الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن طبيعة حركة 20 فبراير

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2011 / 8 / 25
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


حركة 20 فبراير ليست حركة ثورية و ليست حتى انتفاضة كباقي الإنتفاضات الشعبية بتونس و مصر و اليمن و ليبيا و سوريا و التي بلغت حد البناء الثوري في بعض منها ، حركة 20 فبراير حركة احتجاجية لم تستطع تجاوز مستوى المطالب الإصلاحية و بشكل لن يرقى أبدا إلى مستوى التغيير المنشود من طرف الجماهير الشعبية .

و هي لم تسمى حركة إلا عندما طبعت بدماء شهداء الحسيمة و صفرو و غيرها امتدادا ببافي ش...هداء الشعب المغربي ، و هم ليسوا حكرا على حزب و لا تنظيم معين بل هم شهداء الحركة الإحتجاجية عبر تاريخ انتفاضات الشعب المغربي . أما توجيه حركة 20 فبراير من طرف تنظيمات سياسية معينة فهذا لا يخفى على أحد ، هذه الأحزاب التي تعبر عن مصالح الديمقراطية البورجوازية الصغيرة و المنسجمة مع مكونات حركة 20 فبراير.

لكن مطالبها الإصلاحية تبقى بلا معنى ، ما دامت الجماهير الشعبية المعنية بالتغيير و على رأسها الجماهير العمالية لم تشارك في هذه الحركة ، إن الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين هي الطبقات الحاسمة في الصراع ضد سيطرة البورجوازية الكومبرادورية و الملاكين العقاريين الكبار على السلطة السياسية و الإقتصادية و العسكرية ، أما أن تقبل حركة 20 فبراير ببقاء هذه الطبقات المسيطرة في السلطة و تطالب فقط بتغيير سلوكها تجاه الطبقات الشعبية المسحوقة ، فهذا ضرب من التأملية لم يقع في تونس و مصر و ليبيا و اليمن و سوريا و إن على مستوى هرم السلطة على الأقل كمدخل أساسي للتغيير .

أما تحالف تنظيمات سياسية متناقضة أيديولوجيا تناقضا صارخا داخل هذه الحركة ـ النهجيون و العدليون ـ فهذه سابقة خطيرة في تاريخ التحالفات و المساومات بين التظيمات السياسية الديمقراطية البورجوازية ، و تجربة تونس و مصر غنية بالعبر و حتى تجربة لبنان و فلسطين تؤكد خطأ هذا التوجه في التحالف مع الخط الرجعي.

فهذه الحركة منسجمة من حيث مكوناتها و أهدافها و مطالبها و بالتالي فهي تدور في حلقة مفرغة منذ 20 فبراير 2010 ، و لم تستطع تجاوز أساليبها الإحتجاجية رغم إصرار الطبقات المسيطرة على المضي قدما في مشاريعها التبعية للإمبريالية ، لكون التنظيمات السياسية المسيطرة عليها ذات توجهات ديمقراطية بورجوازية صغيرة.

إن حركة 20 فبراير لم ترق إلى مستوى حركة ديمقراطية بمعنى المفهوم اللينيني لهذه الكلمة أي الديمقراطية البروليتاريا، لأنها ما زالت تقبل بوجود طبقة الكومبرادور و الملاكين العقاريين في هرم السلطة ، و كل ما تنادي به هو تلطيف استغلال الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين من طرف هؤلاء .

أما النهج الديمقراطي الذي دخل في تحالف غير مبدئي مع العدل و الإحسان ، فإنه بذلك ليس فقط قد عمل على ضرب مبدأ التحالف و المساومة المبدئيين خدمة لمصلحة الطبقات الشعبية بل إختار أسلوب الإنتحار السياسي .

إن الماركسيين اللينينيين معنيون بما يجري داخل حركة 20 فبراير و هم من داخله يدافعون عن الحريات الديمقراطية ، على اعتبار أنه لا شأن للديمقراطية البروليتارية بدون ديمقراطية كاملة ، لكن شروط التحالف مع التنظيمات السياسية الديمقراطية داخل الحركة غير متوفرة ، على اعتبار أن برنامج هذه الأحزاب غير ديمقراطية ما داموا لم يثوروا على الطبقات البورجوازية الكومبرادورية و الملاكين العقاريين الكبار في هرم السلطة السياسية و الإقتصادية و العسكرية و يرفعوا شعار الديمقراطية كاملة .

فعلى أي برنامج يريدون التحالف ؟

و رغم ذلك فإن الماركسيين اللينينيين يتواجدون في واجهة الصراع ضد البورجوازية الكومبرادورية و الملاكين العقاريين ، ليس فقط في حركة 20 فبراير بل كذلك في الحركة الطلابية و حركة المعطلين و مع العمال و الفلاحين و الطبقات الشعبية بالأحياء الشعبية ، و هم معتقلون بمعتقلات النظام الملكي الديكتاتوري و تعرضوا للتغذيب و مدانون بسنوات من السجن النافذة و لا حركة تضامنية معهم .

أسائل هنا النهج الديمقراطي ، أين هو دور الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ؟ كما أسائل باقي التنظيمات الديمقراطية بحركة 20 فبراير ، أين هو دور النقابات العمالية ؟

كفاكم من التضليل على أن حركة 20 فبراير شبابية و ليست سياسية ، فمتى كانت في التاريخ حركة سياسية لم يقدها شباب ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرات في العاصمة باريس ضد اليمين المتطرف


.. مظاهرات في العديد من أنحاء فرنسا بدعوة من النقابات واليسار ا




.. خلافات في حزب -فرنسا الأبية-.. ما تأثيرها على تحالف اليسار؟


.. اليمين المتطرف يتصدر نوايا التصويت حسب استطلاعات الرأي في فر




.. آراء بعض المتظاهرين ضد اليمين المتطرف في باريس