الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجديد في التحالفات السياسية السورية

خديجة حديد

2011 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



عندما حضر الشيوعيون مؤتمر هنري ليفي في باريس الى جانب الاخوان المسلمين اصابتني دهشة ..
تواردت الاحداث والمفاجآت ...وتكرر ظهور الشيوعيين الى جانب زعماء الاخوان المسلمين..
حضروا معهم وتحت مظلتهم .. في مؤتمر اسطنبول...
الاكثر من ذلك انهم سارعوا الى التوحد مع قيادة الهيئة العامة للثورة السورية بغية جر هذه الاخيرة الى ذلك المؤتمر ولكن عندما لم تستجب هذه القيادة الى الانضمام والانضواء تحت عباءة الاخوان ...سارعوا اي الشيوعيين باسم محمد العبدلله ولجان التنسيق بالاعلان انهم لا يشكلون جزءا من هذه القيادة ...غريب ..حقا كيف تتم التحالفات الان...
اما بالنسبة الى الاخوان المسلمون فالامر يدعو ايضا الى التساؤل...كيف توقف الاخوان عن حربهم المقدسة ضد الشيوعيين باعتبارهم كفرة لا يؤمنون بالله الذي اوكل للاخوان دون سواهم من المسلمين مهمة الدفاع عن الاسلام واقامة الخلافة الاسلامية المرتقبة على كل بقاع العالم قاطبة في زمن لا يعلمه الا الله...
انطلاقا مما سبق فاننا يمكن ان نخلص الى نتيجة رائعة فعلا ...نتيجة هي اللّب والجوهر في لعبة السياسة هي اعتبارها انتقال للتحالفات بحسب المصالح العامة والخاصة وليس باعتبارها لعبة اعتقاد وإيمان ....
هذه الخلاصة تمكننا اذا من القول ان المجتمعات العربية او بالاحرى النخب السياسية لهذه المجتمعات قد كشفت عن حقيقتها وتخلت عن التدين السياسي وانتقلت الى السياسي فقط ...وهذا بتقديري تطور نوعي مهم جدا يحسب للقرن الواحد والعشرين ويحسب لوسائل التكنولوجيا التي سهلت انتقال المعلومات وكشف الاوراق التي كان من الصعب كشفها منذ عشرين عاما ...
من هنا فانني اتوجه الى جماهير شعبي في سوريا من اجل الالتفاف حول مفهوم سياسي واضح يعبرعن تطلعات الثورة بغض النظر عن الدين لأن الدين قد اصبح منذ زمن خارج اللعبة السياسية ولا فائدة من السعي وراء اي تيار يتخذ من الدين او من اي عقيدة اخرى وسيلة لجذب الجماهير واالتلاعب على تطلعاتها ..ومن اجل التوضيح هنا احب ان اؤكد ان ليس الدين فقط هو العقيدة التي تستخدم مطية لاهداف سياسية ..بل هناك كثير من العقائد التي ما تزال تزدهر في مجتمعنا ولا بد من ان الاشارة اليها مثل عقيدة القومية العربية اي سيادة القومية العربية وتفوقها على غيرها من القوميات الاخرى الكرد او الامازيغ او ...الخ ...وهناك عقيدة طائفية وهي مثلا عقيدة السنة ضد الشيعة او الصفويين او العلويين ...او ..او الخ..وهناك عقيدة الماركسية واعتبارها مقدسة وتصنيف الناس على اساس مع او ضد ...وهناك ايضا عقيدة المدينة او الاكابرية ضد الريف المتخلف ...الخ وقياسا على ذلك هناك كثير من حالات التصنيف التي يتمترس خلفها الدعاة ويتحولون الى اسلحة صوتية وتكفيرية ضد من يخالفهم او ضد من لا يشابههم....وقد اصبح واضحا اليوم انه لا فائدة منه ذلك ان إدراك المصالح السياسية لفئة من الناس هي ما يحكم تحالفاتها والدليل قد اصبح لدينا واضحا في تحالف أعداء الأمس العقائديين -الشيوعيين والإخوان- وتوحدهم على مصلحة واحدة اليوم تتجسد في اصطفافهم مع بعضهم في مؤتمر اسطنبول..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التلفزيون الإيراني: تنظيم الانتخابات الرئاسية في 28 يونيو


.. مقتطفات من لقاء سابق أجرته الجزيرة مع الرئيس الإيراني الراحل




.. لحظة دخول مساعدات لشمال قطاع غزة


.. بعد اتهامات طهران لها بتدبير الحادث.. واشنطن تؤكد أن لا علاق




.. بايدن وترامب والملف الإيراني | #أميركا_اليوم