها التوحيدية، ولدعوتها إلى عبادة الله ومكارم الأخلاق ورعاية البشر بما هم مخلوقات الله، فضلا عن الإيمان باليوم الآخر وبمقولة الثواب والعقاب بانطلاقه من نظرة تقوم على التواصل والتكامل مع الأديان الأخرى، أمر المؤمنين بإجلالها والإيمان والعيش في سلام مع أتباعها، واعتماد ما قالته كتبها المقدسة بوصفه « قولا حقا»هو أيضا دليل على صحة ما بين أيديهم من دعوة محمدية ورسالة إلهية }.
أم علي التي تواظب على سماع خطب الجمعة التي يكتبها مثقفو التغيير والحداثة بعد أن تحالفوا مع جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي الديمقراطي وباقي الربع الإسلامي لم تقتنع بادعاءات فضيلته ورأت فيها إعادة إنتاج بائسة لمقولات فقهية تلفيقية وردت في مؤلفات عدد كبير من المفكرين الإسلاميين المعاصرين..! لذا فقد تراءى لها الأمر على أنه محض نفاق سياسي على مذهبي على جهل بأبجديات الدين الإسلامي من واقع أنها كغيرها تعرف من صحيح الدين أن أول الدروس الإسلامية وآخرها يقول: ( طريق الإسلام هي الوحيدة السالكة إلى الجنة ) وفق النص القرآني الذي يقر فضيلة الفقيه الجديد ـ وكأن البلد ينقصها فقهاء ومزيفي تاريخ ـ يقرإقراراً مدنياً حداثوياً تغييرياً بأنه ( كلام الله )...! طيب يعني طالما أن الذي شق وعبَّد وزفَّت طريق الجنة هو كلام الله فلماذا الفذلكة التفقهية واللف والدوران والتزوير الذي من شأنه خدش الحياء المعرفي واللعب في ملعب الآخرين..!؟ الإسلام هو وحده الدين الحق الذي يطلبه الله من عباده ولا يقبل منهم سواه (( إن الدين عند الله الإسلام )) و ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) فكيف يعقل أن يفكر أحد الفهمانين بأنه بالإمكان أن تنطلي على جمهور المسلمين مثل هذه المناورات اللعوب أو أن يساومون أحداً على ميزة ربانية خصهم الله بها وحدهم...؟ وهل يعقل بعد ( كلام الله ) هذا أن يقبل عاقل كلام شيخ التغيير الديمقراطي من أن الإسلام لم يجب الأديان التي سبقته...؟
ثم في خطبة ثانية له بعنوان: دعوة المسيحية إلى العقل يذهب بعيداً في مغازلة الجماعات الإسلامية فيسجل إدانته لعموم المسيحيين ورجال كنائسهم لكونهم لم يلتحقوا بإخوانهم ثوار المساجد..! ولا يكتفي كما في الخطبة الأولى بتزوير التاريخ البعيد فيعمد في هذه الخطبة إلى تزوير التاريخ القريب فيقول: إن { خوف المسيحيين من انتصار جماعات الإسلام السياسي المتطرفة غير مبرر } وفيما خص ما جرى لمسيحيي العراق فإنه يحيل الأمر إلى أن مسيحيي العراق ارتبطوا بالسلطة وهم يدفعون ثمن ذلك الارتباط هذه هي المسألة بنظره فالجماعات المتطرفة لا تنطلق في كل زمان ومكان من مشروع ديني مذهبي طائفي اقصائي ممنهج هي فقط تصفي حساباتها مع الجماعات الأهلية التي تعتبرها منحازة إلى النظام القائم..! وبالطبع لا أحد يعلم متى ستنتهي تصفية الحسابات هذه إذ أن عمليات القتل والتهجير لا تزال مستمرة إلى اليوم ويوجد في دمشق حيث يعيش الكاتب مئات العائلات المسيحية العراقية التي لم تعد إلى العراق وهي لا تفكر في العودة بسبب استمراراستهداف المسيحيين من قبل مختلف التنظيمات الإسلامية.. والأنكى أنه يتجاهل الشعارات الطائفية التي رفعها أيضاً غلاة المتظاهرين الإسلاميين السوريين والتي تتوعد مسيحيي سورية بنفس المصير الذي لاقاه إخوانهم في العراق..!
يبدو أن الشيخ ميشيل وقد صار يحرث في بيدرالمشايخ هذه الأيام يهدف إلى ضمان تثبيت المقعد المتقدم الذي حجزه مسبقاُ في قطارثورة الله أكبر..! ثم إن مثل هذا التنظيرالكنسي الوهابي يفتح الطريق أمامه ليكون القس المناسب لإدارة شئون أتباع كنيسته المدنية التي يطالب باستحداثها على وجه السرعة.. ومن خلال هذا الدور والرتبة الكنسية سيتسنى له المشاركة في مؤتمرات الحوارالتي تُهدر للتقريب بين الأديان التي يرعاها ويشرب نخبها نصير الديمقراطية والمدنية جلالة الخادم السعودي المفدى.. مع العلم أن غالبية المسلمين يعتبرون هذه المؤتمرات فتنة خبيثة يجب اجتنابها...!؟
أم علي التي رفعت فوق بيتها علماً أسود اللون كتبت عليه جملة واحدة ترثي فيها ثقافة دعاة التغيير قالت لإبن الشهيد المسيحي ـ هيثم نعمة جرجس ـ الذي لم يكن محسوباً لا على النظام ولا على الكنيسة ولا على غيرها ومع ذلك قتله ثوارسوق الحشيش في مدينة حمص وقاموا بالتمثيل والتنكيل بجثته: نعم قتل الثوار المتطرفون الحشاشون والدك لكن هناك شركاء لهم أكثر خطراً منهم بما لا يقاس ونقطة أول السطر...!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة