الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تغيير ولا تنمية حقيقيين حتى توقف الدول الغربية عن التدخل في السياسات العربية.

محمد المستاري

2011 / 8 / 24
السياسة والعلاقات الدولية


عرفت سنة 2011 ميلاد التغيير من الاستبداد الذي حال ولسنوات طوال عائقا أمام تحقيق التنمية في البلدان العربية علما أنها تتوفر فيها كل الشروط الضرورية من أجل تحقيق هذه القضية، وبما أن هذه الأخيرة (التنمية) كما خلص إلى ذلك العديد من الخبراء الاقتصاديين في مجموعة من المحاضرات والندوات العلمية التي تطرقت لقضايا التنمية وصلت إلى أنها لا يمكن تحقيقها في مناخ استبدادي فلا عجب إذن أن نجد الدول العربية في ذيل المسار التنموي، إلى أن جاءت أنوار التغيير التي أشرقت في تونس ومصر لإسقاط الاستبداد الذي حرم هذه البلدان العريقة من حرياتها وجعلها تعيش الحرمان والظلم إلى درجة أصبح فيها المواطنون ينادون على أن يعيشوا في الصحراء القاحلة بحرياتهم بدلا من احتقارهم وحرمانهم من حقوقهم وإن كان العيش داخل بيوتهم !!

ما هي إلا سحابة أتت على البلدين لتنجيهم من قحط الاستبداد بعد أن خرج المتظاهرون بشبانهم ورجالهم ونسائهم وأطفالهم...للإطاحة بهذا النظام الاستبدادي المستبد....الذي تلقوا فيه شتى أشكال العنف وبلوا البلاء الحسن من أجل إقالة المستبد..

إن كل متتبع للأحداث التي عرفتها هذه البلدان سرعان ما سيلحظ بأن أنظمتها كانت متلبسة بأقنعة خفية للدول الغربية، التي كثيرا ما سمعنا وقرأنا عنها في المنابر الإخبارية الإعلامية وكأن مصر وتونس لا أكثر من كونهما ولايتين من الولايات المتحدة الأمريكية، فهل يا ترى الأمر كذلك؟ ما دخل باراك أوباما؟ وماذا يريد؟ فالولايات المتحدة الأمريكية عدوة الشعوب. وتقع في القارة اللاتينية وليست في القارة الإفريقية، أم أن الأمر ليس كذلك؟ وإذا كان الأمر خيرا وحبا في هذه البلدان ولم يكن حق أريد به باطل فلماذا لا يلقي أوباما وساركوزي خطابات على تحسين شعب فلسطين والصومال وعلى أفغانستان،...وعلى العراق التي خربوها واطفوا اسمها بعد أن خلقوا فيها الفتنة. بسياسة ليوطي "فرق تسود" والتاريخ يشهد على ذلك.

تونس ومصر عرفتا تغييرا لكن أي تغيير، هل التغيير يكون دائما نحو الأحسن؟ الأمر حتما ليس كذلك، فهل سنغير مستبد بمستبد؟ أو بمستبد أكثر منه درجة، لكنه سيحترس كثيرا آخذا عبرة لما حل بسابقه، وبالتالي ستكون أمريكا من يطبع الأوراق لمحافظة هذا الرئيس أو ذاك على المقعد المريح التي تكتب فوقه بمداد أبيض لا يراه إلا أصحاب البطون الكبيرة بأن الحكم ثمة حكم تسيير لا حكم تدبير.. فهل مصر وتونس ستحصلان على الاستقلال الفعلي من الدول الغربية؟

لنتمهل لحظة لما لا محمد حسان يحكم مصر فإنه لا يسرق ذهبا ولا يستحوذ على ولايات ولا ينهب أموالا طائلة ولا يحرم من حرية، رجلا عادلا، مخلصا، وفيا، محبا، يخاف الله، ولا يخاف في الله لومة لائم، أم أننا سننتظر الدول الغربية لتختار لنا حين ميسرة من سيطيعها ويحدو حدوها لتجعله علينا حاكما، لما لا يكون محمد حسان حاكما، أم أننا سننتظر الأكاذيب التي تقول الحنكة السياسية وفتح المجال على مصراعيه بالواوات وووووووو لا يكذبوا علينا فقد كذبوا قرونا من الزمن. لأن الحق بيِّنٌ وليس هناك ثوب لا يراه إلا الأذكياء. فلما لا يحكم محمد حسان مصر؟

ولنعلم بأن الأقطار العربية عامة، وبدون استثناء، لن تحقق تنميتها ما لم ترجع استقلالها من الدول الغربية بألا تتدخل في سياساتها وأنظمتها وبأننا شعوبا عربية خالصة عازمة ومستعدة بألا نريد منها لا مساعدات ولا إفتاءات. فهل يا ترى قد تنحى حسني مبارك وزين العابدين بن علي وهل سيتنحى باراك أوباما وساركوزي من التدخل الماكر في سياسة الدول العربية وتكتمل الفرحة العارمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف