الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميناء بوبيان ... لا خيار امام العراقيين سوى الغاء وقبر المشروع

لؤي الخليفة

2011 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بعد اللقاء الذي جرى في مجلس الوزراء قبل ايام مع الوفد الفني الذي زار الكويت للاطلاع على تفاصيل الميناء , يتضح ان الموضوع من الخطورة ما يفوق عمليات سرقة النفط وتجاوز الحدود او الاستفزازات المتواصلة من الجانب الكويتي الذي استغل ضعف الحكومة وانشغالها بالمصاعب التي تواجهها في الداخل والدور المشين لدول الجوار في زعزعة الامن ودعم الارهابيين, الامر الذي يتطلب موقفا حازما وشجاعا من المسؤولين العراقيين يثبت حقوق البلد وعدم التفريط بها واستعادة اي شبر كانت دول الجوار قد استحوذت عليه في تلك الفترة العصيبة التي مرت على العراق .
ولو امعنا النظر قليلا على ما يجري لوجدنا ان الكويت هذا البلد الصغير والذي لم يكن حتى وقت قريب سوى قضاءا تابعا للبصرة لم يكتفي بما ابتلعه من الاراضي سابقا بل راح يخطط للاستلاء على المزيد منها حتى صرنا اليوم امام هذا الميناء الذي لاهدف منه سوى الاضرار بالعراق , ولكن ما الذي يجعل الكويت تتصرف على هذه الشاكلة و تتحدى دولة كبيرة مثل العراق الذي يفوقها ثلاثين مرة في المساحة والنفوس والامكانيات ؟ ... لا شك ان الكويت ليست سوى اليد المنفذة لاجندات دول عدة سخرتها لهذا الدور القبيح وهو لا يختلف كثيرا عن دورهم السابق اثناء الحرب العراقية الايرانية والتي كلفت العراقيين مئات الالاف من الضحايا وتدمير بنيته التحتية وانهيار اقتصاده الذي كان يقف في مقدمة دول المنطقة وقتذاك ... غير ان ما يؤسف له ان الكويت ومن لف لفهم يبدوا انهم نسوا ان العراق هو من اذاق الايرانيين السم وهو من جعل من الكويتيين ما بين مشرد في الامصار وعبيدا يأتمر بأوامر الطاغية , وقد جرى كل ذلك رغم ان غالبية العراقيين لم يكن يشاطر الديكتاتور الرأي سواء في حربه مع ايران او غزوه الكويت , فكيف سيكون الحال وان غالبية العراقيين اليوم هاجسهم الاول هو الوطن وسيادته ووحدته ؟ ... وان هذا الدور الذي تلعبه الكويت اليوم لا يقل قذارة عن نظيره لبقية دول الجوار وسعيهم الى تدمير البلد , فهي جميعا لم تتهاون في تغذية الطائفية ودعم فاقدي الوطنية والضمير ممن يسعى الى تمزيق الوطن وتقسيمه اضافة الى سعيهم المتواصل لتدمير اقتصاده من خلال خنقه من البحر او قطع مياه نهري دجلة والفرات او الروافد التي يعتمد عليها الملايين في المناطق الحدودية دون ان يرف لهم جفن , ولا داعي للاشارة هنا الى الموقف الكويتي غير الودي الذي اتخذته خلافا لسائر دول العالم حينما اسقطت ديونها على العراق الا هي ودولة جارة لم تزل حتى الان تحت حكم الديناصورات , غير انه من المفيد ان نشير الى ان الشعب العراقي غير اسف على الاموال التي ترمى للكويتيين رغم انها تجاوزت عشرات مليارات الدولارات , ذلك انها لو لم ترمى اليهم لذهبت الى جيوب اللصوص من بعض المسؤولين العراقيين , وهذا يعني بالعراقي (( خوجه علي ملا علي )) .
اما فيما يخص ميناء بوبيان ومن خلال النزر اليسير من التصريحات التي صدرت سواء عن رئيس او بعض اعضاء الوفد توضخ ان الكويت وافق على الغاء اكثر من ستين رصيفا وكذلك اللسان البحري وكاسر الامواج ليكون اقل خطوره على موانئنا , مما يدلل على ان الكويت كانت تخطط بل مصممة فعلا على سد المنفذ البحري وهو الهدف الرئيس من انشاء الميناء واختيار هذا المكان بالذات رغم انها تملك العديد الاماكن البديلة , كما ان تقارير الفنيين البحريين تؤكد على ان المنطقة البحرية العراقية بدأت تتأثر سلبا الان وبعد ان تم انجاز 15% من الميناء فقط , فكيف سيكون الحال حينما يكتمل ؟ انه دون شك ارهاب من نوع جديد تمارسه الكويت وبعض من دول الخليج بدعم خارجي وان هدف المشروع ليس اقتصاديا كما يزعم مسؤولين كويتيين بل هو للاضرار ببلدنا ليس الا .
ان الكويت التي كانت وما زالت اداة لاجندات خارجية , ان كانت قد نجحت , ربما دون ان تدري , من ان تجر الطاغية صدام حسين الى غزوها , فأنها لن تستطيع ذلك اليوم , فالشعب العراقي على علم بالمؤامرة ومن يعد لها وهو من طالب الحكومة ومجلس النواب بموقف واضح وصريح والامتناع كليا عن بناء الميناء في هذه الجزيرة عن طريق المفاوضات اولا فأن لم تفلح فعن طريق المحاكم الدولية والامم المتحدة وفيما لو فشلت كل تلك المحاولات فسيكون لكل حادث حديث وسيكون حينها لكل داء دواء ولسنا راغبين ان يكون الكي اخر هذا الدواء ذلك ان اثاره ستكون مدمرة لكل المنطقة , كما ان الكويت مدعوة الى مراجعة الموضوع واعادة دراسته بشكل يضمن سلامة موقفها وعدم المساس بحقوق الاخرين ووقف تجاوزاتها على الحدود والمياه فهي ليست بحاجة اليها كما انها ليست بحاجة الى عدو يتربص بها من الشمال , فاغلب العراقيين يعرفون جيدا ان الحدود الكويتية كانت تقف ذات يوم عند منطقة المطلاع وخير لهم ان يعودوا اليها ثانية ولدينا العديد من الخرائط والوثائق التي تثبت ذلك , كما ان على الكويتيين ان يطمئنوا ان العراق لن يوقع على ما توصل اليه ثلة من المتامرين على بلدنا وجسدوه في قرار مجلس الامن الجائر 833 وانه سيطعن به عاجلا او اجلا وليس العراق من يسكت على ضيم وسينتزع كامل حقوقه وما سلب منه وقطع يد كل من يحاول العبث بأمنه وسيادته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت